أسامة مهدي: وجه العراق اليوم اتهامات لتركيا باختلال الأمن في المنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة بين البلدين وسلم سفيرها في بغداد مذكرة احتجاج شديدة اللهجة هي الثانية خلال 48 ساعة على قصف طائراتها لمناطق في شمال العراق، محذرا من انه سيضطر الى اللجوء لمجلس الامن الدولي ضد انتهاكها لسيادته.

وقالت وزارة الخارجية العراقية إن "العراق يستنكر بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة يوم أمس انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة".

واضافت الوزارة في بيان الخميس تابعته "إيلاف" انه "فيما نُؤكّد رفضنا القاطع لهذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة نُشدّد على ضرورة التزام الجانب التركيّ بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقيّة التي توغّلت فيها أمس ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها".

كما نقلت الوزارة تشديد "الحُكومة العراقيّة على أنّ تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة فيما بيننا؛ إذ تسبّبت "مبادرة السلام" التي اعتمدتها مع حزب العمال الكردستانيّ عام 2013 بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركيّ داخل الأراضي العراقيّة من دون موافقة أو التشاور مع العراق ممّا دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن.

مذكرة احتجاج عراقية ثانية شديدة اللهجة خلال 48 ساعة

وقد استدعت وزارة الخارجيّة العراقية السفير التركيّ في العراق مُجدّداً اليوم وسلّمته مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة داعية إلى الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة، مطالبة الحكومة التركيّة "بأن تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حدّاً لهذه الاعتداءات" وكذلك "احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدوليّة على النُهُوض بمسؤوليّتها".

وكانت الوزارة قد استدعت السفير التركيّ الثلاثاء الماضي وسلّمته مُذكّرة احتجاج على خُرُوقات ارتكبها الطيران التركيّ فجر الاثنين الماضي. واشارت الى انه "بمُقتضى السياقات الدبلوماسيّة الاحترافيّة يُفترَض على السفير أن يكون قد نقل المُذكّرة إلى حُكُومته، وأبلغها بفحوى الاجتماع فمَهمّة السفير هي تطوير العلاقات لا العكس وقد أوضحنا له حُدُود دوره سابقاً وكذلك اليوم".

ونوهت الوزارة الى ان الحكومة العراقية تؤكد على أن"لاتُستخدم أراضي العراق مَقراً أو ممراً لإلحاق الضرر والأذى بدول الجوار"، كما ورد في الدستور العراقي في اشارة الى حزب العمال الذي يشن عمليات عسكرية ضد اهداف تركية داخلية انطلاقا من الاراضي العراقية.

.. ومذكرة احتجاج لإيران

وعلى الصعيد نفسه، قالت الخارجية العراقية إنها استدعت اليوم أيضا السفير الإيراني لدى العراق وسلّمته مذكرة احتجاج،على القصف المدفعيّ الإيرانيّ الذي تعرّضت له قرى حُدُوديّة في (مرتفعات آلانة) التابعة لمدينة حاج عمران بمحافظة أربيل الثلاثاء الماضي. وأشارت إلى أن القصف تسبّب بخسائر مادّية، وأضرار بالممتلكات، علاوة على بثّ الخوف بين الآمنين من سُكّان تلك المناطق.

وأشارت الخارجية إلى أنها فيما تؤكد حرص العراق على ديمومة، وتنمية العلاقات التاريخيّة بين البلدين، فإنها تشدد على إدانة هذه الاعمال، وأهمّية حرص الجانب الإيرانيّ على احترام سيادة العراق والتوقّف عن القيام بمثل هذه الأعمال، وتحرّي سُبُل التعاون الثنائيّ المُشترَك في ضبط الأمن، وتثبيت الاستقرار على الحُدُود المُشترَكة.

الدفاع التركية: ضربنا 500 هدف داخل الاراضي العراقية

ومن جهتها قالت وزارة الدفاع التركية اليوم إن قواتها أصابت أكثر من 500 هدف في إطار عمليات التي تنفذها منذ الاثنين الماضي في إقليم كردستان ومحافظة نينوى ضد عناصر وقواعد حزب العمال الكردستاني التركي.

قصف تركي لمواقع حزب العمال التركي الكردي في شمال العراق

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ان "عملية مخلب النمر تمضي قدما بشكل جيد تماما وبالاستمرار بنفس الجدية والتصميم سنستكمل العملية بنجاح".

وكانت وزارة الدفاع التركية قد اعلنت امس الأربعاء عن اطلاقها عملية عسكرية اطلقت عليها "مخلب النمر" في منطقة "هفتانين" شمال زاخو بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق الشمالي ضد عناصر حزب العمال التركي الكردستاني في محافظتي دهوك ونينوى.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أنها نشرت قوات الكوماندوز في منطقة هفتانين تم نقلهم من قبل سلاح الجو، موضحة ان قواتها الجوية وعناصر الكوماندوز المدعومين بمروحيات وطائرات مسيرة انتقلوا الى المنطقة.

وكان حزب العمال الكردستاني المصنف في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية قد رفع السلاح في وجه الدولة عام 1984 ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي يتركز في مناطق جنوب شرق تركيا المحاذية للاراضي العراقية.