ليما: هاجمت مجموعة غاضبة من السكان الأصليين في البيرو بالرماح معسكرا لشركة نفط في الأمازون احتجاجا على التلوث وانتشار وباء كوفيد-19، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم بعد اشتباك مع الشرطة، وفق ما أعلنت الحكومة الأحد.

وبعدما تملكهم الإحباط من التسربات النفطية والاهمال الحكومي خلال أزمة تفشي فيروس كورونا، بحسب زعمهم، حاول نحو 70 شخصا من السكان الأصليين عند منتصف ليل السبت اقتحام معسكر شركة نفط في محاولة لوقف العمل في بئر تابع لها في بلدة بريتانا النائية في منطقة لوريتو.

ويشكو السكان الأصليون من أن هذه البئر التي تديرها شركة بتروتال الكندية تسببت بتلوث أراضيهم من خلال سلسلة من التسربات النفطية. وقالت الشركة بعد الاشتباك انها أوقفت العمل بالموقع حيث يوجد نحو 100 شخص.

وأعلن وزير الداخلية البيروفي خورخي مونتويا أن الاشتباك أسفر عن مقتل ثلاثة من السكان الأصليين، إضافة الى جرح 6 من عناصر الشرطة و11 من السكان.

ولفت مونتويا الى انه قد تم إرسال وفد حكومي الى منطقة لوريتو في محاولة لتهدئة الأمور.

وقالت منظمة "أوربيو" التي تمثل السكان الأصليين في الجزء البيروفي من الأمازون إن الهجوم كان ضد "شركة النفط والدولة بسبب إهمال أحبتنا والتخلي عنهم جراء نقص العلاج والأدوية" في ظل انتشار الوباء.

لكن كانت هناك روايات متضاربة حول كيفية بدء أعمال العنف.

فالوزارة قالت إن المهاجمين حملوا بنادق بالإضافة إلى الرماح، وبدأ الاشتباك عندما أطلقوا النار وأصابوا ضابط شرطة.

وردت "أوروبيو" بأن عناصر الشرطة أطلقوا النار أولا وتسببوا بفوضى عند منتصف الليل، بحيث انتهى بهم الأمر وهم يطلقون النار على بعضهم البعض.

وأوضحت المنظمة في بيان أنه "لم تكن لدى إخواننا من السكان الأصليين أسلحة نارية. لقد حملوا الرماح فقط كأداة دفاع موروثة عن الأسلاف".

وتسبب الوباء بخسائر فادحة في أوساط الشعوب الأصلية الفقيرة في منطقة الأمازون في البيرو.

وتقدر السلطات أنه في منطقة إيكيتوس على سبيل المثال، وهي المدينة الرئيسية في منطقة الأمازون في البيرو، أصيب 7 من كل 10 أشخاص بفيروس كورونا.

وفي مايو كانت الجثث تتكدس في مستشفيات المدينة التي تعاني من نقص شديد في أجهزة التنفس والأوكسجين.

وتفتقر منطقة الأمازون الى الطرق المعبدة، حيث يعتمد النقل بشكل رئيسي على القوارب في الأنهر، لذلك اضطرت الحكومة الى نقل الإمدادات الطبية جوا.

وسجلت البيرو أكثر من 20 ألف وفاة بسبب الفيروس، لتأتي بعد البرازيل والمكسيك كأكثر الدول تضررا من الفيروس الذي يجتاح العالم.