"إيلاف" من لندن : اعتبر محللان سياسيان وأمنيان عراقيان الثلاثاء اغتيال ضابط بجهاز المخابرات واستهداف آخر في الدفاع بمحاولة قتل خلال اليومين الماضيين بمثابة اعلان حرب على الدولة وبداية صدام بين المليشيات والمؤسسات العسكرية.

واغتال مسلحون مجهولون الاحد ضابطا في جهاز المخابرات الوطني العراقي برتبة مقدم هو محمود ليث في منطقة المنصور وسط بغداد ابلغ مصدر مطلع "إيلاف" انه يعمل في قسم ايران في الجهاز الذي يترأسه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فيما وجه ناشطون اصابع الاتهام الى المليشيات العراقية الموالية لطهران خاصة بعد التهديدات التي اطلقها ضد الجهاز زعيم مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي. كما استهدف آخرون بعد ساعات ضابطا في وزارة الدفاع برتبة مقدم بالقاء قنبلة على منزله في بغداد نجا منها فيما تسببت في اضرار مادية.

إعلان حرب على الدولة
واعتبر رئيس المركز العربي الاسترالي للدراسات احمد الياسري عملية اغتيال ضابط جهاز المخابرات العراقي بمثابة اعلان حرب على الدولة وقال " لست مستغربا من عملية اغتيال ضابط في جهاز المخابرات العراقي لأن موضوع استهداف اعضاء الاجهزة الامنية هو مشروع صِدام حاولت الحكومة تأجيله".

وأضاف في تصريحات لقناة "دجلة" العراقية تابعتها "ايلاف" ان "جهاز المخابرات العراقي قد يشهد عمليات تصفية من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة".. عادا "عملية اغتيال الضابط في الجهاز اعلان حرب على الدولة".
ورأى ان "الهدف من عمليات التصفية والاختطاف التي تتعرض لها القوات الرسمية هو تحويلها لمؤسسة هامشية لا دور لها في ظل غياب استراتيجية لمحاصرة الجماعات الخارجة على القانون".

صراع بين المؤسسات الرسمية والاحزاب
أما الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي فقد اشار في حديث مع القناة نفسها الى ان استهداف المؤسسة العسكرية والامنية ناقوس خطر جديد يضع العراق على اعتاب صراع خطير بين المؤسسات الرسمية والاحزاب.

وقال إن "استهداف المؤسسة العسكرية والامنية خطر جديد ونحن على اعتاب صراع بين المؤسسات الأمنية الرسمية والعسكرية من جهة وبين الاحزاب من جهة أخرى وهذا يتنافي مع اصول الديمقراطية ويسقط العملية السياسية في البلاد بأكملها" في اشارة الى المليشيات المسلحة التي تملكها هذه الاحزاب.

وشدد على ان الاوان قد حان لفرض سلطة الدولة على سلطة الاحزاب وإبعاد الولاءات للاحزاب وتفضيل الولاء للوطن على غيره لأن الصراع الاقليمي والدولي ليس من مصلحته ان يتعافى العراق والتعافي لن يتحقق ان لم يكن لدى العراق مؤسسة امنية وعسكرية قوية غير مكشوفة". وأوضح أن "بعض الاحزاب لا تريد وجود مؤسسة أمنية وعسكرية قوية في العراق".. وحذر من أن "محاولة كسر شوكة المؤسسة العسكرية له تداعيات خطيرة".

واعتبر الشريفي عمليات الاغتيال الاخيرة رسالة هدفها زرع الخوف لدى الشعب .. مبينا انه عندما يتم قتل ضابط واجبه حماية المواطن بهذه الطريقة فان المواطن نفسه سيصاب بالرعب وتصبح هناك حالة من الهلع والفوضى".. مستدركا بالقول أن "كرامة البلد بجيشه القوي وما لم تعاد هيبته فالعراق سيتم تقسيمه".

اغتيال ضابط مخابرات ومحاولة قتل ضابط في الدفاع

وقال مصدر عراقي ان جهاز المخارات فتح تحقيقاً موسعاً بخصوص حادث اغتيال ضابطه يقوده فريق خاص من الجهاز بالاشتراك مع الأجهزة الأمنية الاخرى لمعرفة ملابسات الحادث من خلال الاستماع لشهود العيان ومتابعة كاميرات المراقبة التي صورته والتي نشر ناشطون مقاطع منها تبين رجلا مسلحا يطلق النار على الضابط حينما كان يستعد لقياداتها فارداه قتيلا في الحال.
وبعد ذلك بساعات استهدف مجهولون ايضا منزل ضابط في وزارة الدفاع العراقية برتبة مقدم بقنبلة يدوية على منزله بمدينة الشعلة في العاصمة ما تسبب في أضرار مادية فقط.