A Petitioner is seen holding up a BNO passport outside the British Consulate in Hong Kong on August 21, 2019
Getty Images

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا ستغيّر قواعد الهجرة الخاصة بها وستمنح ملايين الأشخاص في هونغ كونغ خيارا بديلا للحصول على الجنسية، في حال أصرت بكين على فرض قانون جديد للأمن القومي في المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

وقال جونسون في مقالٍ له في صحيفة "التايمز" إنه لن يكون هناك خيار أمام المملكة المتحدة إلا أن تحافظ على علاقاتها مع الإقليم.

وتواجه الصين انتقادات متزايدة بسبب القانون الذي أقرته الجمعية الوطنية الشعبية الصينية. ويخشى المعارضون للقانون في هونغ كونغ من إمكانية أن يؤدي إلى تراجع كبير في الحريات وانتهاك خصوصية الأفراد، إذ ينص على عقوبات للنشاطات الانفصالية و"الإرهابية" والتخريب والتدخلات الأجنبية في المنطقة.

وتعقد المملكة المتحدة بالفعل مشاورات مع حلفائها ومن بينهم الولايات المتحدة وأستراليا حول ما يجب فعله بحال فرضت الصين القانون الجديد – الذي سيجعل من تقويض سلطة بكين جريمةً – ويبدأ الناس بالهرب من هونغ كونغ.

وأكد جونسون في "التايمز" الأربعاء إنه في حال مرّرت الصين القانون، سيسمح للأشخاص الذين يحملون جواز السفر الوطني البريطاني الخارجي (المتعلق بالأقاليم التابعة للتاج البريطاني أو تلك التي لم تعد تابعة للسيادة البريطانية كهونغ كونغ)، بالمجيء الى المملكة المتحدة خلال 12 شهراً من دون تأشيرة. فيما يُسمح لهم الآن بالمجيء لمدة ستة أشهر.

ويتمتع نحو 350 ألف شخص في هونغ كونغ بجواز السفر البريطاني الوطني الخارجي، ولكن هناك أيضاً 2.6 مليون آخر مؤهل.

وسيعطى لحاملي جواز السفر المزيد من حقوق الهجرة ومن بينها حق العمل.

وقال جونسون إن ذلك "قد يضعهم على الطريق نحو المواطنة".

A Petitioner is seen holding up a BNO passport outside the British Consulate in Hong Kong on August 21, 2019
Getty Images

بريطانيا لن تتهرب

وأضاف رئيس الوزراء إن تغييرات الهجرة ستكون إحدى أكبر التغييرات على نظام التأشيرات في التاريخ البريطاني.

وفي حال ثبت أن ذلك ضرورياً، سوف تتخذ الحكومة البريطانية هذه الخطوة وسوف تتخذها بملء إرادتها.

وأشار إلى أن "العديد من الأشخاص في هونغ كونغ يخافون من أن تكون طريقة حياتهم، التي تعهدت الصين في المحافظة عليها، تحت الخطر.

"اذا استمرت الصين في تبرير مخاوفهم، لن تتمكن بريطانيا بضمير مرتاح من أن تتغاضى وترحل بعيداً، وبدلاً من ذلك سوف نفي بالتزاماتنا ونقدم بديلاً".

وتُعدّ هونغ كونغ مستعمرة بريطانية سابقة. وقد استعادت الصين السيطرة عليها من تحت الحكم البريطاني عام 1997.

وكجانب من الاتفاق الذي وقع في حينه، تتمتع هونغ كونغ ببعض الحريات غير الموجودة في الصين، وتلك الحريات منصوص عليها في دستور مصغر يدعى "القانون الأساسي".

ومنحت جوازات السفر الوطنية البريطانية الخارجية لكل المواطنين المولودين قبل استعادة الصين للإقليم عام 1997، وفيما تسمح هذه الجوازات لحامليها ببعض الحماية من قبل الخدمة الخارجية في المملكة المتحدة، فهي لا تمنح حالياً لهؤلاء الحق في الإقامة او العمل في بريطانيا.

وأثيرت انتقادات دولية واسعة النطاق للقانون الصيني ويمثل إعلان الحكومة البريطانية خطوة إلى الأمام في معارضة بريطانيا له.

ويوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن الولايات المتحدة عقدت محادثات مع دول في تحالف "العيون الخمسة" الاستخباراتي بشأن كيفية التعامل مع هجرة جماعية محتملة للأشخاص من المنطقة. ويضم التحالف ممثلين عن أجهزة استخبارات أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وناشد الصين أن تعيد النظر في مشاريعها التي برأيه ستهدد استقلال هونغ كونغ وازدهارها.

وبموجب مبدأ "بلد واحد، ونظامان" تتمتع هونغ كونغ منذ إعادتها إلى الصين في 1997 وحتى 2047، ببعض الحقوق التي لا تعرفها مناطق أخرى في الصين، خصوصا حرية التعبير ونظام قضائي مستقل.