نصر المجالي: عادت صورة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ورمزها التاريخي في الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل، إلى مكانها في قائمة رؤساء الوزراء البريطانيين بعد اختفاء لساعات يوم الأحد على محرك البحث (غوغل).

وعلى مدى الأيام الأخير، دأب متظاهرو حركة (حياة السود مهمة) المناهضون للعنصرية، إلى الدعوة لإسقاط تمثال تشرشل مع عشرات التماثيل التاريخية لرجالات ساهموا في التاريخ البريطاني وسط اتهامات لهم بالعنصرية وتجارة الرقيق.

وكان زعيم زمن الحرب هو رئيس الوزراء الوحيد الذي ترك بدون صورة على محرك (غوغل) بينما بقيت صور اسلافه الآخرين من رؤساء الوزارات السابقين من أمثال كليمنت أتلي، نيفيل تشامبرلين وستانلي بالدوين.

كما بقيت صورة أدولف هتلر معروضة أيضًا على محرك البحث، على الرغم من فقدان تشرشل لعدة ساعات صباح الأحد.
وقال محرك غوغل إصورة تشرشل اختفت بسبب التحديث، وقالت إنها ستحل "بأسرع وقت ممكن". وعند الساعة 11:30 صباحًا، عادت صورة تشرشل إلى القائمة، على الرغم من أن سبب غيابها لم يتم شرحه بالكامل بعد.

خلاف متصاعد

ويأتي غياب صورة تشرشل من محرك (غوغل) كحلقة أخيرة، من الخلاف المتصاعد حول نصبه التذكاري في ساحة البرلمان، حيث دعا مؤيدو (حياة السود مهمة - Black Lives Matter) إلى هدمه.

يذكر أن اشتباكات اندلعت يوم السبت بين أنصار اليمين المتطرف الذين تدافعوا الى لندن لحماية نصب تشرشل ونصب تذكارية أخرى وأنصار "حياة السود مهمة" وشرطة مكافحة الشغب في ساحة الطرف الأغر في قلب لندن ومحطة واترلو للقطارات.

وفرض قادة الشرطة في العاصمة لندن حظر تجول في الساعة الخامسة مساءً على جميع المظاهرات في محاولة لقمع الاضطرابات التي شهدتها على مدار اليوم ، حيث انحدرت المسيرة المناهضة للعنصرية والتظاهر المضاد اليميني المتطرف إلى أعمال شغب تقودها نواة قوية من النشطاء العنيفين.

بلطجة عنصرية

وتحدث بوريس جونسون ضد ما وصفه بـ "البلطجة العنصرية" التي شوهدت خلال المظاهرات أمس بعد أن واجه انتقادات لرده على الاضطرابات هذا الأسبوع.

وكتب رئيس الوزراء، الذي كان حث المتظاهرين على تجنب المظاهرات معًا من الجانبين من اليمين ومناهضي العنصرية، كتب على تويتر: "البلطجة العنصرية لا مكان لها في شوارعنا. أي شخص يهاجم الشرطة سيقابل بالقوة الكاملة للقانون".

وأضاف جونسون: "لقد تم تخريب هذه المسيرات والاحتجاجات بسبب العنف وخرق المبادئ التوجيهية الحالية. ليس للعنصرية أي جزء في المملكة المتحدة ويجب علينا العمل معًا لجعل ذلك حقيقة".

غابت صورة تشرشل من بين صور نظرائه من رؤساء الوزارات

وأكدت مفوضية الشرطة في لندن اعتقال أكثر من 100 شخص خلال احتجاجات أمس السبت بتهم جرائم منها خرق السلام، واضطراب عنيف، والاعتداء على الضباط، وحيازة سلاح هجومي، وحيازة مخدرات من الدرجة الأولى، وسكر وأعمال شغب.

بطل قومي

وإلى ذلك يعتبر تشرشل، الذي كان رئيسًا للوزراء مرتين في بريطانيا، بطلًا وطنيًا وغالبًا ما يقود استطلاعات الرأي حول من كان أعظم بريطاني على الإطلاق.

ومع ذلك، يقول النقاد إن إرثه قد شوه بسبب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها حول الأجناس المختلفة ودوره في مجاعة البنغال في عام 1943 بعد أن أوقفت قوات الحلفاء الإمدادات الغذائية، مما أدى إلى ما يقدر بنحو 3 ملايين حالة وفاة.

وأقر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي كتب سيرة تشرشل في عام 2014، بأن رئيس الوزراء الأسبق كان عبّر عن آراء "غير مقبولة بالنسبة لنا اليوم'' ، لكنه ظل بطلاً لإنقاذ بريطانيا من "الاستبداد الفاشي والعنصري".