لقيت عائلة كردية إيرانية حتفها في مياه القنال الإنكليزية قبل أن يحقق أفرادها حلم الهجرة إلى بريطانيا، هاربين من بؤس الحياة في إيران. وقد أثار هذا الأمر غضبًا في بريطانيا.

إيلاف من لندن: فجرت مأساة غرق قارب المهاجرين عبر القنال الإنكليزية الثلاثاء، ووفاة عائلة، الغضب في الساحة البريطانية على عصابات تهريب البشر. ونشرت الصحف البريطانية الأربعاء صورة أفراد عائلة كردية إيرانية مهاجرة لاقوا حتفهم في غرق القارب المنكوب الذي انقلب في مياه القنال الثلاثاء.

توفي أربعة أفراد من عائلة كردية إيرانية في أثناء محاولتهم عبور القناة بعد دفع 21600 جنيه إسترليني للمهربين لنقلهم إلى بريطانيا، بينما لا يزال طفلهم البالغ من العمر 15 شهرًا مفقودًا.

لقي رسول إيران نجاد (35 عامًا) وشيفا محمد بناهي (35 عامًا) وأنيتا (9 أعوام) وأرمين (6 أعوام) حتفهم، بينما طفلهم أرتين لم يتم العثور عليه بعد.

وباع رب العائلة رسول نجاد كل ما يملك على أمل تحقيق مستقبل أفضل لعائلته، كما قال شقيقه لـ "بي بي سي" الفارسية في مكالمة هاتفية من مسقط رأسهم سردشت في غرب إيران قرب الحدود مع العراق.

مسار الهجرة

كانت الأسرة قد غادرت إيران في 7 أغسطس الماضي إلى تركيا، قبل أن تستقل العبارة إلى إيطاليا وتتجه إلى فرنسا منذ شهر تقريبًا، بحسب صديق للعائلة بقي في مخيم كاليه الفرنسي.

كانت الأسرة مسافرة على متن قارب مطاطي صلب بدأ في الغرق حوالي الساعة 8:30 من صباح الثلاثاء قبالة ساحل لون بلاج Loon-Plage قرب ميناء دنكيرك الفرنسي.

وكانت السفينة "ماربوزيت" التي ترفع العلم الفرنسي، وهي سفينة نزهة سياحية يبلغ طولها 40 قدمًا، شاهدت ما كان يحدث وأخبرت خفر السواحل.

أصيب خمسة عشر ناجياً من حادث انقلاب القارب بالسكتة القلبية وانخفاض درجة حرارة الجسم وغالبيتهم من جنسية إيرانية وعراقية.

عصابات التهريب

أثارت المأساة غضبًا على عصابات التهريب الشريرة التي يُلقى عليها باللوم في تأجيج زيادة عدد المعابر، حيث تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ "حملة قمع لعصابات التهريب" بعد أسوأ خسارة في الأرواح خلال أزمة المهاجرين حتى الآن.

غردت ناتالي إلفيك، عضو البرلمان البريطاني عن مقاطعة دوفر، على تويتر: "إنه لأمر فظيع أن تضرب المأساة القناة مرة أخرى. المتاجرون بالبشر لا يهتمون بالحياة، بغض النظر عن كبرهم أو صغرهم".

وقال تقرير إن مأساة غرق القارب ووفاة العائلة ستكثف الضغط على الحكومة البريطانية للتوسط في صفقة مع الفرنسيين لوقف المعابر بشكل نهائي.

وعبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن تضامنه مع عائلات وأصدقاء أفراد العائلة الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي في القناة.

وقال: "لقد قدمنا كل دعم للسلطات الفرنسية أثناء تحقيقها في هذا الحادث المروع وسنبذل قصارى جهدنا لقمع العصابات الإجرامية التي لا تعرف الرحمة التي تفترس الأشخاص الضعفاء من خلال تسهيل هذه الرحلات الخطرة".