مع استمرار الغموض الذي أحاط بظروف وفاة العميد الإيراني محمد حجازي، نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري والقائد السابق لقوة الباسيج، معلومة جديدة عن دوره في التمدد الإيراني بالمنطقة.

إيلاف من دبي: بحسب تقرير نشره موقع "العربية.نت"، أقر إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، خلال كلمة له أثناء تشييع محمد حجازي، نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري والقائد السابق لقوة الباسيج، أن قاسم سليماني وحجازي أسسا معا ما وصفها بـ"جبهات المقاومة"، في إشارة إلى الفصائل والميليشيات المسلحة التي تدعمها السلطات الإيرانية، من لبنان إلى سوريا، وفلسطين والعراق واليمن، مؤكدًا أن تلك الفصائل التي أسسها الرجلان الراحلان "تنتهج فكر الثورة الإيرانية"، ومضيفا: "هذا النهج سيستمر حتى تشكيل الدولة الإسلامية العالمية بقيادة الإمام المهدي".

العراق وسوريا

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن الأحد عن وفاة محمد حسين زاده حجازي بمرض في القلب عن 65 عاما، إلا أن تصريحات صدرت لاحقا عن مسؤولين إيرانيين أفادت وفاته بكورونا، أثارت شكوكًا وتساؤلات.

ولد حجازي في عام 1956 في مدينة أصفهان، وانضم إلى الحرس الثوري بعد الثورة الخمينية في عام 1979، ثم تولى قيادة ميليشيا الباسيج شبه العسكرية عقدًا من الزمن، وهي فترة شهدت تحول القوة إلى ركيزة من أركان الجهاز الأمني والسياسي، معززة قبضتها على بعض المفاصل في البلد.

كما تولى منصب نائب قائد فيلق القدس في أبريل الماضي بعد أن تولى العلاقات مع ميليشيات حزب الله في لبنان. وأفادت وسائل إعلام إيرانية أنه رافق خلال السنوات الماضية الميليشيات التي قاتلت في سوريا والعراق.

... واليمن

قال أمير مقدم، مدير مكتب العلاقات العامة السابق برئاسة الجمهورية الايرانية، الاثنين، إن العميد محمد حجازي، نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري والقائد السابق لقوة الباسيج، الذي أعلنت إيران وفاته بسبب أزمة قلبية الأحد كان أعلى قائد للحرس الثوري الإيراني في دعم الحوثيين في اليمن.

وبحسب "العربية.نت"، قال في تغريدته: "كان حجازي أعلى قائد للحرس الثوري الإيراني لدعم الحوثيين في اليمن، وكان يسافر إلى اليمن وفنزويلا، وكان عنصرًا مهمًا في برنامج الصواريخ والأنشطة الإرهابية".

وأضاف عن حجازي: "قاد بشكل خاص مشاريع ضد الإمارات والسعودية".

واختتم بالقول: "هناك علاقة مباشرة بين استهداف سفينة سافيز ونطنز وموت حجازي، فضلاً عن التطورات المستقبلية في اليمن ومحادثات فيينا".

شكوك وتساؤلات

تضاربت الأنباء حول وفاة حجازي، حيث أصدرت دائرة العلاقات العامة في الحرس الثوري بياناً قالت فيه إن سبب الوفاة كان نوبة قلبية، بينما كتب محمد مهدي همت نجل محمد إبراهيم همت القائد الإيراني السابق بالحرس عبر "تويتر" أن "رحيل حجازي لم يكن بنوبة قلبية على الإطلاق".

وفقًا لموقع "العربية.نت"، وصف همت في تغريدته حجازي بـ"الشهيد"، وتوجه بالعزاء إلى المرشد علي خامنئي بالقول: "يا قائدي أعزيك بهذا الجندي، فهو ذهب فداءك. وأنا سأفتديك أيضاً".

وسرعان ما أعيد نشر التغريدة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت في إيران، قبل أن يقوم همت بتغيير حالة حسابه في "تويتر" من العام إلى الخاص.

ويعرف أن حجازي كان خبير صواريخ، وأشرف على تسليح حزب الله بها، كما أدى دوراً بارزاً في دعم وإسناد وتوجيه ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لطهران في العراق، وكذلك ميليشيات الحوثي في اليمن.