برلين: صرح وزير الشؤون الأوروبية الألماني خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس أن بريطانيا تحتاج إلى أن تكون "أكثر واقعية وعملية" في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأعرب ميكايل روت الذي عبّر عن خيبة أمله من المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود بشأن علاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، عن دهشته من أن لندن "لا يبدو أن لديها أي اهتمام متزايد في مناقشة القضايا الخارجية والأمنية" مع الاتحاد الأوروبي.

وقال روت إنه "يشعر بخيبة أمل لأن لندن تبتعد بشكل متزايد عن الإعلان السياسي المتفق عليه بيننا كأساس موثوق للمفاوضات. أود أن يكون المسؤولون في لندن أكثر واقعية وعملية" مضيفا أن "البريطانيين" معروفون بشكل خاص ببراغماتيتهم.

احترمت بريطانيا نتائج استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أجري في 2016 وغادرت التكتل بعد ما يقرب من نصف قرن من الانضمام إليه، في 31 يناير. وستبقى ملتزمة قواعد الاتحاد الأوروبي حتى 31 ديسمبر بانتظار نتائج المفاوضات حول علاقتها المستقبلية مع أكبر شريك تجاري لها.

لكن مع تفشي الوباء، تتزايد المخاوف من أن الوقت يضيق لتأمين اتفاق يمكن أن يمنع خروجا فوضويا.

واستبعدت لندن تمديد الفترة الانتقالية إلى ما بعد 31 ديسمبر رغم أن كبار المفاوضين حذروا من أن الاتفاق ما زال بعيد المنال بسبب فجوة أساسية في المسائل الرئيسية مثل حقوق الصيد في المياه الاقليمية وقواعد المنافسة العادلة.

ومع تولي ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في الأول من تموز/يوليو، قالت المستشارة أنغيلا ميركل بوضوح إن الكتلة يجب أن تستعد لاحتمال فشل المحادثات.

برود بريطاني

قال روت إنه حتى في ما يتعلق بمسألة السياسات الأمنية التي تعهد الجانبان بالحفاظ على تعاون وثيق بشأنها، تظهر لندن برودا في الوقت الذي يكون فيه الحلفاء ضروريين أكثر من أي وقت.

وأضاف "في عالم ما بعد كورونا غير لبمريح، يكون الشركاء الجيدين والجديرين بالثقة أكثر أهمية". وتابع أن "التعاون الوثيق في هذا المجال في مصلحة الجانبين رقصة التانغو تحتاج إلى شخصين. اما الآن فكل فريق يرقص من غير أن يتحرك".

وما أثار قلق الاتحاد الأوروبي هو أن لندن أشارت إلى أن "العلاقة المؤسسية" في ما يتعلق بالأمن ليست ضرورية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نظرا لوجود بريطانيا في حلف شمال الأطلسي.

وقد أدرجت ألمانيا مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باعتبارها واحدة من أولوياتها الرئيسية خلال رئاستها للاتحاد.

كذلك، تشكل طريقة إنعاش اقتصاد التكتل بعد الأضرار الهائلة التي لحقت به جراء فيروس كورونا المستجد، مصدرا رئيسيا للقلق بالنسبة إلى ألمانيا.

وقال روت إن ألمانيا تعتمد أكثر من أي وقت مضى على الدعم من فرنسا مع تنشيط تنشيط القوة الفرنسية-الألمانية أخيرا بمبادرة مشتركة من ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعادة أطلاق العجلة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي.

وكانت تلك المبادرة أساس خطة الانعاش الضخمة البالغة 750 مليار يورو (884 مليار دولار) التي وافق عليها التكتل في تموز/يوليو وشكلت منعطفا هائلا من جانب ميركل إذ تم الاكتفاء بالاقتراض المشترك الذي ما زال يعتبر من المحرمات في أكبر اقتصاد في أوروبا.

وتابع روت "كان المحرك الفرنسي-الألماني يعمل دائما حتى لو تباطا قليلا في بعض الأحيان. لكن لكي تخرج أوروبا من الأزمة أقوى من قبل (...) من المهم أن نبقي المحرك يعمل بأقصى سرعة وأن نأخذ الأوروبيين الآخرين معنا على قدم المساواة".