يبدو أن جائحة كورونا تقود العالم إلى الجوع، وربما يصل عدد من يعانون نقص التغذية كونيًا إلى نحو 909 ملايين إنسان بحلول 2030.

إيلاف من بيروت: يتوقع الخبراء وفاة أكثر من 132 مليون نسمة جوعًا في العالم خلال العام الجاري، وهذا يزيد على تقديرات منظمة أوكسفام الخيرية الدولية أن يصل عدد المتوفين بسبب الجوع المرتبط بتداعيات كورونا في العالم بنهاية عام 2020 إلى 12 ألفًا يوميًا، ما يزيد عن عدد وفيات كورونا. ونقلت التقارير عن نيت موك، الرئيس التنفيذي لمنظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية: "فضحت هذه الجائحة عمق الشروخ في النظام العالمي ومكامن انهياره".

بلومبرغ تحمل كورونا مسؤولة اضطراب سلاسل توريد المواد الغذائية والأنشطة الاقتصادية، وتقويض القدرة الشرائية للمستهلكين. وما يزيد الطين بلة هو تزامن الوفيات بالجوع مع تزايد فوائض الغذاء في العالم، ومع توقع مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي في دول اعتادت استقرار توريداتها نسبيًا.

انعدام مساواة
فضح كورونا عمق انعدام المساواة في العالم، وصار الفيروس قوة حاسمة تحدد من يحصل على الطعام ومن يُحرم منه، ما سلط الضوء على الانقسام الاجتماعي العالمي الدائم: يزداد الأغنياء غنًا... ويزداد الفقراء فقرًا، ويفقد الملايين وظائفهم، ويعجزون عن توفير الطعام لعائلاتهم، على الرغم من حزم التحفيز الحكومية المختلفة، وتقدر بتريليونات الدولارات. فهذه عمقت التفاوت العالمي ولم تردم الهوة.

إلى ذلك، حطمت إجراءات الإغلاق سلاسل التوريد، وأدت إلى عزوف مفاجئ عن ارتياد المطاعم، ما يعني تراجع الطلب على إنتاج المزارعين الذين اضطروا إلى التخلص من إنتاجهم من الحليب والبيض في ظل غياب وسائل بديلة لتوصيل هذا الإنتاج إلى متاجر البقالة أو مباشرة إلى المستهلكين.

لن يجدوا طعامًا
بحسب الأمم المتحدة، ربما لن يجد نحو 10 في المئة من سكان العالم طعامًا كافيًا خلال العام الحالي، وربما يزداد هذا الرقم، فهناك ملايين آخرين من البشر سيعانون أشكالًا أخرى من انعدام الأمن الغذائي: عدم القدرة على دفع ثمن الطعام الصحي، ما يمكن بالتالي أن يؤدي إلى السمنة وسوء التغذية.

يتوقع الخبراء أن تستمر تبعات أزمة الغذاء الحالية في مناطق عدة من العالم سنوات طويلة. فحتى في أكثر التوقعات تفاؤلًا، ترى الأمم المتحدة أن أزمة الجوع ستكون أشد من التقديرات السابقة خلال السنوات العشر المقبلة. وربما يصل عدد الذين يعانون نقص التغذية في العالم بحلول 2030 إلى نحو 909 ملايين إنسان، في حين أشارت التقديرات قبل كورونا إلى نحو 841 مليون إنسان.