الجزائر: يمثل أمام القضاء في الجزائر الخميس للمرة الأولى سبعة أشخاص منهم المتهم الرئيسي في قضية خطف وقتل السائح ومتسلق الجبال الفرنسي إيرفيه غورديل في 2014 على يد مجموعة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وتجري المحاكمة في محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، ابتداء من الساعة العاشرة.

وعبرت أرملة غورديل، في تصريح لوكالة فرنس برس عن "ارتياح عائلتنا بأن المحاكمة ستجري أخيرا".

وقالت فرانسواز غرانكلود "أنتظر ان أعرف ما حدث وكيف حدث بالضبط، وسماع الأشخاص الذين سيُحاكمون وخاصة المتهم الرئيسي"

ويظهر في لائحة الاتهام، التي اطلعت عليها وكالة فرنس برس، 14 شخصا يتقدمهم المتهم الرئيسي عبد المالك حمزاوي الذي قبض عليه الجيش خلال مطاردة الخاطفين، ويُعتقد أنه هو الذي دلّ المحققين على مكان دفن جثة الرهينة الفرنسي.

وحمزاوي هو أحد عناصر مجموعة جند الخلافة في الجزائر، التنظيم الذي تبنى عملية الخطف بعد أشهر من إعلان انشقاقه عن القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية.

ووُجهت إليه تهمة "الاختطاف والتعذيب والقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد" و"إنشاء وتنظيم جماعة إرهابية مسلحة"، وهي تهم عقوبتها الاعدام.

ويمثل أمام المحكمة، المشكلة من قاض رئيسي وقاضيين مستشارين، المرافقون الخمسة الذين كانوا مع السائح الفرنسي وقت خطفه، في 21 ايلول/سبتمبر على مسافة مئة كلم شرق العاصمة الجزائرية في قلب محمية جرجرة الجبلية.

والمرافقون هم متسلقو الجبال مومن عبد الكريم أوقارة وحمزة بوقاموم وأسامة دهندي وكمال سعدي وأمين عياش، ووُجهت لهم تهمة ارتكاب "جنحتي عدم التبليغ عن جناية وعدم التصريح بإيواء أجنبي لدى المصالح المختصة" والعقوبة تصل إلى خمس سنوات وفق قانون العقوبات.

وخضع هؤلاء للتحقيق لمدة ستة أيام مباشرة بعد تقدمهم للتبليغ عن خطف زميلهم، واحتُجزوا أكثر من 14 ساعة، كما صرح حينها أحدهم لوكالة فرنس برس.

كما تضمنت لائحة المتهمين اسما آخر سيمثل أمام المحكمة، لكن لم تتمكن وكالة فرنس برس من التأكد من علاقته بالملف والتهمة الموجهة له.

ويُحاكم غيابيا بتهم الخطف والقتل، سبعة عناصر من جند الخلافة يوجدون في حالة فرار، كما ورد في لائحة الاتهام.

وكانت وزارة الدفاع أكدت مباشرة بعد بداية عملية البحث عن غورديل، ان المعلومة الخاصة بخطف المواطن الفرنسي "وصلت متاخرة" ما سمح للخاطفين بالابتعاد من المكان قبل وصول قوات الجيش.

لكن المحامي فيصل رمضاني ممثل أسامة دهندي أكد لوكالة فرنس أن "موكله ورفاقه نفسهم كانوا ضحايا الخطف. فكيف يتهمون بعدم التبليغ؟"

وقال "سندفع بأن موكلي أبلغ السلطات فور تمكنه من الاتصال بها بعد إطلاق سراحه من الخاطفين" و"بفضل هذا التبليغ تحركت السلطات".

وصل متسلق الجبال الفرنسي يوم السبت 20 أيلول/سبتمبر 2014 إلى الجزائر بدعوة من رفاقه الجزائريين من أجل استكشاف منطقة تسلق جديدة في جبال جرجرة.

وفي مساء يوم 21 انتقل مع رفاقه الخمسة الى المنطقة المحددة على متن سيارة واحد، عندما باغتهم مسلحون في المكان المسمى "أيت وعبان" على ارتفاع 1500 متر، واقتادوهم الى مكان مجهول.

وفي اليوم الموالي، أطلق المسلحون سراح الجزائريين الخمسة بينما ظهر غورديل في شريط فيديو مع عناصر من تنظيم جند الخلافة الذي تبنى خطفه واحتجازه كرهينة مع إمهال فرنسا 24 ساعة لوقف مشاركتها في العمليات العسكرية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإلا "سيتم ذبحه".

رفض الرئيس فرانسوا هولاند حينها المهلة وقال إن فرنسا لن ترضخ "لأي ابتزاز أو ضغط أو إنذار" ووعد بالمضي قدما في شن غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

من جهته جنّد الجيش الجزائري قوات ضخمة وصلت إلى ثلاثة آلاف عسكري مدعومين بالمروحيات في عمليات بحث شملت في مرحلة أولى محيط 10كيلومترات مربعة من مكان خطف الرهينة الفرنسي لتشمل كل جبال وغابات منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية.

واستمرت عمليات البحث حتى العثور على مكان دفن جثة الرهينة ثم رأسه في منتصف كانون الأول/ديسمبر2015، على بعد 15 كيلومترًا من مكان خطفه، باستغلال معلومات قدمها جهادي تم توقيفه يرجح أنه المتهم الرئيسي في القضية.

وبعد فحص أشرطة فيديو تنظيم جند الخلافة أعلن القضاء الجزائري أنه يلاحق 15 "إرهابيا جزائريا" تم التعرف عليهم كضالعين في جريمة الخطف والقتل.

وتمكن الجيش من قتل سبعة منهم على الأقل بينهم مؤسس التنظيم وزعيمه عبد المالك قوري (خالد أبو سليمان)، في كانون الأول/ ديسمبر 2014. وفي أيار/مايو 2015 قتل الجيش خليفته في زعامة التنظيم بشير خرزة (أبو عبد الله عثمان العاصمي) مع 25 مسلحا في جبال البويرة (جنوب شرق العاصمة).

وتواصلت عمليات الجيش حتى أكدت السلطات الجزائرية في تموز/يوليو اندحار فرع تنظيم الدولة الاسلامية بعد قتل أغلب عناصره وكل قياداته.

وقالت أرملة غورديل إن "هذه المحاكمة التي تجري في الخارج شخصية جدا(...) ويمكن ان تعطي أملا لأقارب ضحايا الإرهاب".