إيلاف من لندن: أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن مكانة المملكة المتحدة كقوة لأجل الخير في العالم ستكون "الميزة البارزة لبريطانيا العالمية في العقد القادم".

والقى الوزير راب أمام منتدى أسبن الأمني، اليوم الأربعاء، كلمة أكد فيها الحاجة لأن تستعين المملكة المتحدة بقوتها "لأن بدون القوة، وبدون النفوذ الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي والثقافي، لا يمكننا فعل شيء".

ويأتي موقف وزير الخارجية البريطاني غداة، تحديد رئيس الوزراء بوريس جونسون امس الثلاثاء، أمام مجلس العموم، نتائج مراجعته المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية.

وتُعدّ هذه المراجعة، التي أجريت خلال العام الماضي، بمثابة التوصيف الأكثر شمولاً للمقاربة في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي تنشره الحكومة البريطانية منذ عقود.

وتناولت الوثيقة المؤلفة من 100 صفحة مسائل الأمن القومي والسياسة الخارجية ومقاربتنا تجاه الاقتصاد العالمي جملةً واحدة، وترسم رؤية رئيس الوزراء للمملكة المتحدة في 2030، وكيفية استغلال النطاق الكامل لسياستنا الدولية لتحقيق ذلك.

وتأتي نشر هذه المراجعة خلال عام مهم من القيادة الدولية للمملكة المتحدة، حيث نتولى رئاسة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ونحضِّر لاستضافة قمة العمل المناخي 26.

تراجع الديموقراطية
إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية البريطاني ضرورة استغلال قوتنا لتعزيز الأمن الدولي ومستويات المعيشة، سواء هنا في المملكة المتحدة أو في أنحاء العالم، في مواجهة تراجع الديموقراطية في العالم.

وأشار إلى أن طموحات المملكة المتحدة بأن تكون قوة لأجل الخير هي "الصواب الذي يلزم على قوة كبرى أن تفعله، وذلك يصب تماما في مصالح الشعب البريطاني".

وقال راب إنه في أعقاب نشر المراجعة المتكاملة للحكومة البريطانية يوم أمس، سوف يشرح وزير الخارجية كيف أنها تمثل خطة استراتيجية للسياسة الخارجية البريطانية، ومقاربة تجاه الأمن القومي حتى سنة 2030.

وأضاف وزير الخارجية في كلمته: "توفر المراجعة المتكاملة خارطة طريق تستند إلى بوصلتنا الأخلاقية، وتاريخنا، ومهمتنا اليوم كقوة لأجل الخير في العالم.

وقال: "يشترك جميع المعنيين في إبراز بريطانيا العالمية – من المخترعين لدينا وحتى رواد أعمالنا، ومن دبلوماسيينا وخبرائنا في مجال الإغاثة الإنسانية وحتى قواتنا المسلحة – بحس واحد بأننا نشكل جزءا من كوكب مشترك.

معاناة العالم

وأكد راب: "إننا نؤمن بأن باستطاعتنا، بل من واجبنا، المساعدة في تخفيف أسوأ المعاناة في العالم، وأن تقع على عاتقنا مسؤولية أخلاقية ولدينا اهتمام راسخ في كوكبنا، واقتصادنا العالمي، والنظام البيئي العالمي، وظروف السلام والاستقرار التي تعزز جميع هذه الجوانب."

كما أوضح وزير الخارجية بأن حافز المملكة المتحدة في استراتيجيتها الطموحة هذه يعززه إدراك بأن الديموقراطيات والمؤسسات الداعمة لها تتعرض لأكبر تهديد منذ نهاية الحرب الباردة.

وقال راب: "الديموقراطية تشهد تراجعا. وفي هذا العقد، من المتوقع أن يتجاوز إجمالي الناتج المحلي في الأنظمة الاستبدادية إجمالي الناتج المحلي لجميع الدول الديموقراطية في العالم، لكن أدعوكم للتفكير للحظة فيما يعنيه ذلك.

وفي الختام، شدد وزير الخارجية البريطاني على أن "الاستبداد أكثر ثراء من الحرية، وذلك يعنينا هنا في المملكة المتحدة. ذلك لأن المجتمعات الديموقراطية المستقلة والتي تحترم الحرية أقل احتمالا من غيرها في شن حروب، أو إيواء إرهابيين، أو التسبب في تدفق هائل من المهاجرين. وهي عادة، وليس دائما، أسهل في إقامة علاقات تجارية معها، والتعاون معها في حل مشاكلنا المشتركة.