قالت أغلبية من قراء "إيلاف" إنها تجرؤ على تلقي اللقاح ضد كورونا الذي تتنافس أكثر من جهة وأكثر من دولة على إنتاجه لإنقاذ البشرية من جائحة أربكت العالم من ديسمبر 2019، رغم التشكيك في أمانه وفاعليته.

"إيلاف" من بيروت: لقاح. لقاحان. ثلاثة لقاحات... تتوالى البشائر بقرب نشر اللقاح ضد جائحة كورونا التي أربكت العالم عامًا كاملًا. لكنّ ثمة أخبارا كثيرة متداولة تشكك في فاعلية هذه اللقاحات وأمانها.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "مع اقتراب موعد طرح اللقاح ضد كورونا، هل تجرؤ على تلقيه؟". أجاب 60 في المئة من المستجيبين للاستفتاء بـ "نعم"، مقابل 40 في المئة قالوا إنهم لا يجرؤون على ذلك.

كل السرّ، بحسب الخبراء، يكمن في الأمان والفاعلية. للتحقق من فعالية اللقاحات التجريبية ضد كورونا وسلامتها، ينفذ الباحثون تجارب سريرية على عشرات آلاف المتطوعين الموزعين بالتساوي على مجموعتين تتلقى إحداهما علاجًا وهميًا.

هذه هي الحال مع التجارب على لقاحي "فايزر/بايونتيك" و"موديرنا"، اللذين نسب مطوّروهما إليهما فاعلية عالية وأمانًا أكيدًا. وراوحت نسبة الفاعلية بين 70 و95 في المئة.

يسأل الناس: كيف نقيس فاعلية أي لقاح؟ من بين المتطوعين في كل تجربة، يتلقى البعض اللقاح والبعض الآخر لقاحًا وهمياً، ليتمكن الباحثون من المقارنة بين المجموعتين. بمرور الوقت، يصاب بعضهم بشكل طبيعي بالفيروس. إذا كان اللقاح فاعلًا، سيكون عدد المرضى أقل بين المشاركين الذين تم تلقيحهم مقارنة بمن تلقوا اللقاح الوهمي.

نظريًا، يكون اللقاح فاعلًا 100 في المئة إذا لم يكن أي مريض مشارك في التجربة ينتمي إلى مجموعة المتطوعين الملقحين. وقد أعلنت فايزر وبايونتيك عن فاعلية تصل إلى 95 في المئة. وحصلت موديرنا على نتيجة قريبة بلغت 94.5 في المئة، فيما أعلنت أسترازينيكا وجامعة أكسفورد عن متوسط فاعلية بنسبة 70 في المئة.

يرجح خبراء أن يتمتع لقاح أسترازينيكا - أكسفورد بفائدة إضافية. فقد نقل مركز "ساينس ميديا سنتر" البريطاني عن البروفسورة إليانور رايلي من جامعة إدنبره قولها: "خلافًا للتجارب الأخرى، قام فريق أكسفورد/أسترازينيكا بفحص جميع المشاركين أسبوعياً بحثاً عن إصابات من دون أعراض".

قالت جامعة أكسفورد: "لدينا مؤشرات مبكرة الى أن هذا اللقاح قد يقلل من انتقال الفيروس إذ لوحظ انخفاض في الإصابات من دون أعراض، لكن هذه البيانات أولية".

إلى ذلك، ما زالت أسئلة عديدة من دون إجابة. فالعلماء لا يعرفون مدة الحماية التي توفرها هذه اللقاحات، ولا يعرفون بعد إذا كانت فاعليتها متطابقة في الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر، بدءًا من كبار السن. وأكدت شركتا فايزر وبايونتيك أن فاعلية لقاحهما تجاوزت 94 في المئة لمن هم فوق 65 عامًا.

لكن، في غياب علاج فاعل بنسبة 100 في المئة، يقول خبراء إن من غير الأخلاقي تعريض أشخاص عمدًا للإصابة بكورونا، رغم أن باحثين اقترحوا القيام بذلك فعلًا مع أشخاص بصحة جيدة في سن الشباب.

يقول مشككون إن نسبة 95 في المئة فاعلية تعني أن الناس الذين يتلقون اللقاح يتراجع لديهم خطر الإصابة بالمرض بنسبة 95 في المئة مقارنة بأولئك الذين لا يتلقون اللقاح، وليس كما يظن الجميع أن اللقاح يحمي 95 في المئة من الناس من الإصابة بالفيروس.

المشكلة هي أن التجارب الجارية اليوم معدة للاستمرار عامين أو أكثر، لتحديد مدة الحماية التي يوفرها اللقاح، ومراقبة ظهور آثار جانبية على المدى الطويل. وهذا وقت طويل جدًا.