أصيبت الحياة في مصر بالشلل التام، وخلت الشوارع من المارة أو السيارات، ونصحت الحكومة المواطنين بالتزام منازلهم لمدة ثلاثة أيام، بعد أن ضربت عاصفة أو منخفض "التنين" البلاد، وهطلت على البلاد أمطار غزيرة، لم تشهدها منذ نحو 26 عامًا، ما أدى إلى وقوع وفيات وحرائق وخسائر مادية كثيرة.

إيلاف من القاهرة: شهدت مصر موجة شديدة من الطقس السيئ، وهطلت أمطار غزيرة على عموم البلاد منذ الصباح الباكر اليوم الخميس، كما هاجمتها عواصف تربية، بالإضافة إلى ظاهرتي البرق والرعد.

وأطلق خبراء الأرصاد الجوية على موجة الطقس السيئ التي تهاجم مصر لمدة ثلاثة أيام على الأقل اسم "التنين"، وتحسبًا لهذا الطقس غير المسبوق، منحت الحكومة المصريين العاملين في الأجهزة الرسمية والقطاع الخاص إجازة اليوم الخميس، وتستمر ليومين آخرين، حتى يوم السبت المقبل.

ونصحت الحكومة المواطنين بإلتزام منازلهم وعدم الخروج مطلقًا، إلا للضرورة القصوى، وخلت الشوارع في العاصمة القاهرة والمدن الأخرى من المارة والسيارات، بينما غطت مياه الأمطار الشوارع، التي تحولت إلى برك ومستنقعات.

وأغلقت الإدارة العامة للمرور، أربع طرق جديدة بسبب وجود رياح مثيرة للأتربة وعاصفة ترابية وانعدام الرؤية بها، وهي: طريق قنا الأقصر وطريق قنا سوهاج وطريق قنا البحر الأحمر، وطريق قنا نجع حمادي، وسط تواجد الخدمات المرورية لمتابعة حركة السيارات لحين إعادة فتح الطرق مرة أخرى.

وتسبب الطقس السيئ في العديد من الأضرار البشرية والمادية، وشهدت محافظة وفاة الطفل محمد كرم حلمي، البالغ من العمر 6 أعوام، نتيجة سقوط شجرة على منزله وإصابة الأم واثنين من أشقائه، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وشهدت مدينة سوهاج بالصعيد، انهيار حائط بسبب الرياح، مما نتج عنه مصرع شخص أثناء سيره، وفي أخميم تعرضت المنطقة إلى رياح متوسطة محملة بالأتربة نتج عنها سقوط شجرة نخيل علي سيارة أجرة مما نتج عنه إصابة 6 أشخاص وتم نقلهم للمستشفى.

وشهدت قرية الشيخ يعقوب بمركز البلينا بمحافظة سوهاج، حريق بمنزل بسبب حدوث ماس كهربائي، وتمت السيطرة علي الحريق دون وقوع إصابات أو وفيات.

كما أسفرت موجة الطقس السيئ عن سقوط 31 شجرة و16 عامود كهرباء وانهيار 5 منازل وسقوط مئذنة مسجد بقرية الكرنك بمركز أبو تشت وأخرى بقرية السلامية بمركز نجع حمادي، وتقوم الوحدات المحلية برفع الأشجار المتساقطة وأعمدة الكهرباء بسبب العاصفة الترابية.

وفى محافظة الغربية، أصيب 16 شخصًا بكدمات وكسور وجروح سطحية وسحجات في حادث انقلاب سيارة ميكروباص على طريق المحلة - كفر الشيخ بسبب السرعة الزائدة؛ تزامنًا مع سوء الأحوال الجوية، وتم تخصيص سيارات إسعاف لنقل الركاب إلى طوارئ مستشفى المحلة العام لإسعافهم.

ودعت دار الإفتاء المصريين إلى أداء صلاة الجمعة بالمنازل، وقالت إن الشرع قد أجاز الصلاة في البيوت في حالة الكوارث الطبيعية كالسيول والعواصف، وكذلك في حالة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بل قد يكون واجبًا إذا قررت الجهات المختصة ذلك.

