أسامة مهدي: أسبوع واحد مر على فوز حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بثقة البرلمان والنقاش يتوسع ويحتدم بين محللين واعلاميين وسياسيين ومواطنين يهمهم حاضر ومستقبل بلدهم حول ما اذا كانت هذه الحكومة قد دشنت مرحلة سقوط الاسلام السياسي لصالح المدني وإذا ما كانت ستعبر بالبلاد الى مرحلة تعاف وان كانت نسبية من الازمات التي تضرب بها منذ 17 عاماً.

وفي متابعات اجرتها "إيلاف" لتطورات النقاش على شبكات التواصل الاجتماعي حول الحكومة الجديدة التي تسلمت مهامها الرسمية السبت الماضي واستئناف الاحتجاجات المطالبة بمعالجتها لارث تلك الاعوام الطويلة وهي حكومة لم تمض على مباشرتها لمسؤولياتها الا ايام قليلة فقد تباينت المواقف والتحليلات والتوقعات.

من يقف وراء استئناف الاحتجاجات

فقد كتب الاعلامي العراقي فلاح المشعل "الدعوة للتظاهرات ودخول الخضراء وتكريس الفوضى هدفها سياسي لغرض اسقاط حكومة الكاظمي أو خلق عداء مفتعل بينها وبين جماهير وفكرة ثورة تشرين العراقية، هل يعقل أن تنطلق الاحتجاجات بعد ثلاثة أيام من عمر حكومة بدأت بإجراءات منسجمة مع مطالب المتظاهرين، دققوا بالموضوع ستجدون المعارضين للكاظمي يقفون وراءها".

لكن الفنانة والممثلة العراقية سناء عبد الرحمن ردت تقول "والله تريد الصدك الشعب كله لايعرف ماذا يدور ويدار حوله.. شو ظلمة ودليلها ربك والامريكان".

من جهته قال محمد ابراهيم الناصر "اعتقد هذه التشكيلة فيها من الأسماء والشخصيات الممتازة بمهنيتها وعلميتها.. وينبغي أن تأخذ الوقت المناسب للعمل وليس للإعاقة".. لكنّ ناشطا هو سليم محمود كتب "اساسا الشعب مامقتنع بالتشكيلة الحكومية الجديدة من الطبيعي ان يخرج بتظاهرات سلمية".

الصدر وقوة قلب الكاظمي

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وكعادته في التعليق على معظم الاحداث التي تشهدها البلاد فقد قال انه يعتزم منح رئيس الحكومة الجديد مصطفى الكاظمي ما يعرف بمهلة الـ100 يوم التي اعتاد منحها لرؤساء حكومات سابقين لتقييم ادائهم بعدها.

وقال المقرب من الصدر والذي يوصف بوزيره صالح محمد العراقي في تدوينة له "قلت لسماحته: أنهم يقولون: إن سماحتكم منحت مهلة 100 يوم للاسلاميين في ما سبق.. واليوم لم تعطها لرئيس مجلس الوزراء (المدني):
فأجاب فوراً: بل إني عازم على الـ 100 يوم كمهلة.. مع إني أجده جاداً في عمله وأرجو منه قوة القلب حبّاً بالوطن.
فقلت: أبلغ ذلك ؟
فقال: نعم أبلغوا ذلك عنّي.

التظاهرات.. تساؤلات

غسان احمد علق على كلام المشعل قائلا "كلامك صحيح جدا وحقيقة تبدو فكرة المظاهرات في هذا التوقيت مثار تساؤل.. اولا ان بداية الحكومة الجديد مبشرة بخير، وان كانت بدايات بسيطة لكنها ذات دلالات مهمه.. ثانيا.. يفترض منحها فترة زمنية محدودة من شهر الى 2 او 3 اشهر.. فترة 90 يوما ستعطي رؤية واضحة على جدية الحكومة من عدمها.

الكاظمي ووزراء حكومته يؤدون اليمين الدستورية في البرلمان

على أبواب التغيير

رئيس تحرير صحيفة "كتابات" الالكترونية أياد الزاملي كتب يقول "أرأيتم تراجع نفوذ ايران قليلا في العراق ماذا حصل لو تراجع كليا سترون عراقا الذي نحلم.. لا نريد المبالغة في التفاؤل لكن نحن على أبواب تغيير حقيقي وزمن الفوضى والفلتان ولى".

من جهته قال الاعلامي العراقي معد فياض "مصطفى الكاظمي استلم رئاسة الوزراء البارحة..اليوم خرجت مظاهرات تطالبه بتنفيذ وعوده!!! العافية بالتداريج..امنحوا الرجل فرصة".

الثورة وارث عبد المهدي

لكن حسن الخفاجي علق قائلا "الثورة مستمرة حتى التغيير وإنهاء دور الأحزاب بالسلطة.. فيما علق الاعلامي العراقي وليد عمر العلي مشيرا بالقول "بدأت ملامح هدم ما خلفة العاطل عبد المهدي واضحة للعيان!.

السياسي والكاتب الشيعي طالب الرماحي فقد كتب مؤكدا "نعم سقوط عادل عبد المهدي سقوط للأسلام السياسي الشيعي في العراق إلى الأبد".

