شيفر ليك: واصلت حرائق هائلة وصفت بـ"الجحيم" وتمتد على مساحات واسعة، يؤججها الجفاف ورياح عاتية، تدمير مناطق على الساحل الغربي للولايات المتحدة، وأودت بحياة سبعة أشخاص على الأقل أحدهم طفل في السادسة من عمره.

وأعلن مكتب رئيس شرطة أوكانوغان الأربعاء أن الطفل الذي عثرت عليه فرق الإنقاذ بالقرب من والديه المصابين بحروق خطيرة، توفي في ولاية واشنطن. وكان الثلاثة يحاولون الهرب من ألسنة اللهب.

وتمتد بؤر الحرائق من ولاية واشنطن في الشمال المحاذي لكندا إلى سان دييغو في جنوب كاليفورنيا.

وبين المنطقتين، شهدت ولاية أوريغون تدمير 120 ألف هكتار وخمس بلدات على الأقل في حرائق "غير مسبوقة في تاريخ" الولاية على حد قول حاكمتها كيت براون التي تتوقع "خسائر كبيرة بالأبنية والأرواح"، بينما تجري عمليات إجلاء واسعة.

وذكر مكتب قائد شرطة منطقة ماريون في شمال غرب أوريغون إنه عثر على جثتي شخصين في الولاية الأربعاء. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنهما صبي في الثانية عشرة من عمره وجدته.

وقالت جودي إيفانز التي تقيم في بلدة ديترويت الصغيرة اعتقد أنها "تجتاز الجحيم"، عند فرارها من النيران التي كانت تهدد منزلها. وتحدثت لشبكة الأنباء المحلية "نيوزتشانيل 21" عن "النار على جانبي الطريق والأشجار التي سقطت والرياح التي تعصف والرماد الذي يتطاير".

وامتد الدخان الذي حملته الريح باتجاه الساحل وغطى مناطق بأكملها.

سماء برتقالية ملبدة
تشهد كاليفورنيا أكثر من عشرين حريقا بينما دمرت النيران هذه السنة أكثر من عشرة آلاف كيلومتر مربع من الولاية، وهو رقم قياسي منذ بدء تسجيل المعطيات في 1987.

وقتل ثلاثة أشخاص في شمال الولاية، حسب سلطات منطقة بوتي.

وتغطي سان فرانسيسكو سماء برتقالية ملبدة أشبه بصورة يوم القيامة بسبب الدخان المنبعث من حرائق مشتعلة شمالا. وكانت السيارات تضيء أنوارها عند السير وكأن الشمس لم تشرق.

ويكافح أكثر من ألف رجل إطفاء الحريق الذي سمي "كريك فاير" بالقرب من فريسنو (وسط) على مساحة 65 ألف هكتار.

واضطرت المتقاعدة ليانا فيكيسلر للفرار من منزلها في ميدو ليكس مع زوجها وكلبها. وقالت بتأثر "عندما يرفع الأمر بالإخلاء سنذهب لنرى ما إذا كان منزلنا لم يحترق". وأضافت "لكن النيران هنا" يواجهها رجال الإطفاء في البلدة.

وتابعت أن هذه الحرائق "منهكة أكثر بعشر مرات" من وباء كوفيد-19 بينما تعد الولايات المتحدة الأكثر تضررا من انتشار فيروس كورونا المستجد في عدد الوفيات والإصابات على حد سواء.

وذكر مراسل وكالة فرانس برس في المكان بالقرب من شيفر ليك أن أعمدة من الدخان الكثيف تنبعث من غابة سييرا الوطنية بينما تحلق مروحيات فوق المنطقة.

وأغلقت الشرطة العديد من الطرق بينما يبدو التعب على وجوه رجال الإطفاء. وأمام صف من الأشجار المتفحمة، لم يتبق سوى مدفأة من حجارة الطوب من منزل مدمر بالكامل، إلى جانب هيكل غسالة محترقة.

إلى الجنوب بالقرب من لوس أنجليس ، دمر الحريق "بوبكات فاير" الذي لم تتم السيطرة عليه بعد أكثر من 4500 هكتار، وفقًا لرجال الإطفاء.

وصدرت أوامر للسكان بإخلاء منازلهم بالقرب من سان دييغو حيث احترق نحو سبعة آلاف هكتار في فالي فاير ، وفقًا للسلطات المحلية.

عالم جديد
صرح حاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي الثلاثاء إن تسعة حرائق "كبيرة" أتت على أكثر من 133 ألف هكتار خلال 24 ساعة، أي أكثر من ضعف المساحة المحروقة طوال عام 2019.

وقال "نحن نعيش في عالم جديد. هذه لم تعد واشنطن التي كات موجودة من قبل"، مدينا تغير المناخ الذي تسبب برأيه بحرائق بمدى جديد.

وأضاف الحاكم أن "الظروف جافة جدا وحارة جدا وتشهد رياحا عاتية لأن المناخ تغير"، موضحا أن أكثر من مئة ألف شخص محرومون من الكهرباء.

ودمرت بلدة مالدن الصغيرة بالكامل تقريبا. وقال مسؤول الشرطة بريت مايرز في بيان إن مركز الإطفاء ومكتب البريد وقاعة المدينة "احترقت بالكامل".

واضاف "ليست هناك كلمات لوصف الضرر"، معتبرا أنه "سيتم إخماد النيران لكن مجتمعا بأكمله تغير إلى الأبد".

وحملت الرياح الشرقية الدخان باتجاه منطقة سياتل كبرى مدن الولاية، اصدرت وزارة البيئة المحلية فيها تحذيرا من تلوث الهواء.

ودان حاكم ولاية كاليفورنيا الديموقراطي غاري نيوسوم العواقب الكارثية لتغير المناخ. وقال "أفقد صبري مع المشككين في (تغير) المناخ"، معتبرا أن "وجهة النظر هذه تتعارض تماما مع الواقع على الأرض".