إيلاف من لندن: ليست هي المرة الأولى التي يحتل فيها الأمير حمزة بن الحسين واجهة الأخبار العالمية والعربية والمحلية، ولكنها الأقوى بين سلسلة من المراحل منذ إزاحته عن ولاية العهد العام 2004.

ينتظر ظهر اليوم الأحد صدور بيان رسمي عن الحكومة الأردنية يوضح فيه ملابسات ما حدث يوم 3 أبريل حيث نقلت تقارير إخبارية بأن ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين تعرض للاعتقال مع ما يقرب من 20 شخصًا آخر بزعم التخطيط لانقلاب ضد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

ومنذ إزاحته عن ولاية العهد، بمرسوم ملكي عن الأخ غير الشقيق الملك عبدالله الثاني، ظل اسم الأمير حمزة يثير الجدل بين حين وآخر في الساحة الأردنية حول حقه بولاية العهد التي كان أوصى بها والده الراحل الملك الحسين بن طلال قبيل وفاته في 7 فبراير 1999.

شبكات دعم

وترتب على هذا الجدل، قيام بعض الأردنيين بتشكل مجموعات دعم على شبكات التواصل الاجتماعي للأمير حمزة والتأكيد على حقه بولاية العهد وهو حق بحد بذاته مثار جدل قانوني استنادا للدستور الأردني.

ويمنح الدستور الأردني الحالي الصادر العام 1952 في عهد ثاني الملوك الهاشميين في الأردن وهو الملك الراحل طلال بن عبدالله للملك حق نعيين ولي عهده، طبقا للمادة 28 في الفصل الرابع الخاصة بصلاحية الملك في الدستور وهي التي تنص على أنه "تنتقل ولاية الملك من صاحب العرش إلى أكبر أبنائه سناًً إلى أكبر أبناء ذلك الابن الأكبر، وهكذا طبقة بعد طبقة"، كما أن نفس الفصل ينص على أنه بإمكان الملك أن يعين أحد أشقائه لمنصب ولي العهد.

وقد استخدم الملك عبدالله الثاني هذا الحق الدستوري بتعيين نجله الأمير الحسين بن عبدالله وليا للعهد منذ الثاني من يوليو/ تموز من عام 2009، ومنذ بلوغه سن الرشد القانوني عام 2012، تولّى الأمير الحسين مسؤوليات كثيرة في بعض الأحيان بكونه وصيًا على عرش المملكة.

وهنا يشار إلى أن الدستور الأردني لا يأخذ بعين الاعتبار وصية مكتوبة أو شفوية لأي ملك يحكم البلاد بتسمية ولي للعهد خارج ما ورد في المادة 28 منه.

تغريدة حمزة

وكانت أقرب المناسبات التي أثار فيها الأمير حمزة تساؤلات وجدالات وشبه تحركات داعمة له، في الساحة الأردنية وخصوصا على مستوى الشباب من بعض القبائل الذي يعتقدون من دون سند قانوني أو دستوري بأحقيته في منصب ولاية العهد مستندين فقط على نحو عاطفي بتوصية الملك الراحل الحسين.

كان الأمير حمزة أثار أزمة في الأردن، لكن تم احتواؤها بسرعة حين نشر يوم 25 سبتمبر 2018 تغريدة في حسابه على موقع "تويتر"، يتنقد فيها بصورة غير مباشرة قرار الحكومة الأردنية إقرار مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد.

وقال الأمير حمزة- في تغريدته: "ربما يجب أن تكون البداية بتصحيح نهج الإدارة الفاشلة للقطاع العام، وإجراء جدي لمكافحة الفساد المتفشي ومحاسبة جادة للفاسدين، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وليس بالعودة لجيب المواطن مرارا وتكرارا لتصحيح الأخطاء المتراكمة، إلا إذا كان القصد دفع الوطن نحو الهاوية".

قانون الضريبة

وكانت تلك التغريدة جاءت ذلك اليوم بعد ساعات من إعلان حكومة الدكتور عمر الرزاز السابقة، إقرار مشروع قانون الضريبة الجديد، وإحالته للبرلمان وصدور إرادة ملكية بإدراجه على أعمال الدورة الاستثنائية لمجلس الأمة المنعقدة حاليا مع 4 قوانين أخرى.

