لندن: وجهت السلطات المصرية، دعوة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، لزيارة الأهرامات، وذلك بعد تغريدات مثيرة للجدل تحدث فيها عن نظرية مؤامرة قديمة تقول إن كائنات فضائية هي التي بنت الأهرامات.

ولاقت تغريدات ماسك وهو مؤسس شركة تسلا و(SpaceX) ويتابعه نحو 37 مليونا، رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل وتمت مشاركتها أكثر من 74 ألف مرة، وحصدت أكثر من 473 ألف إعجاب، وأكثر من 21 ألف تعليق، بعد 19 ساعة من نشرها، كما تناقلتها وسائل الإعلام الغربية.
وردت الحكومة المصرية على تغريدات الملياردير الأميركي البالغ من العمر 47 عاما، حيث وجهت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، الدعوة له لاكتشاف المزيد من الكتابات عن كيفية بناء الأهرامات المصرية.

تغريدة المشاط
ونشرت المشاط على حسابها الخاص على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"، تغريدة جاء فيها: "أتابع كل أعمالك بشغف كبير. وأنا أدعوك أنت وشركتك سبيس أكس إلى اكتشاف المزيد من الكتابات عن كيف تم بناء الأهرامات المصرية، وكذلك المقابر الفرعونية. نحن في انتظارك".
ومع ذلك، بدا أنه أخذ المطالبة مرة أخرى في منشور متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي يربط بمقالة تصف كيف تم بناء الأهرامات على الأرجح من قبل البشر الذين يعيشون في مستوطنة مصرية.

جدل واسع
وأثارت التغريدات جدلا واسعًا، بعد قول ماسك إن كائنات فضائية هي من بنت أهرامات الجيزة الكبرى، بدلا من كونها بُنيت على أيدي قدماء المصريين.
ومع تصاعد وتيرة الجدل تجاه تغريدته، عاد إيلون ماسك ليكتب: "رمسيس الثاني كان رائعًا"، مُضيفا: "كان الهرم الأكبر أطول هيكل صنعه البشر منذ 3800 عام". وشارك رابطًا لصفحة ويكيبيديا عن الهرم الأكبر بالجيزة.
وعاش رمسيس الثاني بين عامي 1303 و1213 قبل الميلاد، ويعتقد أنه كان يبلغ من العمر 90 عامًا عندما توفي.في حين تم بناء هرم الجيزة الأكبر (هرم خوفو) - الأقدم والأكبر من أهرامات الجيزة الثلاثة - على مدى 20 عامًا. واكتمل في 2560 قبل الميلاد، 1257 سنة قبل ولادة رمسيس.

حواس يفند
وانضم علماء الآثار المصريون إلى الجدل الذي فجرته تغريدات حيث فندوا ما ورد فيها من مغالطات، وأصدر الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، بيانًا يوم السبت الماضي، قال فيه: "يبدو أن أموال هذا الملياردير لم تجعله مشهورًا، لذلك بدأ في الإعلان أن الأهرامات بنوها قوم جاؤوا من الفضاء، وأن الملك رمسيس الثاني أيضًا من الفضاء".
وأضاف: "كان المفروض ألا أرد على هذا الكلام، لأنه لا يستحق الرد، وكلام ليس له أي دليل علمي، ولكن وجدت أن هذا الخبر نشر في كل مكان، نعلن لهذا الملياردير أن الأدلة الأثرية والتاريخية واللغوية تثبت أن من بنى الأهرامات هم المصريون، وأن الملك رمسيس الثاني شرقاوي من الدلتا، وعائلته عاشت في بر رعمسو بقنطير الحالية وحكموا مصر في هذه الفترة، وأن هناك أدلة لغوية مكتوبة داخل مقابر الموظفين والنبلاء تشير إلى خوفو وهرمه، وأن الهرم هو رمز لإله الشمس، وأنه جزء من الأهرامات المصرية التي بنيت منذ الأسرة الثالثة حتى بداية الأسرة 18".

مقابر بناة الاهرامات
وقال حواس: "مقابر العمال بناة الأهرام تثبت للعالم أجمع أن الهرم كان المشروع القومي لمصر، وأن بناة الأهرامات عملوا في بناء الهرم لمدة 32 عامًا، وكُشفت مؤخرًا بردية وادي الجرف التي يحدثنا فيها رئيس العمال مرر عن بناء الهرم وقطع الأحجار من طره، وأعلن أن اسم هرم خوفو هو أخت خوفو بمعنى أفق خوفو، ومنطقة الهرم كانت تعرف باسم عنخ خوفو بمعني خوفو يعيش".
واختتم حواس: "أرجو من هذا الملياردير أن يثقف نفسه ويقرأ ما كُتب عن الفراعنة وعن الهرم حتى يعرف أن الأهرامات ليست لها صلة بالفضاء، وأن بناة الأهرامات هم المصريون وأن الملك رمسيس الثاني هو مصري شرقاوي".

من ناحيته، سخر الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات في تصريحات خاصة لصحيفة (مصراوي) من تصريحات ماسك، قائلًا: "هذه الادعاءات ليست جديدة، ولكنها قديمة جدًا، وموجودة في بعض الكتب التي ألفها كتاب غربيون، مثل إريك فون دانكن في كتابه عجلات الآلهة، والذي من ذهول كثيرا من إنجازات الفراعنة، يعزوه إلى سكان كواكب أخرى، وهذا الكلام كلام فارغ قيل كثيرًا وليس عليه دليل، وإنما مجرد تخاريف".

خرائط الحروب
وحول ما ردده رجل الأعمال الأميركي حول رمسيس الثاني، قال السيسي: "قبل وجود الملك رمسيس الثاني، أثناء حكم الأسرة 19، حكم مصر الملك تحتمس الثالث، خلال الأسرة 18، وكان يحكم إمبراطورية مترامية الأطراف، امتدت إلى ما بين النهرين شمالًا، وإثيوبيا جنوبًا، وبرقة غربًا، وخلال الحرب العالمية الأولى استعان اللورد أللنبي بخرائط الحروب التي قام بها هذا الإمبراطور العظيم، كما استعان مونتغمري بها أيضًا في الحرب العالمية الثانية".
وأضاف السيسي: "ترك لنا تحتمس الثالث بردية موجودة في الفاتيكان يدحض فيها مثل هذه الادعاءات، وفيها يقول (أخبرتني الكهنة في العام 22 من حكمي، في فصل الشتاء، أن سماء البلاد امتلأت بأجساد فضية لامعة وقد أمرت بتسجيل هذه الظاهرة للأجيال القادمة)، ولو كانت الأهرامات والمعابد بناها كائنات فضائية لكان ظهور هذه الأجساد اللامعة أمر طبيعي جدًا بالنسبة للفراعنة ولما استدعى الأمر تسجيلها من قبل تحتمس الثالث".