إيلاف من المغرب: أصدرت مجموعة تنشط على مستوى التواصل الاجتماعي، تحت مسمى "أنقذوا الدار البيضاء" (save casablanca)، قلب المغرب النابض، تقريرا تحت عنوان: "الكتاب الأسود للمدينة البيضاء .. أقوالٌ وشهاداتٌ لبيضاويين"، رصدت فيه جملة من المشاكل والإكراهات التي تحول دون التنمية المأمولة لأكبر مدينة مغربية.
جاء التقرير باللغة الفرنسية، في 258 صفحة، وتوزع على مدخل وتسعة محاور.
"من نحن؟" و"لماذا هذا الكتاب؟"، سؤالان طرحهما المدخل بغية توضيح خلفيات ودوافع التقرير.
بخصوص "من نحن؟"، سعت الإجابة إلى إعطاء فكرة عن "أنقذوا الدار البيضاء"، باعتبارها مبادرة مواطنة، أطلقت سنة 2013 عبر وسيلة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بهدف رئيسي يتمثل في تتبع وضعية الدار البيضاء وراحة سكانها النفسية، وعدم الوقوف موقف المتفرج من تردي أوضاع المدينة، من خلال رصد الاختلالات، والتواصل والتحسيس، ووضع كل واحد أمام مسؤولياته.
وتحرص المجموعة الواقفة خلف المبادرة، والتي ناهز عددها اليوم 270 ألف عضو، على استقلاليتها المالية، فيما تشدد على أنه إذا كان من باب التوهم الحديث عن تأثير مباشر على مستوى التدبير، فإنه يبقى من المقبول التفكير في تأثير على العقول، من منطلق تنمية ورفع الوعي بأن سياسة مواطنة تشاركية تمكن من تغيير الوضع وبعث الأمل في إرادة قوية لا تركن إلى القدرية.
وبدأت الكاتبة منى هاشم، مؤسسة المجموعة، كلمتها التقديمية للكتاب، في معرض جوابها عن سؤال "لماذا هذا التقرير؟"، بالقول: "ليس سرا بالنسبة لأي كان: الدار البيضاء تعاني من مشكل حكامة وتكابد مجموعة من الاختلالات التي تضرب كل القطاعات الرئيسية بالمدينة: النظافة، النقل، احتلال الملك العمومي، بطء وتيرة إنجاز المشاريع، وحالة المساحات الخضراء، والممرات والأرصفة، والتطهير، والإنارة، وتدمير تراث وذاكرة المدينة".
من هذا المنطلق، تضيف هاشم انه كان "من المستحيل البقاء في موقف المتفرج العاجز، دون بسط مختلف مشاكل التدبير، على الأقل أمام الرأي العام، على أمل حلها في إطار ديمقراطية تشاركية".
وشددت هاشم على أن التاريخ المعاصر بين كيف أنه يمكن للانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لعب دور القوة الموجهة للأخبار والعامل المحفز للتعبئة. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تمكن من حرية أكثر وتفاعل أكبر فإن لها أيضا حدودها.
وانطلاقا من كل هذا، تضيف هاشم، قررتُ تجميع أهم التظلمات على مستوى المجموعة لأجل تضمينها في ملف يوضع رهن إشارة الإعلام والرأي العام وكل من يهمه الأمر.
وزادت هاشم أن هذه الخطوة المواطنة، الشفافة والبعيدة عن الحسابات السياسية أو التعاطف الحزبي، تهدف الى التحسيس بواقع تدبير المدينة، بعيدا عن الخطابات الديماغوجية والرضا النفسي لحملات التواصل مدفوعة الأجر. لذلك رأت هاشم أن التقرير واقعي وبدون لغة خشب، يسعى إلى فضح الانزلاقات على مستوى التدبير.
وأشارت هاشم إلى أن المشروع أطلق يوم 9 يناير الماضي، وجرى الانتهاء منه على مستوى التحرير في شهر أبريل.
ودعت هاشم، في ختام كلمتها التقديمية، كل فرد لتحمل مسؤولياته والقيام بعمله. وزادت قائلة: "هل ينبغي التذكير بأننا لسنا سياسيين ولا نريد أخذ مكانهم. كمواطنين، نحن نطمح فقط إلى جودة في العيش، سياسة صارمة على مستوى التدبير، أكثر احتراما للساكنة".
غطى التقرير، على مدى محاوره التسعة، أبرز الإشكالات التي تؤرق السكان، والمرتبطة، أساسا، بالتدبير المحلي للعاصمة الاقتصادية للمملكة، من خلال عناوين، من قبيل: "مشاريع، مشاريع، دائما مشاريع"، رصدت وضعية التدبير المرتبطة بعدد من المعالم بالمدينة.
تنتهي صفحات التقرير على إيقاع الأمل في مستقبل تدبير أفضل، تحت عنوان: "مع ذلك، يبقى هناك أمل"، وذلك من خلال صور وتدوينات، من قبيل: "رغم معاناة مدينة الدار البيضاء .. الابتسامة لا تفارقها" و"المدينة لكاتميل وما طيحش .. كازابيضا"، أي (المدينة التي تتمايل من دون أن تقع .. الدار البيضاء).