إيلاف من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم وزراء حكومته الى النزول الى الشارع ووضع خطط لتلبية مطالب المواطنين، فيما اعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان توثيقها مقتل ثلاثة متظاهرين وجرح 21 آخرين إصابة البعض منهم خطيرة نتيجة استخدام الرصاص الحي ضدهم خلال مصادمات شهدها وسط بغداد ليل الاحد الماضي.

وقال الكاظمي خلال ترؤسه للاجتماع الاسبوعي لحكومته الثلاثاء انه يعمل بكل الجهود لتذليل التحديات وتلبية مطالب المواطنين واحتياجاتهم مشددا على الوزراء والدوائر الخدمية المعنية بتجنّب العقبات البيروقراطية والعمل بأساليب مرنة في تنفيذ القرارات.. محذرا من ان من سيعرقل أي قرار سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.

وطالب وزراء حكومته الاثنين والعشرين بالاستماع لمطالب المواطنين والنزول الى الشارع ووضع الخطط لتلبية هذه المطالب .. منوها الى ان الخطط الإصلاحية يجب أن توازيها خطط مماثلة لاستيعاب مطالب المواطنين.

وشدد الكاظمي على انه لاتراجع عن تقوية مؤسسات الدولة وقال "إن العمل جارٍ على تقويتها ونحن بصدد اتخاذ قرارات وطنية لتلبية مطالب أبناء شعبنا".
واضاف ان القوات والاجهزة الامنية ملزمة بحماية الحركة المطلبية من اي استهداف او محاولة لخلط الاوراق من اي جهة كانت.

وكان الكاظمي قال في كلمة إلى العراقيين امس انه يشعر بألم شديد "وأنا أرى شعبي وهو يعاني في الحر اللاهب بسبب الخراب في الكهرباء وكنت أتمنى لو كان في اليد حلّ سحري، ولكن للأسف سنوات طويلة من التخريب والفساد وسوء الإدارة لا حلّ لها في يوم وليلة".
وأضاف "إن العراق يجب أن يبنى بإرادة الشعب وليس بإرادة اللصوص والخارجين عن القانون ودعاة الفوضى".

3 قتلى وإصابات
ومن جهتها، قالت المفوضية العراقية العليا اليوم انها وثقت مقتل ثلاثة متظاهرين وجرح 21 آخرين اصابة البعض منهم خطيرة نتيجة استخدام الرصاص الحي ضدهم خلال المصادمات التي شهدها وسط بغداد ليل الاحد الاثنين الماضيين.

واشارت المفوضية في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه الى ان فرقها الرصدية
تابعت حصيلة المصادمات التي جرت في ساحة التحرير وسط العاصمة بين القوات الامنية والمتظاهرين ووثقت "استشهاد 3 متظاهرين واصابة 21 اخرين منهم اصابة البعض منهم خطيرة نتيجة استخدام الرصاص الحي".
واضافت المفوضية انها في الوقت الذي تدين فيه استخدام العنف وتقييد حرية التظاهر السلمي فإنها تطالب الحكومة الاسراع في اعلان نتائج التحقيقات وتقديم المتسببين به للقضاء.

كما دعت القوات الامنية بحظر استخدام العنف تجاه المتظاهرين السلميين باعتباره يمثل انتهاكا صارخا لمعايير حقوق الانسان ومعايير الامم المتحدة في انفاذ القانون والالتزام التام بحماية المتظاهرين.

وشددت على القوات الامنية والمتظاهرين بضرورة اتخاذ اقصى درجات ضبط النفس والابتعاد عن اية تصادمات تكون نتيجتها سقوط شهداء ومصابين. واوضحت انها ستواصل توثيق ما حصل من احداث وستصدر تقارير تفصيلة بما حدث حين اكمال فرق تقصي المفوضية لمهامها واستقبال الشكاوى والبلاغات لغرض احالتها الى الادعاء العام ومحكمة حقوق الانسان وفق ولاية المفوضية القانونية باعتبارها تمثل انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي.

وفي وقت سابق اليوم كشفت وزارة الداخلية ان اجهزتها الامنية رصدت خلال الساعات الاخيرة وفي ضوء نتائج التحقيق الاولية في الاحداث "مجموعات اجرامية خطرة في ساحة التحرير تسعى الى صنع الفوضى عبر ضرب المتظاهرين من الداخل وافتعال الصدامات مع الاجهزة الامنية التي تهدف الى حفظ امن الساحة وحق التعبير السلمي عن الرأي".