وأوضحت الدار، في بيان لها، الخميس، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسى مبادئ الحجر الصحي وقرر وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية في حالة تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض العامة بقوله في الطاعون: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه".

وأشارت إلى أن هذا الحديث يشمل الإجراءات الوقائية من ضرورة تجنب الأسباب المؤذية، والابتعاد عنها ما أمكن، والتحصين بالأدوية والأمصال الوقائية، وعدم مجاورة المرضى الذين قد أصيبوا بهذا المرض العام حتى لا تنتقل إليهم العدوى بمجاورتهم من جنس هذه الأمراض المنتشرة، بل أكدت أن ذلك كله ينبغي أن يكونَ مع التسليم لله تعالى والرضا بقضائه.

وقال رجب على عبد العظيم، وكيل وزارة الموارد المائية والري، خلال لقائه ببرنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع عبر فضائية "الأولى"، أن وزارة الري وضعت خطة لمواجهة الأمطار والسيول، موضحا أن تلك الخطة تهدف إلى حماية التجمعات السكنية من أخطار السيول واستيعاب تلك الكميات من خلال عمل منشآت مائية تستوعب هذه الكميات وتكون إضافة إلى الموارد المائية.

وأوضح أن الخطة تم تنفيذها بالفعل منذ عام 2015 وتكلفت أكثر من 10 مليارات جنيه، لافتا إلى أنها زادت من قدرة الوزارة على مواجهة السيول والعواصف المطرية التي نراها حاليا، حيث أنه خلال شهر يناير السابق كان يوجد عواصف رملية وأمطار تعرضت لها بعض محافظات مصر، إلا أنه تم السيطرة عليها.

وأشار إلى أن العالم كله يتعرض للقلبات الجوية، مضيفا إلى أن الدول المتقدمة لا تقدر على مواجهة الأزمات بشكل كامل.

وأكد أن كل عام تقوم وزارة الري بزيادة الاستعدادات لتلك الكوارث والتعلم من الأمطار والعواصف التى كانت موجودة سابقا، بالإضافة إلى التحسن في استعدادات الوزارة فى مواجهة تلك الأزمات.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية، استمرار حالة الطقس السيئ، غدًا الجمعة، وأن يشهد هطول أمطار غزيرة على بعض المناطق تكون رعدية أحيانًا على القاهرة الكبرى والوجه البحري، غزيرة رعدية أحيانًا على السواحل الشمالية الغربية، وغزيرة رعدية أحيانًا قد تصل لحد السيول على السواحل الشمالية الشرقية ووسط سيناء وجنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وشمال الصعيد، ومتوسطة على جنوب الصعيد.

كما يتوقع الخبراء أن تكون الرياح نشطة على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية الشرقية ووسط سيناء، وعلى السواحل الشمالية الغربية مما تؤدي إلى اضطراب الملاحة البحرية، ونشطة مثيرة للرمال والأتربة على شمال وجنوب الصعيد، وعلى جنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر مما يؤدي إلى اضطراب الملاحة البحرية.

ويتوقع الخبراء طقسا مائلا للبرودة نهارًا على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية الغربية والسواحل الشمالية الشرقية ووسط سيناء، وطقسا معتدلا على شمال الصعيد، دافئا على جنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب الصعيد، شديد البرودة ليلاً على كافة الأنحاء باستثناء جنوب الصعيد حيث يوجد طقس معتدل ليلاً.

كما يتوقع الخبراء أن تكون حالة البحر المتوسط مضطربة جدا وارتفاع الموج من 4 إلى 5 أمتار والرياح السطحية جنوبية شرقية إلى شمالية غربية، وحالة البحر الأحمر مضطربة وارتفاع الموج من ثلاثة إلى ثلاثة أمتار ونصف والرياح السطحية جنوبية غربية.