وهنا يشار إلى أنه لم تجر العادة أن ينشر أي من أفراد العائلة الملكية في الأردن تغريدات أو تعليقات تتعلق بالأوضاع السياسية أو المعيشية في البلاد، إلا أن الأمير علي بن الحسين، شقيق العاهل الأردني أيضا، ورئيس اتحاد كرة القدم الأردني، قد نشر في العام 2018، على حسابه بموقع "تويتر"، فيديو نقلا عن موقع "يوتيوب"، من مسلسل الدراما الأميركي west wing الجناح الغربي، يتضمن شرحا لشخصية السيناتور فينيك عن كيف أن الضرائب المرتفعة "تؤذي أفقر الناس"، ويقول: "رسالة يحسن المحافظون أن يحذوا حذوها". ولم يتضمن نشر الفيديو إضافة أية تعليقات أو آراء شخصية.

ولاية عبدالله الثاني

يذكر أن الملك عبدالله الثاني الدي كان هو نفسه أزيح عن ولاية العهد يوم الأول من أبريل/ نيسان 1965 بعد ثلاث سنوات من تسميته لها بعد مولده في ديسمبر/ كانون الأول 1962، كان أصدر مرسوما بإزاحة الأخ غير الشقيق الأمير حمزة الذي كانت تمت تسميته للمنصب يوم 7 فبراير/شباط 1999.

واستمر الأمير حمزة في منصبه حتى 28 ديسمبر/كانون الأول 2004 لقرابة ستة سنوات، وقد تم اعفاؤه من ولاية العهد عبر رسالة من الملك عبد الله الثاني بن الحسين لأن الملك رأى أن هذا المنصب شرفي ويقيّده ويحد من إمكانية تكليفه ببعض المهام ويحول بينه وبين تحمل بعض المسؤوليات.

وكان مما ورد في الرسالة الملكية حينها للأمير حمزة بن الحسين: "وبما أن الوطن بحاجة إلى جهد كل واحد منا وإلى العمل بأقصى طاقاته وإمكانياته وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ومن ضمنها الأردن العزيز، فقد قررت إعفاءك من منصب ولي العهد لتكون أكثر حرية وقدرة على الحركة والعمل والقيام بأية مهمات أو مسؤوليات أكلفك بها إلى جانب إخوتنا من أبناء الحسين وأفراد الأسرة الهاشمية".

ويشار إلى أن الملك عبدالله الثاني نفسه كان عاد وليا للعهد بعد إزاحة عمه الأمير الحسن بن طلال الذي كان تولى المهمة في فترات عصيبة في تاريخ الأردن منذ 1965 حتى 1999.

وتقول بعض الأوساط الإعلامية والسياسية إن الملكة نور الحسين التي كانت متنفذة آنذاك في القصر الملكي الأردني كانت تسعى لأن يكون ابنها وليا للعهد مكان الأمير الحسن، وهو على ما يبدو الأمر الذي حمل الملك الراحل الحسين على التوصية بن ويكون وليا للعهد في رسالة وجهها للأمير عبدالله حين عينه وليا للعهد قبل وفاته بأسابيع قليلة في فبراير 1999.

علامة بارزة

إلى ذلك، فإن ما جرى في الأردن يوم السبت الموافق 3 أبريل/ نيسان 2021، والذي سيشكل علامة بارزة في تاريخ الدولة الأردنية التي تحتفل باستقبال مئويتها الثاني هذا الشهر حيث كانت تأسست العام 1921، فجره تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.

وجاء في التقرير أن ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين تعرض للاعتقال مع ما يقرب من 20 شخصًا آخر بزعم التخطيط لانقلاب ضد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول استخباراتي شرق أوسطي لم تذكر اسمه، قوله إن الأمير حمزة بن الحسين وضع تحت الإقامة الجبرية في مقر سكنه في عمّان حيث يتم التحقيق في تهمة تهديد استقرار البلاد.

وفي الساعة الحادية عشرة من يوم السبت 3 أبريل 2021، قال في مقطع فيديو أنه وُضع قيد الإقامة الجبرية في إطار حملة اعتقالات لشخصيات أردنية بارزة في عمّان، إلا أنه نفى الجيش الأردني في وقت سابق أن يكون الأمير حمزة قيد الإقامة الجبرية، لكنه قال إنه تلقى أوامر بوقف الأعمال التي يمكن أن تستهدف "أمن واستقرار" البلاد.