الرباط: تحتضن المكتبة الوطنية في الرباط حاليا معرض "دلالات كونية” للفنان التشكيلي المغربي عز الدين الهاشمي الإدريسي.

ويقدم هذا المعرض، الذي يتواصل إلى غاية السبت ، لوحات متنوعة تتناول موضوع الكون والمجرات والنجوم واللامتناهي.

واستطاع الفنان الهاشمي الإدريسي من خلال الألوان المختارة بعناية فائقة، الممزوجة بأشكال هندسية مختلفة ، التعبير عن مكنوناته الروحية والمتخيلة وتقديم تجربة بصرية جديدة لجمهور الفنون الجميلة. ويقترح الفنان من خلال أعماله المعروضة رؤية جمالية خاصة للكون مفتوحة على الخيال والحلم والمتعة البصرية ، مستثمرا في ذلك أدواته المعرفية والفكرية والفنية.

جانب من الحضور ويبدو في الوسط خليل الهاشمي الإدريس المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء

وقدم الفنان الهاشمي الادريسي لوحاته "من دون عنوان”، وهو اختيار مفكر فيه ، وبذلك يكون قد اطلق العنان للواقف أمام اللوحة للسفر ، وسبر خبايا الكون التصويرية. فجاء المعرض بمثابة دعوة للحلم والروحانية والتأمل.

وقال الفنان الهاشمي الإدريسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "لقد كنت دوما مندهشا بالكون والفضاء اللامتناهي ”، ومع ذلك ، يضيف الفنان ، فإن "الموضوع هو الذي يختار فنانه وليس العكس”. وأوضح أنه مدين بإلهامه "للغموض الذي يكتنف الكون اللامتناهي”، حيث يحاول إعادة رسم هذا الكون بألوان وفرشاة.

وتابع الفنان الإدريسي بالقول "الأشكال الهندسية المنتقاة هي في نهاية المطاف إحالة على الهندسة الروحية ، كما هو الشأن بالنسبة للزليج والأرابيسك ” مشيرًا في هذا الصدد إلى أن هذه الأشكال تستخدم بشكل كبير في أماكن العبادة.

وأشار إلى أن "هذه الهندسة الروحية التي توجد عموما في فنون التسطير والتشجير والتوريق، هي دعوة للتأمل والتفكير والتعبد "، مسجلا من جهة أخرى، أن "كل لوحة متفردة في شخصيتها وتتطلب وقتا محددا للعمل”.

من جانبه ، أشار مدير المكتبة الوطنية محمد الفران إلى أن "معرض الفنان والأكاديمي عز الدين الهاشمي الإدريسي يعكس أسلوبه الفني المتميز” ، مضيفا أن الأعمال المعروضة فريدة من نوعها وتتناول موضوعا معقدا هو الكون.

خليل الهاشمي الادريسي يتحدث مع الاعلامي محمد برادة

وأبرز أن هذا الكون كما تمثله الفنان الهاشمي الإدريسي هو ثمرة رؤية من زوايا مختلفة وبأشكال وألوان متنوعة،مشيرا إلى أن هذه التمثلات تدفع إلى التفكير في علاقة "الكون” بالطبيعة والفيزياء و الجانب الروحي.

من جهته ، قال الشاعر والناقد الفني محمد نايت يوسف، إن أعمال الفنان الهاشمي الإدريسي عبارة عن بحث أزلي عن شاعرية وروحانية وجمالية كامنة في كون شاسع.
إن الأمر يتعلق،حسب الناقد ذاته، ببحث عن شاعرية كامنة في الكون اللامتناهي وكذا في غرابة الفضاء، فالأشكال الهندسية كالدوائر والمربعات والمستطيلات، تحيل على عالم غني بالمعاني والدلالات .

يذكر ان الفنان الهاشمي الإدريسي، من مواليد عام 1953، عمل مدرسا للغة والأدب الفرنسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء منذ سنة 1984 ، وذلك عقب حصوله على شهادة الدكتوراة في الأدب الفرنسي.

وبالرغم من انشغالاته المهنية والتزاماته المتعددة، كان يبحث لنفسه عن فسحة للغوص في بحر الرسوم الهندسية، التي تتسم في معظمها بالطابع التجريدي، مما ساعده على خلق لون فني ،ورؤية خاصة نابعة من سلسلة من التجارب والدراسات والتأملات الشخصية شكلت في نهاية المطاف متخيلا تشكيليا يتغذى من الأرابيسك العربي الأندلسي.

عبد الكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح والمسؤول الكبير في البلاط الملكي يتجول في المعرض وبدا الى جانبه محمد الفران مدير المكتبة الوطنية

الفنان التشكيلي عبد الله الحريري في حديث مع عبد السلام الصديقي وزير التشغيل الاسبق والفنانة التشكيلية سناء السرغيني

من أعمال الفنان الهاشمي الإدريسي المعروضة بالمعرض