إيلاف من بيروت: ينشغل الأردن بترتيب البيت الداخلي بعد مطالبة الجيش الأردني الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك اللأردني عبدالله الثاني، بالتوقف عن "تحركات ونشاطات يتم توظيفها لاستهداف أمن الأردن واستقراره".

لكن ثمة من لاحظ تغريدة الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين قبل يومين من الحدث الأردني، قائلا إن معلومات لديه تفيد بأن ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين "يحاول بكل قوته أن يصبح ملكا".

وبعدما أعلن الأردن السبت تحقيقات أمنية شاملة، أسفرت عن احتجاز وزير سابق، وعضو بالعائلة الملكية، وآخرين لم يتم الكشف عن أسمائهم، أعاد مستخدمون على تويتر ما تغريدة كوهين مرة أخرى، بحسب موقع "الحرة" الذي نسب إلى كوهين قوله: "هي معلومة خاصة بي، ولم تنشرها الصحافة الإسرائيلية، حصلت عليها من وكالات استخبارية على علاقة بها، ودققت فيها أيضا عبر مصادري الأخرى، ومن المؤكد أن هذه المعلومة وصلت الأردن بشكل غير مباشر".

له دور

بحسب "الحرة"، ما غرده كوهين يتعارض مع معلومات رسمية متعلقة بالتطورات في الأردن، حيث قال الأمير حمزة في التسجيل المصور الذي نقله محاميه لهيئة الإذاعة البريطانية إنه لم يكن ضمن أي مؤامرة أجنبية لاستهداف "أمن الأردن واستقراره".

قال كوهين: "لا أعلم بالضبط ماذا حدث، لكن الأمير حمزة له دور في ما حدث، المؤامرة واسعة النطاق وليست هينة".

وعلق الوزير السابق محمد داوودية لموقع "الحرة" على هذه الأخبار قائلا: "هذه أوهام وأحلام المغرد الإسرائيلي التي ليس لها أي مقومات على الأرض، لا فرصة لأي انقلاب، ولا توجد أسباب للانقلاب، فمنسوب الرضا والرشد في الأردن عالي جدا".

واضاف المحلل والنائب السابق والباحث السياسي هايل ودعان الدعجة: "هذه ليست المرة الأولى التي يغرد فيها تغريدات من هذا القبيل؛ هذه شائعات، ولا يمكن أن تكون مصادرنا هي إسرائيل، والمصدر الإسرائيلي يستهدف أمن الأردن، وهناك أصوات أخرى أردنية تحرض الداخل الأردني، وهذه الأصوات تستغل أزمة كورونا والوضع الاقتصادي الذي تتضرر بسببها والمديونية، من أجل إثارة البلبلة والتحريض".

مشكلة لم تعد سرًا

علق الكاتب نضال منصور لـ "الحرة" قائلًا: "اتضح الآن وجود الأزمة. فبيان الجيش ثم فيديو الأمير حمزة يؤكدان أن هناك مشكلة لم تعد سرا، ولست بصدد أن أؤكد ما يقوله الأمير حمزة. لكن الحديث عن الفساد في الأردن والمجتمعات العربية معروف وتقارير الشفافية الدولية معلنة والنظام السياسي يقر بأن هناك فساد، وليس بعيدا عنا حادث مستشفى السلط، وحديث الملك عن ذلك، لكن هناك فرق بين الأمنيات الواقع".

أضاف منصور: "الأمراء الأردنيون بشكل عام يقومون بزيارات ويتواصلون مع العشائر وغيرهم، بل يقوم الملك بذلك أيضا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل أدت هذه الزيارات إلى تأزم الوضع حاليا؟".

إسرائيل؟

لكن، هل لإسرائيل دور في ما يجري في الأردن؟ الجواب ليس واضحًا الآن، لكن المثير للإنتباه تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، التي كان أول المبادرين فيها إلى اتهام إسرائيل بما يجري في الأردن.

غرد جنبلاط عبر "تويتر" قائلاً: "اتمنى كل الاستقرار للأردن في مواجهة مخططات اسرائيل ومخططات الوطن البديل الذي نادي به موشى ديان واركان الصهيونية التاريخية".

أضاف: "اذًا المطلوب حماية الاردن و استقرارها وحكمها فوق كل اعتبار، لأن توسع الصهيونية لن يتوقف".

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس إن الأردن حليف استراتيجي لإسرائيل، ومن مصلحة بلاده أن يبقى مزدهرا وقويا، داعيا إلى بذل قصارى الجهد للحفاظ على هذا التحالف.

وقال جانتس بحسب موقع "واللا" العبري، تعليقا على محاولة انقلابية فاشلة في المملكة: "مصلحتنا أن يكون الأردن قويا ومزدهرا، ونحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا للمساعدة".

وكان أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء الأردني، ووزير الخارجية ، قد قال في مؤتمر صحافي إن التحقيقات أثبتت "وجود تواصل بين المقربين من الأمير حمزة وأشخاص معارضة بالخارج"، بما يهدف إلى زعزعة "الاستقرار لإضعاف موقف الأردن الثابت من قضايا رئيسية".