باريس: سعت الحكومة الفرنسية الثلاثاء لإخماد الجدل حول عنف الشرطة، مع دعوة رئيس الوزراء إدوار فيليب إلى "الاحترام والثقة" تجاه قوات حفظ النظام، إنما كذلك إلى "مطالبتهم" بمعايير عالية.

وامضى إدوار فيليب قبل الظهر في منطقة إيفري بضاحية باريس، حيث زار مركز شرطة ثم جمعية "مدنية" تنشط ضد العنصرية.

وقال إن عناصر الشرطة والدرك الذين يقفون "في الخط الأول" من أجل "حمايتنا جميعا"، يتولون مهمة "صعبة إلى حد مخيف" لأنهم "يواجهون التوتر والتهديد والمخاطر".

وتابع "إننا مدينون لهم بالاحترام والثقة" على غرار ما تكنه لهم "الأغلبية الكبرى من الفرنسيين" لكن "من واجبنا أيضا أن نكون متطلبين" حيال الشرطة.

وكان وزير الداخلية كريستوف كاستانير دعا الإثنين إلى "عدم التساهل إطلاقا" مع العنصرية في صفوف الشرطة، وإلى اتخاذ تدابير لتحسين أدبيّاتها.

وتسعى الحكومة لإخماد شعور الغضب الذي عبر عنه متظاهرون نزلوا إلى الشوارع في الأيام الأخيرة تكريما لجورج فلويد، الأميركي الأسود البالغ من العمر 46 عاما الذي قتل اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض ركع حوالى تسع دقائق على عنقه لدى توقيفه، وتنديدا كذلك بعنف الشرطة في فرنسا.

ويرفع بعض المتظاهرين قضية وفاة أداما تراوريه الشاب الأسود البالغ 24 عاما لدى توقيفه خلال العام 2016، رمزا لعنف الشرطة في فرنسا.

وتظاهر 23300 شخص السبت في فرنسا، بينهم 5500 في باريس، بحسب أرقام وزارة الداخلية.

ودعت جمعية "إس أو إس عنصرية" بعد ظهر الثلاثاء إلى تجمع من أجل "محاربة العنصرية في الشرطة وفي أي قطاع آخر".

غير أن القانون في فرنسا يحظر أي تجمع يضم أكثر من عشرة أشخاص، عملا بالتدابير المتخذة لمكافحة وباء كوفيد-19، لكن وزير الداخلية أفاد أنه سيتم التغاضي عن هذا التجمع.

وقال كاستانير إن التظاهرات غير مسموح بها "في الواقع ... لكن التأثر العالمي السليم حول هذا الموضوع يتخطى في الجوهر القواعد القانونية المطبقة".

وتابع "لن تكون هناك عقوبات ولا غرامات للمشاركة في هذه التظاهرة".