إيلاف من الرباط: قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي (معارضة برلمانية)، إن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في البلاد
ستجري في ظرف خاص مطبوع بمخاطر كبرى، ولذلك ينتظر أن يكون لها طابع خاص يهدف إلى تكريس الديمقراطية وجعل الإنسان المغربي في صلب أي مشروع مستقبلي.
وشدد بركة، الذي كان يتحدث، مساء امس الاثنين، في ضيافة مؤسسة الفقيه التطواني، ضمن سلسلة لقاءات تنظم مع قادة الأحزاب السياسية، حول موضوع "برامج الأحزاب السياسية بين الرهان الانتخابي وانتظارات المجتمع"، على أن المغاربة محتاجون لمن يطمئنهم في حياتهم اليومية، في قدرتهم الشرائية ومستقبل أبنائهم، وأمنهم الغذائي، وبالنسبة لمستقبلهم في بلادهم. وزاد قائلا: "حان الوقت لأن يكون لكل مغربي حقه في التنمية"، بأن يكون هناك "توزيع عادل للثروة" و"توزيع منصف للتضحيات".

تقديم
انطلق اللقاء، بكلمه تقديمية لمسيره بوبكر الفقيه التطواني، قدم فيها لمحة عن حزب الاستقلال، تاريخه ومساهماته في الحياة السياسية المغربية، قبل أن يبسط سياق الاستضافة، المرتبط بزمن خاص، يتمثل في الانتخابات المقبلة التي قال إنها تختلف عن سابقاتها. وطرح التطواني، في معرض تقديمه، أسئلة عددية ترتبط بمدى صمود "حزب الاستقلال" وقيمة مرجعيته في تقديم أجوبة صريحة حول إشكالات مغرب اليوم، والوضع الداخلي للبيت الاستقلالي، وعلاقته مع باقي الأحزاب السياسية المشكلة للمشهد الحزبي المغربي، فضلا عن طريقته في التعاطي مع مختلف التحديات المطروحة.


جانب من اللقاء


طابع خاص
عدد بركة، في معرض مداخلته، جملة من الاعتبارات التي تؤكد الطابع الخاص للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تتمثل، أولا، في رهان الوحدة الترابية، مشيرا إلى أن المغرب حقق تطورا مهما على الصعيد الدبلوماسي من خلال الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء وفتح قنصليات بالعيون والداخلة.
وشدد نزار بركة، في هذا السياق، على أن السقف الممكن لحل هذه القضية مرتبط بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، موضحا أن التوجه الجديد للملف، دفع أعداء الوحدة الترابية للمغرب إلى القيام بتحرك كبير، داعيا إلى تقوية الجبهة الداخلية، مع تقوية البعد الديمقراطي وتحصينه.
كما تطرق بركة إلى تداعيات (كورونا)، ودعا إلى إيجاد الحلول للخروج من أزمة الجائحة.
وقال بركة إن الرهان الثالث يتمثل في إعادة الثقة في العمل السياسي، وخصوصا في المؤسسات المنتخبة، مشيرا إلى أن الاستحقاقات المقبلة تتميز بأنها ستضع المغاربة أمام تجانس على صعيد عملية الاقتراع التي ستتم في نفس اليوم، وبالتالي ينتظر منها أن تفرز مشهدا سياسيا خاصا.
كما تحدث بركة عن النموذج التنموي الجديد، مشددا على ضرورة القيام بقطائع، وأشار إلى أن أغلبية السياسات المتبعة صارت متجاوزة، وتتطلب قدرة إصلاحية كبيرة ونجاعة في العمل الحكومي.
كما انتقد الخطابات التي تقول إن الأحزاب السياسية كلها متشابهة، وبالتالي تطبق نفس البرامج، مشيرا إلى أن "هذا غير صحيح".

قطبية
تطرق بركة أيضا إلى مسألة القطبية الحزبية، مشيرا إلى أن القطبية الحقيقية هي بين قطب يتمثل في دعاة الليبرالية المفرطة التي تدافع على دعم فئة معينة وقطب آخر، ينادي بالمساواة وتقليص الفوارق وبناء مجتمع متضامن.
واستعرض بركة مجموعة من الإحصائيات التي تبين أن التفاوتات والفوارق الاجتماعية وصلت إلى مستوى قياسي. كما انتقد الحكومة التي قال إنها لم تتحرك لضبط الأسعار، ممثلا لذلك بالمحروقات.
ودافع بركة عن الطبقة المتوسطة، مشيرا إلى عدم قدرتها على مواجهة المعيشة. وشدد، في هذا الصدد، على القول إن توازن المجتمع أساس لضمان الاستقرار والتنمية والديمقراطية الحقيقية، لافتا إلى أن الطبقة المتوسطة تبقى ضرورية في هذا السياق.
وبسط بركة مجموعة من المرتكزات التي يقترحها حزبه، في أفق الاستحقاقات المقبلة، وتتمثل في تعزيز السيادة الوطنية، بإعطاء الأولية للمقاولة الوطنية، والتكوين والتكوين المستمر، وإنعاش اقتصادي مسؤول وأمن غذائي ومائي ومالي وطاقي مع سيادة صحية.
كما تحدث بركة عن تعميم الحماية الاجتماعية، عبر تحقيق التماسك المجتمعي بتقليص الفوارق، داعيا إلى بناء الثقة بين الحكومة والمواطن، عبر ربط القول بالفعل.
وعلى صعيد الحكامة، دعا بركة إلى وقفة تقييم للدستور الجديد، مشيرا إلى ظهور بعض الثغرات في الممارسة.