يظن أكثر من نصف قراء "إيلاف" إن عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن هو استكمال لعهد الرئيس الأسبق باراك أوباما في ما يتصل بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

إيلاف من بيروت: ما أن بدأت ملامح إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تبدو لعيان، حتى بدأ الكلام على أن بادين سيستكمل السياسة التي انتهجها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، علمًا أن أوباما قدم دعمًا كبيرًا لبايدن في أثناء حملته الانتخابية.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تعتقد أن بايدن سيسير على خطى أوباما في الشرق الأوسط؟". أجاب 56 في المئة من المشاركين في الاستفتاء بـ "نعم"، مقابل 44 في المئة أجابوا بـ "لا".

فوتوشوب!

وصل إلى أذن بايدن أن عهده هو عهد أوباما نفسه مع "فوتوشوب". لذا، في 25 نوفمبر الجاري، أكد الرئيس الأميركي المنتخب أن ولايته الرئاسية لن تكون "ولاية ثالثة" لأوباما الذي كان بايدن نائبًا له، بحسب تصريح له لقناة "إن بي سي" الأميركية.

قال: "هذه ليست ولاية أوباما الثالثة، لأننا أمام عالم مختلف تمامًا عما كان في عهد أوباما، والرئيس ترمب غيّر المشهد في العالم، والوضع كان عبارة عن ’أميركا وحدها‘ وليس ’أميركا أولًا‘ خلال فترة رئاسة ترمب".

قالت وكالة "أسوشيتيد برس" أن بايدن شكل فريقًا لإدارته من خريجي إدارة أوباما في دليل على تحوله بعيدًا عن سياسات إدارة ترمب، والعودة إلى المشاركة الأميركية على النطاق العالمي.

تقول وسائل الإعلام الأميركية أن حكومة بايدن التي أعلن عنها تمثل العودة إلى النهج التقليدي في الحكم، بالاعتماد على صانعي السياسات المخضرمين من ذوي الخبرة العميقة والعلاقات القوية في واشنطن وعواصم القرار العالمية.

مصدر المخاوف

يقول سام منسى في مقالة نشرها موقع صحيفة "الشرق الأوسط" الإثنين أن المهم هو "الموقف المستقبلي من إيران، وهو مصدر مخاوف منطقتنا من الإدارة الجديدة. ربما النجاح الوحيد لإدارة ترمب هو سياسة العقوبات القصوى التي مارستها ضد طهران والتي أوهنتها كما أوهنت أذرعها في الخارج".

يضيف منسى: "في ظل مواصلة إيران، وإن بوهن صحوة الموت، خرق الاتفاق النووي الذي لا تزال الدول الأوروبية ملتزمة به، أو إنتاج الصواريخ الباليستية أو تدخلها في شؤون دول المنطقة ورعايتها للإرهاب، يبقى السؤال: من أين سيبدأ بايدن برسم سياسته تجاه طهران.. من حيث انتهى أوباما أم من حيث انتهى ترمب؟"

ربما يصعب العثور على جواب عن هذا السؤال بعدما اغتالت إسرائيل العالم النووي محسن فخري زادة، إذ يبدو أن ترمب سيجر بايدن إلى أن يبدأ بسياسة نحو إيران من حيث ينتهي هو، أي ترمب، من خلال تفخيخ الطريق إلى طهران بعدد من الحوادث الأمنية والعسكرية التي لن يستطيع بايدن تخطيها، وحينها لا مكان لدبلوماسية بأوباما.

إعاقة مشروع بايدن

يقول الصحافي جوني منير في مقالة له بصحيفة "الجمهورية" اللبنانية أن هناك مَن قرأ في اغتيال فخري زادة "سَعيًا من ترمب ونتنياهو معًا لإعاقة مشروع بايدن بالتواصل مع إيران من خلال خطة ديبلوماسية يجري وضعها. فالواضح أن الدفعة الاولى من تَسميات بايدن لرجال إدارته طالت متخصّصين في ملف التفاوض مع ايران، وفي طليعتهم وزير الخارجية ومستشار الامن القومي".

تابع منيّر: "وهو ما يعني أيضًا أن ترمب، الذي سيغادر البيت الابيض في 20 يناير المقبل، يزداد خطورة. ومعه لا بد من التحَوّط من خطوات إضافية تهدف إلى تصعيد التوتر مع ايران فوق حدودها الحالية، بحيث يُهدي ترمب خليفته، الذي لم يَستسِغه يومًا، واقعًا صعبًا ومعقدًا ومتفجرًا يقف حائلًا أمام مشروعه السياسي في الشرق الاوسط".

لكن، علينا ألا ننسى أن عددًا من عمليات الاغتيال التي طالت علماء نويين إيرانيين قد حصل في عهد أوباما. فالرئيس الأميركي الأسبق المتهم اليوم باللين إزاء إيران جرّها إلى طاولة المفاوضات بسبب هذه الاغتيالات. فمن يدري كيف سيتعامل بايدن مع إيران.