باريس: تخطت الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد-19 في العالم عتبة 750 ألف حالة الخميس، فيما لا يزال القلق من موجة ثانية من الوباء حاضراً، دافعاً بالعديد من الدول إلى فرض قيود جديدة لاحتوائه.

في إسبانيا، دخل منع التدخين في الطرقات والمطاعم المفتوحة الخميس حيز التنفيذ في مقاطعة غاليسيا (شمال غرب) وأرخبيل الكناري (شرق). ويطبق هذا التدبير في حال استحالة الحفاظ على مسافة مترين على الأقل بين الأشخاص.

وقالت الجمعية الإسبانية لعلم الأوبئة "المدخنون المصابون والذين لا يظهرون عوارض يمكن أن تصدر عنهم قطرات تحتوي الفيروس ويشكلوا بالتالي خطراً على بقية السكان".

وطلب أطباء في إسبانيا الخميس من السلطات أن "تعود إلى المسار الصحيح" في مكافحة الوباء لتفادي غرق البلاد التي تعد من الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات في أوروبا، بموجة جديدة من الجائحة.

أما إيطاليا، فستفرض اعتباراً من 7 سبتمبر على المسافرين القادمين من كرواتيا واليونان ومالطا فحصاً مسبقاً للفيروس قبل دخول أراضيها. وستمنع دخول المسافرين من كولومبيا.

في فنلندا، بات وضع الكمامة إلزامياً في الأماكن العامة. واعتبر عالم أوبئة من منظمة الصحة العالمية الخميس أن تخفيف القيود وزيادة الفحوص وكذلك التراخي بين السكان خلال فصل الصيف، يمكن أن يفسر ارتفاع عدد الإصابات من جديد في أوروبا.

في العالم، بات عدد الإصابات يقارب 21 مليوناً، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس الخميس استناداً إلى مصادر رسمية. وباتت أميركا اللاتينية والكاريبي المنطقة التي تسجل أكبر عدد وفيات، نحو 230 ألفاً. ونحو نصف الوفيات تسجل في أربع دول هي الولايات المتحدة (166 ألفاً و038) والبرازيل (104 آلاف و201) والمكسيك (54666) والهند (47033).

في إفريقيا، ستؤدي عودة النشاط الاقتصادي إلى ارتفاع في عدد الإصابات، كما حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة ماتشيديسو ماوتي. وسجلت الخميس أول إصابة بفيروس بالفيروس في مخيمات المهاجرين المكتظة في الجزر اليونانية، وهي ليمني يبلغ 35 عاماً.

محطات حافلات ذكية

في موازاة ذلك، تتوالى التدابير الوقائية في دول نجحت منذ أشهر في السيطرة على الوباء. وتنوي نيوزيلندا، التي تمكنت لوقت طويل من السيطرة على الوباء، أن تمدد الإغلاق في أوكلاند لأكثر من ثلاثة أيام، فيما تدرس رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن إمكانية إرجاء الانتخابات المقررة في 19 سبتمبر.

من جهتها، أنشأت كوريا الجنوبية، التي غالباً ما تذكر كمثال في النجاح بالتصدي للوباء، محطات حافلات ذكية مزودة بمصابيح ذات أشعة فوق بنفسجية تساعد في التعقيم.

وعلى المسافرين في عشرات المحطات في سيول أن يقفوا امام كاميرات حرارية تقيس درجة حرارتهم التي يجب أن تكون دون 37,5.

عززت أيضاً كوريا الشمالية مكافحتها للفيروس. وفرض قياس الحرارة والمعقمات والكمامات في وسائل النقل في بيونغ يانغ، لكنها لا تؤكد وجود إصابات على أراضيها.

"سبوتنيك في"

يتواصل في الأثناء السباق على اللقاحات. ودخلت أميركا اللاتينية، المنطقة الأكثر تضررا بوباء كوفيد-19، السباق لإنتاج لقاح للفيروس، وإن كان يجري العمل على تطويره في أوروبا او في روسيا.

ستصنع المكسيك والأرجنتين وتوزع لقاحا يجري تطويره في المختبر الإنكليزي السويدي أسترازينيكا وفي جامعة أكسفورد.

كما أعلنت المكسيك، ثالث دولة في العالم من حيث عدد الوفيات (54666 وفاة) أنها أبرمت اتفاقات جديدة مع شركة "يانسين فارماسوتيكل" الأميركية وشركتي "كانسينو بايولوجيكس" و"والفاكس بايوتكنولوجي" الصينيتين للمشاركة في التجارب السريرية بدءا من سبتمبر بهدف إنتاج لقاح محتمل.

في البرازيل، ثاني أكثر الدول تضررا في العالم جراء الفيروس مع 104,201 وفاة، وقّعت ولاية بارانا (جنوب) مذكرة تفاهم مع روسيا الأربعاء لاختبار وإنتاج لقاح "سبوتنك في" الجديد الروسي ضد فيروس كورونا المستجد والذي لا تزال فعاليته موضع شك.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح بلاده في تطوير "أول" لقاح ضد مرض كوفيد-19 يؤمن "مناعة طويلة الأمد" مؤكدا بدء عملية الإنتاج في سبتمبر فيما بدأت للتو تجارب المرحلة الثالثة عليه.

وتراجع الرئيس الفليبيني رودريغو دوتيرتي الخميس عن عزمه تجربة اللقاح الروسي على نفسه، كما كان أعلن في وقت سابق. وسيجري اختبار اللقاح في الفيليبين اعتباراً من أكتوبر.