إيلاف من لندن: أثارت معلومات عن تعيين رئيس وزراء أستراليا السابق توني أبوت، رئيسا مشاركا لمجلس التجارة في بريطانيا ردة فعل غاضبة في أوساط المعارضة العمالية.

ورفضت وزارة التجارة البريطانية التعليق علنًا على ما تسرب من معلومات عن تعيين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لصديقه اليميني ابوت، وأصرت على أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد، بعد أن ذكرت صحيفة (صن) اللندنية أن أبوت سيُمنح دورًا رائدًا للمساعدة في قيادة مهمة التجارة العالمية لبريطانيا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان رئيس الوزراء الأسترالي السابق توني أبوت، الذي قاد البلاد من 2013 إلى 2015، اُجبر من جانب حزبه على التخلي عن السلطة بسبب مواقفه اليمينية.

وكان أبوت المولود في لندن، والذي انتقل إلى أستراليا عندما كان في الثانية من عمره ودرس لاحقًا في جامعة أكسفورد كباحث من بعثة (رودس) في ثمانينيات القرن الماضي، شديد الانطباع بشأن الروابط المشتركة بين البلدان الناطقة باللغة الإنكليزية.

يسعدنا وجوده
وإذ ذاك، قال مصدر حكومي بريطاني في التعليق على المعلومات عن تعيين أبوت للجلوس إلى جانب وزيرة التجارة البريطانية ليز تروس في رئاسة مجلس التجارة "يسعدنا وجوده".

يذكر أن أبوت (62 عامًا) هو ملكي وصديق لرئيس الوزراء بوريس جونسون، وكان ألقى خطابًا أمام مؤتمر حزب المحافظين العام الماضي، وحذر من أن عدم المغادرة سيكون "هزيمة على نطاق ملحمي، بالكاد تضاهيها منذ الغزو النورماندي".

وكان أبوت حصل على تقدير في قائمة تكريم عيد ميلاد الملكة لهذا العام، كونه رفيقًا في وسام أستراليا (AC) "للخدمة البارزة للشعب والبرلمان الأسترالي، ولا سيما كرئيس للوزراء، ومن خلال المساهمات الكبيرة في التجارة ومراقبة الحدود، ولمجتمع السكان الأصليين".
وأقام أبوت علاقة وثيقة مع رئيس الوزراء البريطاني عندما كان جونسون وزيرا للخارجية. وعندما فاز جونسون في مسابقة قيادة حزب المحافظين العام الماضي، غرد أبوت بأن "لديه الشجاعة والشغف لإبقاء بريطانيا عظيمة".

توظيف جيد
وفي حين قال رئيس الوزراء الأسترالي الحالي، سكوت موريسون، إنه كان "توظيفًا جيدًا" من قبل رئيس الوزراء البريطاني أثناء سعيه لإبرام صفقات تجارية مع أستراليا ونيوزيلندا واليابان والولايات المتحدة، جوبهت الخطوة بموجة عارمة من انتقادات الناشطين الذين أشاروا إلى سجله في البيئة والمرأة والهجرة أثناء وجوده في السلطة.
وأدانت وزيرة تجارة الظل في المملكة المتحدة، إميلي ثورنبيري، التقارير التي تفيد بتعيين أبوت في منصب تجاري كبير، واصفة أبوت بـ "الرجل الذي يعبد ترمب".

عبادة ترمب
وقالت ثورنبيري: "أجد هذا التعيين مذهلًا للغاية، على المستوى الشخصي، أشعر بالاشمئزاز من أن بوريس جونسون يعتقد أن هذا العدواني، الشبق، الشرير، الذي ينكر تغير المناخ، كاره المرأة الذي يعبد ترمب هو الشخص المناسب لتمثيل بلدنا في الخارج".

وأضافت المسؤولة العمالية البريطانية المعارضة: "لقد أطاح به زملاؤه بعد عامين في السلطة، وطرده ناخبه من السياسة الأسترالية في العام الماضي فقط. إنهم الأشخاص الذين يعرفونه جيدًا، وقد أرادوا التخلص منه - ولكن ها نحن ذا، وظفناه للتفاوض بشأن صفقاتنا التجارية حول العالم. إذا لم يكن الأمر مهينًا للغاية، فسيكون الأمر مضحكًا تقريبًا".

وكان أبوت شكك في وجود أزمة المناخ، مشيرًا في عام 2017 إلى أن الاحترار العالمي كان "جيدًا على الأرجح"، وقارن السياسات البيئية بـ "الأشخاص البدائيين الذين كانوا يقتلون الماعز ذات مرة لإرضاء آلهة البراكين".

كما كان ألقى خطابًا أمام مؤسسة (هيرتيدج) اليمينية في واشنطن العاصمة في يناير 2020، قائلًا إن رئاسة دونالد ترمب كانت "ناجحة تمامًا" وأن أساليبه "فجة لكنها فعالة".
واتُهم أبوت مرارًا وتكرارًا بكراهية النساء. وفي خطاب برلماني حاد كانت ألقته رئيسة الوزراء الأسترالية السابقة، جوليا جيلارد، وصفته بأنه متحيز ضد المرأة، وأنه أصبح ظاهرة على الإنترنت في عام 2012.