عادت الانتفاضة إلى الشارع اللبناني مجدداً نهار الثلاثاء الماضي بعد الارتفاع المتسارع لسعر صرف الدولار، وما لحق ذلك من غلاء في الأسعار، إضافة إلى تزايد أعداد العاطلين عن العمل.

لكن هذه المرة، كانت انتفاضة مع كمامات طبية وقفازات، وبقي المتظاهرون في سياراتهم احتراماً للتباعد الاجتماعي في زمن فيروس كورونا، حيث كان المتظاهرون المعزولون بين نارين، نار الجوع أو نار كورونا.

وتزامنت مسيرات المتظاهرين مع بدء البرلمان جلسة تشريعية تمتد لثلاثة أيام، حيث أجبر الفيروس النواب أيضاً، بنقل مكان اجتماعهم إلى قاعة قصر الأونيسكو.

ورغم إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا شارك عشرات المتظاهرين الثلاثاء، الذين انكفأت تحركاتهم بعد تشكيل الحكومة مطلع العام ومن ثم انتشار الفيروس، في مسيرات في السيارات احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وغياب معالجة التحديات الاقتصادية الملحة عن الجلسة.

في وسط بيروت وقبل انطلاق مسيرة السيارات، قالت المتظاهرة لينا العدوي (54 عاماً) لفرانس برس "قررت النزول إلى الشارع لأن الدولة لم تقم بشيء حتى الآن، ولم نرّ أي إصلاحات".

وأضافت أن "فيروس كورنا فاقم الحالة الاقتصادية والمعيشية، من بطالة وارتفاع في سعر صرف الدولار ومن فقر وجوع"، مشددة على أن الناس "سيحتشدون" في الشارع فور انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد.

وتوجهت عشرات السيارت من نقاط عدة في اتجاه قصر الاونيسكو ورفعت غالبيتها الأعلام اللبنانية.

وتشهد البلاد انهياراً اقتصادياً وأزمة سيولة حادة تفاقمت بعد بدء احتجاجات غير مسبوقة في أكتوبر ضد الطبقة السياسية. وخسر عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم خلال الأشهر الماضية.

وتعمل الحكومة حالياً على وضع خطة اقتصادية "إنقاذية" تثير انتقادات كثيرة حتى قبل إقرارها. وتقدّر السلطات حاجة لبنان اليوم إلى أكثر من 80 مليار دولار للخروح من الأزمة والنهوض بالاقتصاد، ضمنها ما بين 10 إلى 15 مليار دولار على شكل دعم خارجي خلال السنوات الخمس المقبلة.

إحصائيات إنتشار فيروس كورونا في لبنان