ترامب
Getty Images
أغضبت تصريحات ترامب عن الهواء في الهند، بعض الهنود، وطالبوا رئيس الوزراء، مودي، بأخذ هذه التصريحات بعين الاعتبار

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المناظرة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية عن تلوث الهواء في الهند والصين وروسيا، ردود فعل الهند.

فقد أغضب وصف ترامب للهواء في الهند بأنه "قذر" فريقا من الهنود، إلى درجة أنهم طالبوا رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بأخذ هذه التصريحات بعين الاعتبار.

في حين اتفق فريق آخر مع الرئيس الأمريكي في توصيفه، مشيرين إلى أن العاصمة دلهي من أكثر مدن العالم تلوثا فيما يتعلق بالهواء.

فقد تحولت نوعية الهواء بالمدينة في الأسابيع الأخيرة إلى مستوى "حاد"، واشتكى السكان فيها من صعوبات في التنفس.

وعاد في الهند موسم التلوث المخيف بمستويات خطيرة إذ أن معدل الجسيمات المُلوثة الدقيقة في الهواء بلغ 180 إلى 300 ميكروغرام في المتر المكعب، أي أكثر بنحو 12 ضعفا من المعدلات التي تصفها منظمة الصحة العالمية بالآمنة.

وقال ترامب في حديثه عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للتغير المناخي، التي تهدف إلى الحد من ارتفاع الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين "انظروا إلى الصين كم هي قذرة، انظروا إلى روسيا، أنظروا إلى الهند، الهواء قذر. انسحبت من اتفاقية باريس لأني كان علي أن أسحب تريليونات من الدورلات، ثم إنهم لا يتعاملون معنا بإنصاف".

وربما لم تكن تعليقات ترامب بشأن نوعية الهواء في الصين دقيقة، ولكنها وجدت تفاعلا واسعا في الهند.

فنوعية الهواء في المدن الشمالية في الهند تسوء أكثر في فصل الشتاء، بسبب عوامل منها حرق المزارعين لبقايا الحصيد، وتلوث الآلات والمصانع، والألعاب النارية التي تحرق في الاحتفالات، وسرعة الرياح وكلها عوامل يصفها الأطباء بأنها "التشكيلة القاتلة من الغازات السامة".

وعلى الرغم من تزايد مستويات التلوث من عام لآخر فإن الحكومة لم تتخذ إجراءات ملموسة كافية للحد من الظاهرة.

وتعالت أصوات على تويتر في الهند بعد تصريحات ترامب وانتشر وسما "قذر" و"هاودي مودي".

وأطلق اسم هاودي مودي على تجمع حضره 50 ألف شخص بمدينة هيوستن الأمريكية في سبتمبر/ أيلول 2019 عندما استقبل الرئيس ترامب رئيس الوزراء مودي، في مناسبة وصفت وقتها بأنها "أكبر حفل استقبال لزعيم أجنبي في الولايات المتحدة" ووصفه ترامب بأنه "تاريخي".

دلهي
Getty Images
صورة لإحدى محطات القطار في العاصمة الهندية دلهي وبالكاد يمكن رؤيتها بسبب التلوث

وتساءل زعيم حزب المؤتمر المعارض في الهند، كابيل سيبال، ما إذا كانت تصريحات الرئيس ترامب عن نوعية الهواء في الهند "ثمرة الصداقة" بين زعيمي البلدين ونتيجة "هاودي مودي".

وأشار الكثيرون إلى زيارة ترامب للهند في فبراير/ شباط من هذا العام عندما أعد مودي احتفالا كبيرا "لصديقة الحميم"، بالأغاني والرقص، واستقبالا فخما في ملعب للكريكت.

ونشر الكثيرون بعد التصريحات أيضا مؤشرات معدل التلوث في دلهي والتي ترتفع إلى المستوى الحاد، في بعض مناطق المدينة.

وكتبت كيران مانرال على تويتر: "معدل تلوث الهواء يصل كل عام إلى مستويات التسميم".

"فبدل أن نشعر بالإهانة من هذا التصريح، لماذا لا نرفع التحدي بتنظيف ما حولنا وهواءنا، وعندها لن يتجرأ أحد علينا أبدا".

ويشكل تلوث الهواء عاملا سلبيا في جهود الهند لمكافحة فيروس كورونا لأن الدراسات أثبتت أن نوعية الهواء لها تأثير في عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن مرض كوفيد 19.

وحذر الأطباء وخبراء الأوبئة من أن تسمم الهواء يعرقل جهود الهند في مكافحة فيروس كورونا.