قبل الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، كنا ما زلنا لا نعرف من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكننا كنا نعرف من لن يكون؛ إنه مغني الراب وزوج النجمة كيم كارداشيان: كاني ويست.

فقد اعترف ويست، البالغ من العمر 43 عاما، بهزيمته بعد حصول حزبه "حزب عيد الميلاد" على 60 ألف صوت فقط من إجمالي 160 مليون صوت.

وقدمت شخصية مستقلة أخرى، وهي جو جورغينسن من الحزب الليبرتاري (التحرري)، عرضا أقوى بكثير، حيث حصلت على أكثر من 1.5 مليون صوت.

لكن ربما لم تنته بعد مسيرة ويست السياسية، فقد غرد في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا "كاني 2024" هذا الأسبوع، في إشارة إلى محاولة أخرى قادمة.

و ظهر ويست، في هذه المحاولة الرئاسية الأولى، على بطاقة الاقتراع في 12 ولاية، متخلفا عن الموعد النهائي للتقديم في معظم الولايات الأخرى. وكان أكبر عدد من الأصوات قد حصل عليه، وهو 10188، صوتا في ولاية تينيسي، وهي الولاية التي تفضل عادة المرشحين الجمهوريين.

وقال ويست، عندما أعلن عن ترشيحه في يوليو/تموز الماضي، إن برنامجه الانتخابي تم تصميمه على غرار "واكندا"، المملكة الخيالية من فيلم الفهد الأسود.

ويحظي إنهاء "وحشية" الشرطة على أولوية في برنامجه، بحسب ما قال ويست لمجلة فوربس في مقابلة صحفية، فضلا عن إزالة المواد الكيميائية "من مزيلات العرق و معجون الأسنان الخاص بنا"، كما ركز على حماية أمريكا بـ "جيشها العظيم".

ولماذا سمى حزبه بـ "حزب عيد الميلاد"؟

أوضح قائلا: "لأننا عندما نفوز تكون حفلة عيد ميلاد للجميع".

لكن ترشيح ويست كان موضع انتقادات كثيرة - واثار مخاوف بشأن صحته.

ففي تجمع حاشد في تشارلستون، بولاية كارولينا الجنوبية، حيث كان من المفترض أن يطلق حملته رسميا، ألقى النجم العديد من التصريحات المحيرة، ففي وقت من الأوقات قال إن هارييت توبمان، التي نشطت في مجال إلغاء الرق في القرن التاسع عشر: "لم تحرر العبيد أبدا ، لقد جعلت العبيد يذهبون للعمل لدى أناس بيض آخرين".

من هو جو بايدن الذي ينافس ترامب لدخول البيت الأبيض؟

دونالد ترامب: الملياردير الذي فاجأ الكثيرين ووصل إلى البيت الأبيض

معارك قضائية ترافق السباق المحموم نحو البيت الأبيض

في وقت لاحق، بدأ ويست بالبكاء عندما تحدث عن الإجهاض، قائلا إن والديه كادا يجهضانه، وأنه أراد في السابق إجهاض ابنته.

وكشف مغني الراب العام الماضي عن إصابته باضطراب نفسي والذي يعرف بـ "ثنائي القطب" (يكون الشخص فيه عرضة لنوبات اكتئاب وابتهاج معا)، ونشرت زوجته كيم كارداشيان ويست، على وسائل التواصل الاجتماعي وسط مسيرته الانتخابية، منشورا مطالبة بـ "التعاطف" مع ويست الذي "لا تتوافق كلماته أحيانا مع نواياه".

وأثارت منشورات ويست في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، والتي تحث المتابعين على كتابة اسمه على بطاقات الاقتراع، الانتقادات بأنه يسحب الأصوات من المرشحين الشرعيين للرئاسة.

من ناحية أخرى، نظمت جورغينسن حملة مستقلة أكثر تقليدية وتوقفت في جميع أنحاء البلاد لحشد المؤيدين، والسعي للحصول على التأييد، وطرح برنامج انتخابي يسترشد بمبادئ الحزب التحرري المتعلقة بالحكومة الصغيرة والحرية الفردية.

وتعد جورغينسن، وهي أستاذة محاضرة في علم النفس بجامعة كليمسون وتبلغ من العمر 63 عاما، أول مرشحة عن هذا الحزب لمنصب الرئيس، وحصلت على ثاني أكبر عدد من الأصوات لأي مرشح منه في التاريخ.

جورغينسن
Getty Images
جورغينسن أول مرشحة ليبرتارية لمنصب الرئيس

وقالت جورغينسن في بيان بهذا الشأن: "إن الأصوات الأساسية للحزب الليبرتاري ستستمر في النمو، والطريقة الوحيدة التي يمكن للديمقراطيين والجمهوريين أن تجعلنا نتراجع هي من خلال تبني سياساتنا التحررية".

وكان الحزب الليبرتاري قد تأسس في الولايات المتحدة في السبعينيات من القرن الماضي، لكن مرشحه لم يفز قط بالرئاسة.

ومن بين المرشحين المستقلين، جاء مرشح حزب الخضر هووي هوكينز في المرتبة الثانية بعد جورغينسن، وحصل على أكثر من 339 ألف صوت على مستوى البلاد.

لكن هؤلاء المرشحين الثلاثة لم يكونوا الوحيدين الذين قطعوا مسافة طويلة في انتخابات عام 2020، بل انضموا إلى أكثر من 1200 مرشح سجلوا ترشحهم للرئاسة بلجنة الانتخابات الفيدرالية هذا العام.