استأنفت فرنسا حياة شبه طبيعية الاثنين مع إعادة فتح المقاهي والمطاعم بالكامل، ومعاودة تسيير بعض الرحلات عبر الحدود والتحضير لعودة جميع الأطفال إلى المدارس، بعدما اعتبرت السلطات أنه تم تجاوز "الجزء الأكبر من الوباء".
وللمرة الأولى منذ مارس، غادر قطار يربط بين باريس ودورتموند بألمانيا المحطة صباح الاثنين قرابة الساعة 06,00 ت غ، نتيجة إعادة فتح الحدود داخل الاتحاد الأوروبي.
وقالت خبيرة الطاقة ناتاليا جومكوفا مبتهجة "إنها (خطوة) رمزية لأننا اعتدنا على عدم وجود حدود بين دولنا في أوروبا. لقد تغيّر الأمر، إنها دلالة جيدة".
واورد أليكسي، العامل في تكنولوجيا المعلومات "نذهب مع أطفالنا لزيارة الجدة وقضاء بعض الوقت مع العائلة لتمضية العطلة. إنه شعور جيد: أخيرًا!".
إلا أنه لم يتم فتح كل الحدود، كما في إسبانيا، التي ستنتظر حتى 21 يونيو لتطبيق حرية الحركة مع دول الاتحاد الأوروبي.
وفي إشارة أخرى للعودة إلى "الحياة"، قام العديد من المطاعم والمقاهي في وسط باريس بتجهيز صالاته صباح الإثنين لاستقبال الزبائن من جديد.
ومنذ ثلاثة أسابيع، سمح بفتح المساحات الخارجية فقط في باريس وضواحيها.
وفي وسط العاصمة، شكا ألبير آيدان، مدير مطعم "لامي جورج" من أن "المشكلة تكمن في معرفة ما إذا كان العملاء سيعودون (...)" مشيرا إلى أن "معظم الشركات تطلب من موظفيها العمل من منازلهم".
وعلى بعد أمتار، أبقت مطاعم أخرى مثل مطعم فودفيل الشهير، أبوابها مغلقة.
إلى المدرسة... وإلى العمل؟
أما الحضانات والمدارس والكليات فسيتعين عليها الانتظار أسبوعاً آخر لاستئناف النشاط بشكل طبيعي.
ولكن سيتم تخفيف قواعد التباعد الإجتماعي في المدرسة، اعتبارًا من الثلاثاء، قبل العودة الإلزامية في 22 يونيو.
كان الإجراء الصحي في المؤسسات صارمًا للغاية، مع حصر وجود 15 تلميذًا حدا أقصى في كل صف من المرحلة الابتدائية، ما حال دون عودة جميع الأطفال إلى الدراسة.
وأعرب العديد من أهل الطلاب، في الأيام الأخيرة، عن استيائهم وتعبهم، بسبب المتابعة الدراسية الضرورية لأطفالهم في موازاة استئناف نشاطهم المهني بطريقة أكثر صرامة.
وستساهم العودة الالزامية في استئناف الحياة الاقتصادية في البلاد لأن العديد من الآباء سيتمكنون من العودة إلى العمل بسهولة أكبر.
وأعرب وزير الصحة أوليفييه فيران عن تفاؤله قائلا إن بلاده "تجاوزت الجزء الأكبر من وباء" كوفيد-19 مع اشارته الى أن "الفيروس لا يزال ينتقل في البلاد" وأن مكافحة كورونا المستجد لم تنتهِ بعد.
وتم تسجيل تسع وفيات في المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية، في أدنى حصيلة منذ بدء إحصاء الوفيات في منتصف مارس. وأودى الوباء ب29,407 اشخاص في فرنسا.
ولئن استمر تخفيف القيود تدريجياً، فإن حظر التجمعات لأكثر من عشرة أشخاص على الطرق العامة وفي المناسبات الكبيرة (أكثر من خمسة آلاف شخص حاليا) لا يزال ساريا.
وتم خرق هذه الإجراءات مؤخرا لاسيما مع تنظيم تظاهرات مناهضة للعنصرية شارك فيها الآلاف.
التعليقات