اجاكسيو: بعد فرارهما من محمية في جنوب فرنسا، اختار طائرا بجع رماديان "مقرين" جديدين لهما في كورسيكا الفرنسية وجزر البليار الإسبانية، في سابقة من نوعها منذ أربعة عقود لهذه الطيور المعروفة عادة باستقرارها.

فقد كان طائر البجع هاريس المولود في تموز/يوليو الفائت مستقرا مع والديه وشقيقه ضمن سرب من طيور البجع الرمادية في محمية سيجان الإفريقية في جنوب فرنسا والتي تفتح أبوابها منذ سبعينات القرن الماضي.

وأوضح الطبيب البيطري في المحمية أنطوان جوريس لوكالة فرانس برس أن هذا الطائر فقد أمّه إثر إصابتها بمرض جرثومي في أيلول/سبتمبر بعيد مغادرته العش وفي فترة كان لا يزال يعتمد عليها في غذائه.

وأشار البيطري إلى أن والد هاريس أصيب أيضا بالمرض عينه "وقد عالجنا وأطلقناه بعد بضعة أسابيع، غير أن الطيرين الشقيقين وجدا نفسيهما من دون والديهما اللذين كانا يوفران لهما الطعام".

وأضاف جوريس "فرضيتنا هي أنهما وجدا نفسيهما مشتتين من دون والديهما وقررا المغادرة وقد وجدا نفسيهما في البحر، أحدهما اتجه في الاتجاه الجنوبي الشرقي فيما شق الثاني طريقه إلى أقصى الجنوب".

ولفت إلى أن "هذا الأمر يحصل للمرة الأولى منذ أربعين عاما"، إذ إن هذه الطيور تُعرف بميلها التام إلى الاستقرار.

وقد وصل هاريس إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية فيما شق شقيقه طريقه إلى جزر البليار الإسبانية حيث لا يزال يعيش في مايوركا. وهما "بصحة جيدة" وفق الطبيب البيطري الذي لفت إلى أن المحمية الفرنسية ستسعى لاستعادتهما "حالما تصبح المواصلات ممكنة" على الأرجح "في شباط/فبراير أو آذار/مارس".

ويُحظر نقل الطيور حاليا بسبب وباء إنفلونزا الطيور.