ايلاف من لندن: دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني العراق الاثنين الى تسريع عملية اخراج القوات الاميركية من اراضيه معتبرا وجودها من أبرز عوامل الارهاب وعدم الاستقرارفي المنطقة، فيما اتهم مستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي واشنطن بدعم تنظيم داعش.

وأعتبر علي شمخاني خلال اجتماعه في طهران مع الاعرجي الذي وصلها اليوم في زيارة رسمية ان "الاسراع في تنفيذ قانون البرلمان العراقي بشأن خروج القوات الاميركية من العراق سيساهم في تقوية وتعزيز الاستقرار في المنطقة" في اشارة الى مصادقة البرلمان العراقي على قرار في الخامس من كانون الثاني يناير عام 2020 يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأرض العراقية البالغ عددها حاليا 2500 عسكريا.

وأشار شمخاني الى أن الوجود العسكري الاميركي يُعد من أبرز عوامل الارهاب وعدم الاستقرار بحسب قوله . واضاف ان "اغتيال قادة المقاومة" قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس (بضربة من طائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من الشهر نفسه) يكشف بوضوح "دور اميركا في دعم وتقوية الارهاب التكفيري".

واضاف ان "متابعة موضوع محاكمة المدبرين والمنفذين لهذه الجريمة الارهابية وانزال العقاب اللازم بهم من اولويات التعاون الأمني بين طهران وبغداد".

وعبر شمخاني عن قلقه لاستئناف نشاط ارهابيي داعش مجددا في العراق .. مؤكدا ان هناك معلومات موثقة تثبت دعم اميركا لداعش واعادة انتشار عناصره في مناطق مختلفة من العراق لتوتير الوضع الأمني بهدف ابقاء القوات الاميركية في هذا البلد.

ودعا شمخاني الى "تعاون أكبر بين طهران وبغداد لمواجهة تحركات العناصرالارهابية المعادية لايران في اقليم كردستان شمال العراق" في اشارة الى حزب الحياة الحرة الكردستاني المعروف باختصار"بيجاك" الذي يقاتل لانفصال مناطق الاكراد عن ايران ويرتبط ارتباطًا وثيقًا مع حزب العمال الكردستاني التركي الذي يصارع بدوره من اجل استقلال مناطق الاكراد عن تركيا.

وشدد المسؤول الايراني على ضرورة "ايجاد هيكليات أمنية جديدة بين دول المنطقة لمواجهة التهديدات المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار بين هذه الدول.. مؤكدا استعداد ايران للمساعدة في ايجاد هذه الهيكليات بحسب ما نقل عنه الاعلام الايراني في تقارير تابعتها "ايلاف".

الاعرجي : داعش مرتبط بأميركا

بدوره اشاد مستشار الأمن القومي العراقي الى "دور ايران الاستراتيجي في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفي مكافحة الارهاب".. داعيا الى توسيع التعاون بين العراق وايران في جميع المجالات.

واشار الاعرجي الى أن الاعمال جارية من قبل الحكومة العراقية لجدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق تنفيذا لقرار البرلمان العراقي بهذا الخصوص . وأكد "ارتباط تنظيم داعش الإرهابي بأميركا" بحسب مانقل عنه الاعلام الايراني .. مشيرا إلى أن تقسيم الجماعات الإرهابية إلى جيدة وسيئة، وتطبيق معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب لن يؤدي الا للمزيد من الدعم للجماعات الإرهابية.

يشار الى ان الاعرجي كان قد اجتمع امس قبيل مغادرته الى طهران مع السفير الاميركي في بغداد ماثيو تولر الذي اشار الى ان بلاده "تتطلع لعلاقات عراقية إيرانية طبيعية تخدم مصالح الجميع".. مبينا أن" مباحثات فيينا الحالية حول البرنامج النووي الايراني بين مجموعة الدولة الموقعة عليه وبينها الولايات المتحدة مع الجانب الإيراني تهدف الى بناء جسور الثقة بين واشنطن وطهران".

وقال انه قد تم الاتفاق مع الجانب العراقي على المتابعة السريعة لمخرجات الجلسة الناجحة للحوار الإستراتيجي بين البلدين التي جرت الاربعاء الماضي . واتفق العراق والولايات المتحدة خلال حوارهما هذاعلى عدم ابقاء اي قواعد عسكرية اميركية في العراق وتحديد جدول زمني لانسحابها بينمااكدت بغداد لواشنطن انها ماتزال بحاجة لقواتها لتدريب وتسليح قواتها الامنية وحصر دور التحالف الاستشاري بقتال تنظيم داعش .

واكد البلدان في بيان مشرك انه في ضوء تطور قدرات القوات الأمنية العراقية توصل الطرفان الى ان دور القوات الاميركية وقوات التحالف قد تحول الان الى المهمات التدريبية والاستشارية على نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية الاميركية خارج العراق على ان يتفق الطرفان على التوقيتات الزمنية في محادثات فنية مقبلة.