طهران: أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء بنهاية عهد "طاغية"، في إشارة الى اليوم الأخير من ولاية نظيره الأميركي دونالد ترامب، معتبرا أن "الكرة في ملعب" الرئيس المنتخب جو بايدن بشأن العقوبات والاتفاق حول البرنامج النووي.

وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة "اليوم (...) تنتهي حقبة طاغية آخر، واليوم هو اليوم الأخير من حكمه النحس".

واعتبر في الكلمة التي تأتي قبل ساعات من تولي بايدن منصبه، أن الأعوام الأربعة التي أمضاها ترامب في الحكم "لم تثمر سوى الظلم والفساد وتسببت بالمشاكل لشعبه والعالم".

وشهدت العلاقات المقطوعة منذ عام 1980 بين طهران وواشنطن، توترا إضافيا في عهد ترامب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية.

وأبرمت إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) عام 2015 في فيينا، اتفاقا بشأن برنامجها النووي بعد نحو 12 عاما من التوتر بشأنه.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان عدم سعيها لتطوير سلاح نووي.

لكن ترامب سحب بلاده أحاديا من الاتفاق عام 2018، معتبرا أنه غير كافٍ، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران انعكست سلبا على اقتصادها وقيمة عملتها.

وقامت إيران بعد نحو عام بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق النووي.

قال روحاني في كلمته اليوم "مات ترامب وحياته السياسية ماتت أيضا، لكن الاتفاق النووي لا يزال على قيد الحياة. قام بكل ما في وسعه لكنه لم يتمكن من تدمير الاتفاق النووي".

وألمح بايدن الذي كان نائبا للرئيس باراك أوباما لدى ابرام اتفاق فيينا عام 2015، لاحتمال عودة بلاده الى الاتفاق النووي، في حال عادت طهران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه.

ويؤكد المسؤولون الإيرانيون أن عودة الجمهورية الإسلامية الى احترام التزاماتها ستكون سريعة في حال عاد الأطراف الآخرون الى كامل التزاماتهم. لكن طهران تشدد على أن الأولوية بالنسبة إليها هي رفع العقوبات من قبل واشنطن، قبل العودة الى الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء في تصريحات متلفزة بعد اجتماع الحكومة، إن "على السيد بايدن أن يعرف أن مسؤوليته هي رفع هذه العقوبات"، معتبرا أن تنفيذ التزامات مختلف أطراف الاتفاق هو "أمر غير قابل للتفاوض".

من جهته، شدد روحاني على أن "الكرة اليوم هي في ملعب أميركا وواشنطن".

وأوضح أن إيران تنتظر من الإدارة الأميركية المقبلة "العودة الى القانون، الالتزامات، القواعد الدولية، القرارات (الدولية)".

وتابع "اذا عادوا الى القانون، سيكون ردنا ايجابيا أيضا".

والثلاثاء، أكد أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي منصب وزير الخارجية، أن الإدارة المقبلة مستعدة للعودة الى الاتفاق النووي مع ايران، شرط أن تفي طهران مجددا بالتزاماتها.

وقال خلال جلسة المصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ إن بايدن "يعتقد أنه إذا عادت إيران للتقيد (بالاتفاق)، فنحن ايضا سنتقيد به". وأضاف "لكننا سنلجأ الى ذلك كنقطة انطلاق، مع حلفائنا وشركائنا الذين سيكونون مجددا الى جانبنا، سعيا الى اتفاق أقوى ويستمر وقتا أطول".