ولمنظمي التظاهرات رأي

وعن موقف المتظاهرين من الحكومة الجديدة، قالت "اللجنة المنظمة لتظاهرات تشرين" على موقعها الالكتروني معلقة على تشكيل الكاظمي لجنة للتحقيق في قتل المتظاهرين قائلة "ان الأوامر باستخدام الرصاص الحي والغازات السامة انطلقت من مكتب الفاسد المقال والهارب عادل عبد المهدي والجهات التي نفذت عمليات القتل والاختطاف وترويع المتظاهرين السلميين هي الميليشيات المدعومة من ايران: "عصائب اهل الحق، سرايا الخراساني، كتائب حزب الله، كتائب الامام علي، سرايا السلام (أصحاب القبعات الزرقاء) حركة النجباء، سيد الشهداء ، سرايا عاشوراء ، فالح الفياض، ازاد سعيد امر فوج حماية عادل عبد المهدي" وغيرهم فضلا عن القوات الامنية التابعة لسلطة حكومة المنطقة الخضراء وبالأخص قوات مكافحة الشغب الملغومة بعناصر من تلك الميليشيات".

وخاطبت الكاظمي قائلة "اذا كنت صادقا وجادا فعليك البدء فورا بمحاسبة القتلة من تلك الميليشيات فنحن نعلم ان جميع الحقائق التي تريد البحث عنها موجودة في مكتبك، فهل تستطيع ان تفعل ذلك؟"العراقي في اشارة الى رئاسته لجهاز المخابرات.

هزيمة الاسلام السياسي

الكاتب علاء الخطيب نشر مقالا مطولا جاء في اجزاء منه "لقد كتب سقوط عادل عبدالمهدي نهاية الاسلام السياسي في العراق، بعد تجربة مريرة وفاشلة في ممارسة الحكم.

لقد اتسمت حقبة حكم الاسلاميين في العراق بالفساد والضعف وغياب القانون وانهيار الدولة وضياع هيبتها. ربما سيعترض عليَّ البعض بحصر تجربة الحكم في العراق بالاسلاميين، في حين ان هناك الكُرد والعلمانيين والمدنيين.

غالباً ما يكون هذا الاعتراض وجيهاً، لكنه في الجانب الاخر كان هناك وضوحاً تاماً لملامح الاسلام السياسي على المشهد السياسي العام منذ 2003 الى الان، فقد مثلت السلطة التنفيذية واجهة الحكم، والتي انتمت بكاملها لاحزاب الاسلام السياسي اذا ما استثنينا فترة حكم السيد أياد علاوي.

لقد وقع الاسلاميون بفخ الأميركيين حينما وضعوهم في الواجهة وحشروهم في مأزق السلطة، وجعلوهم يقبلون بكل ما فرض عليهم بدأً من كتابة الدستور المفخخ، مروراً بالمحاصصة والمكونات الى التوازن الاستراتيجي في المؤسسات والجيش والقوى الأمنية وتوزيع السلطة والسيادة، نتيجة قلة الخبرة وطمعاً في الحكم وبريق السلطة.

لقد قدم الاسلاميون أسوأ نموذج للحكم في العراق، اذ اتسم بغياب الهوية العراقية، وتفتيت الوحدة الوطنية وتقاسم السلطة كغنائم بين الطوائف والمذاهب والقوميات، مما جعل التغالب والتناحر بين شرائح الشعب العراقي على أشده، ونتج عن ذلك اعتماد المكونات الاجتماعية على الدول الأجنبية بحجة حماية المذهب أو الطائفة او القومية".

صراعات

المحلل السياسي نوري نايف قال "ان قضية التناقض بين اطراف حركات الاسلام السياسي،، ليست بهذه الحدة ،، انهم يعانون من صراعات للاستحواذ على الثروات ومراكز القرار ليس الا".

قناعات من دون استعراضات

ومن جانبه كتب المحلل السياسي باسم العوادي يقول "تسلم الكاظمي البارحة صولجان حكم العراق في ليلة رمضانية هادئة. عمل بهدوء وكياسة واستطاع ان يلملم حوله قناعات كثيرة من دون استعراضات.

طالعه كان افضل من العشرة الذين كانت السلطة اقرب لهم. قرار تمرير حكومته اقترن بقرار تكليفه ولم يواجه صعوبات كثيرة.

قبول المعسكرين به وسعيهما لتسهيل امر حكومته بادرة ذات معاني جيده له وللعراق. على المستوى الشخصي الكاظمي شفاف واضح غير معقد. على المستوى السياسي فهو يستمع لشخصيات متوازنة وعاقلة وذكية.

كلها امور تدعو الى التفاؤل مقدما بأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب. على مستوى (شغلتنه) قراءة ابراج السياسة (التحليل السياسي) هناك بوادر تفاؤل سياسي قادم.

ستشهد الاشهر المقبلة الى حين الانتخابات الاميركية القادمة في الثلاثاء الثالث من شهر نوفمبر المقبل هدوءا في تعاطي المعسكرين الكبيرين داخل العراق وهذا ما ينعكس ايجابا على الوضع السياسي وحتى الاقتصادي الذي لا يتوقع له تطورا ملحوظا لكن يمكن ان تنعكس عليه فترة الهدوء هذه لتخفف من حدة تأثيره السلبي القادم اعني ان الميزانية التشغيلية (رواتب الموظفين) اذا دبرت وهذا المتوقع ستكون الامور في مسارها الطبيعي جدا. هناك ضبابية في البرج من ناحية المفاوضات العراقية الاميركية القادمة لكنها ليست قاتمة وفقا للتصورات الحالية او الاشارات التي تصدر من هنا وهناك".