أسامة مهدي: أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أنها نفذت ضربات جوية ضد منشآت ومخازن أسلحة لكتائب حزب الله العراقي في مناطق عدة من البلاد مؤكدة انها دفاعية واستجابة مباشرة للتهديد الذي تشكله الميليشيات المدعومة من إيران.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية الجمعة ان قصفا أميركيا استهدف مقرات الحشد الشعبي في 4 مناطق من البلاد.. وأشارت الخلية في بيان تابعته "إيلاف" إلى أنّه "في تمام الساعة الواحدة والربع فجر هذا اليوم حصل اعتداء أميركي من خلال قصف جوي على مناطق (جرف النصر، المسيب، النجف، الاسكندرية) جنوب بغداد استهدف مقرات تابعة للحشد الشعبي وأفواج الطوارئ ومغاوير الفرقة التاسعة عشرة للجيش العراقي.

وأعلن الجيش العراقي أن الضربات الأميركية أدت إلى مقتل خمسة جنود ومدني.

وقال الجيش في بيان أن بين القتلى ثلاثة جنود واثنان من منتسبي فوج ا الطوارئ، مضيفا أن 11 مقاتلا عراقيا أصيبوا بجروح، إصابة بعضهم خطيرة.
والمدني طاه يعمل في مطار كربلاء الذي لا يزال قيد الإنشاء، فيما أصيب مدني آخر بجروح. وجاءت الضربات رداً على هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية مساء الأربعاء أدت إلى ثلاثة قتلى هم جنديان أميركيان وجندي بريطاني.

وجاء الهجوم الأميركي رداً على هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية بضواحي بغداد الشمالية تضم عسكريين للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الاربعاء الماضي أسفر عن مقتل جندي بريطاني وجندي ومتعاقد أميركيين. واحتجزت قوات الأمن العراقية شاحنة في الضواحي الشمالية لبغداد وقالت إنها استخدمت في الهجوم. ونشر مسؤولون عراقيون صورا للشاحنة وهي منصة مسطحة مزودة بقاذفات.

المجندة البريطانية برودي غيلون 26 عاماً قتلت بقصف "حزب الله" العراقي لمعسكر التاجي

تدمير منشآت لحزب الله العراقي ومقتل ضابط في الحرس الثوري

وقالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون في بيان إن الغارات استهدفت منشآت في العراق تسيطر عليها ميليشيا كتائب حزب الله وهي الميليشيا التي يحمّلها المسؤولون الأميركيون مسؤولية الهجوم على المصالح الأميركية في العراق.

وأشارت إلى أنّ الأهداف تضمنت مرافق تخزين تضم أسلحة تستخدم لاستهداف القوات الأميركية وقوات التحالف موضحة ان الضربات بأنها "دفاعية ونسبية واستجابة مباشرة للتهديد" الذي تشكله الميليشيات المدعومة من إيران.

وأوضحت الدفاع الأميركية أن العملية كانت "من أجل خفض قدرات هؤلاء على تنفيذ هجمات مستقبلية على قوات التحالف". وأضافت "يتوجب على هذه المجموعات وقف هجماتها على القوات الأميركية وتلك التابعة إلى التحالف وإلا فسيكون عليها تحمل العواقب في الزمن والمكان اللذين نختارهما".

ومن جهتها اكدت قناة إيرانية معارضة أن ضابطا برتبة عقيد في قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قتل في الهجوم الأميركي اليوم على مواقع تابعة للحشد الشعبي في محافظة بابل جنوب بغداد موضحة ان العقيد والعضو البارز في قوات الحرس الثوري سيامند مشهداني لقي مصرعه في الهجوم الأميركي.

واشنطن لن تتسامح مع المليشيات

وقال وزير الدفاع مارك إسبر في بيان اوردته قناة الحرة الأميركية الموجهة إلى العراق وتابعته "إيلاف" "إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع الهجمات ضد شعبنا أو مصالحنا أو حلفائنا وكما قلنا في الأشهر الأخيرة سنتخذ أي إجراء ضروري لحماية قواتنا في العراق والمنطقة".

وأضاف "لا يمكنك إطلاق النار على قواعدنا وقتل وجرح الأميركيين وتفلت من العقاب".

واتهمت ميليشيا أخرى مدعومة من إيران وهي حركة النجباء في بيان في وقت مبكر من الجمعة الولايات المتحدة بضرب الميليشيات ومقار الجيش العراقي، وادعت أن من بين الأهداف مطاراً مدنياً.

وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أكدوا أن ميليشيا مدعومة من إيران نفذت هجوم الأربعاء على معسكر التاجي وهو قاعدة عراقية شمالي بغداد تتواجد فيها قوات للتحالف.

تصعيد جديد بين الولايات المتحدة ووكلاء إيران في العراق

ومن جانبه قال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مارك ميلي إن نحو 30 صاروخا أطلق على قاعدة التاجي التي تشترك فيها القوات العراقية وقوات التحالف وأشار إلى أنّ 12 إلى 18 صاروخا سقط على القاعدة مما أدى إلى إصابة 14 شخصا بينهم خمسة بإصابات خطيرة وتسبب في بعض الأضرار الهيكلية.

ويشير الهجوم الصاروخي للمليشيا العراقية والرد الأميركي اليوم إلى تصعيد جديد بين الولايات المتحدة الأميركية ووكلاء إيران في المنطقة.

وفي 27 ديسمبر الماضي، أسفر هجوم صاروخي مماثل على قاعدة خارج مدينة كركوك عن مقتل مترجم أميركي وبعد ذلك بيومين شنت القوات الأميركية غارات جوية على خمسة مواقع في العراق وسوريا تابعة لـ "كتائب حزب الله"، التي تتلقى الدعم من فيلق القدس الإيراني.

ورد أعضاء الميليشيات وأنصارهم باقتحام مداخل السفارة الأميركية في بغداد في 31 ديسمبر وهم يهتفون "الموت لأميركا" قبل أن ينسحبوا في النهاية.

وكانت الولايات المتحدة شنت غارة بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي أسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يضم مليشيات مسلحة موالية لإيران.