واشنطن: ترك قرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب قوات بلاده من أفغانستان بحلول 11 ايلول/سبتمبر واشنطن وحلفائها بمواجهة معضلة لإيجاد وسيلة لحماية الدبلوماسيين والمسؤولين الذين سيبقون في هذا البلد المضطرب.

ومع إعلانه في نيسان/ابريل إنهاء "حرب لا تنتهي"، تعهد بايدن أن إدارته "ستحدد شكل التواجد الدبلوماسي الأميركي المتواصل في افغانستان" وكيفية ضمان أمنه وسلامته.

ومن التحديات الرئيسية التي تواجه المسؤولين الغربيين راهنا هو الحفاظ على الأمن في مطار كابول، الرابط الحيوي بين السفارات الغربية المتواجدة في "المنطقة الخضراء" المحصنة والعالم الخارجي.

ومع تنامي المخاوف من عودة طالبان فور مغادرة القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي (ناتو) للبلاد بعد قرابة عقدين، تبقى عدة اسئلة بلا أجوبة حول كيفية تأمين المنشأة الحيوية للأفغان والأجانب.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميللي الثلاثاء بعد نقاش مع قادة عسكريين آخرين في الناتو في بروكسل "هذا أحد مفاتيح الحفاظ على تواجد دبلوماسي".

وتابع "لذا نعمل على تفاصيل ضمان أمن المطار وكيفية دعم الجيش الأفغاني القائم على تحقيق ذلك وتحديد الدول التي ترغب في المساهمة في ذلك".

وأشار إلى أنه "كان ثمة الكثير من النقاشات حول ذلك".

وأوضح ميللي أن قادة الناتو المؤلف من 30 بلدا قد يتخذون قرارات أكثر بشأن الخطط المستقبلية لأفغانستان حين يلتقون في قمة مقررة في بروكسل في 14 حزيران/يونيو.

ولكنّ لا تزال الاستراتيجية غامضة حتى الآن.

وأفاد مسؤول في الناتو وكالة فرانس برس أن الحلف "يبقى ملتزما شراكته المتواصلة مع افغانستان ودعم استمرار قوات الأمن الافغانية".

وأضاف "نبحث الآن في التفاصيل الخاصة بكيفية مواصلة تقديم الدعم".

ويقدر البنتاغون أنّ ضمان أمن المطار يحتاج إلى ألف إلى 1500 . وتتولى حماية المطار راهنا تركيا عضو الحلف بدعم من قوات عسكرية أفغانية.

ومع قرب رحيل القوات الأجنبية، ينظر إلى القوات الخاصة الأفغانية على أنها القوة المحلية الوحيدة القادرة على القيام بهذه المهمة.

لكن إذا واصلت طالبان هجماتها، سيطلب من هذه القوات على الأرجح التواجد في أماكن أخرى للمساعدة في تجنب انهيار الحكومة.

وقال مسؤولون أميركيون وأوربيون إنّ خيارات أخرى مطروحة لمحاولة حماية المطار.

ويتضمن ذلك جلب متعاقدين مدنيين لتولي تأمين المطار أو موافقة دول على البقاء بمعزل عن الناتو أو اللجوء للأمم المتحدة.

وقال الوفد الأميركي إنّ عدة دول أعربت عن رغبتها في اجتماع وزراء دفاع الحلف للمشاركة في ضنات أمن المطار في محاولة لتأمين تواجد مستمر في كابول.

وأوضح مصدر دبلوماسي غربي أنّ تركيا تدرس الحفاظ على قواتها في المطار لكن مندون تقديم وعود حتى الآن.

إلا أن الحلفاء يخشون من أن تواجد أي قوات أجنبية -وطنية او خاصة- قد ينظر إليه من قبل طالبان على أنه إهانة كبيرة وهو ما قد يتسبب بالتأكيد في عرقلة عملية السلام المتعثرة أساسا.

وتصر واشنطن من جهتها على أنه لن يكون هناك أي تواجد عسكري أميركي أو متعاقدين أميركيين بعد 11 ايلول/سبتمبر.

كذلك استبعد الناتو الإبقاء على قوات في البلد المسلم المضطرب تحت مظلة التحالف.

وترك عدم اليقين الذي يحيط بالترتيبات الأمنية المستقبلية الدبلوماسيين الأوروبيين في قلق بشأن الاحتفاظ بموظفين في البلاد للإشراف على مشاريع مثل الحفاظ على تدفق المساعدات الاقتصادية وتمويل القوات الأفغانية.

ويقول الدبلوماسيون إن وجود مطار آمن وفعّال هو شرط مسبق أدنى للبقاء.

وقال دبلوماسي أوروبي إن دول الاتحاد الأوروبي تريد التأكد من أنه "من خلال كل هذا ، فإن المكاسب التي تحققت ... حول حقوق الإنسان وسيادة القانون والتحول الديموقراطي على مدى السنوات العشرين الماضية لن تضيع في هذه العملية".

وتابع "ثمة قلق كبير في الوقت الحالي حيال القضايا الأساسية مثل الوجود الفعلي على الأرض".