إيلاف من لندن: عشية وصول وزير خارجية فلسطين الى بغداد حاملا رسالة من الرئيس الفلسطيني الى القادة العراقيين فقد شهدت بغداد السبت انعقاد مؤتمر دولي لنصرة الشعب الفلسطيني اكدت خلاله الرئاسات العراقية الثلاث موقف بلادها الثابت لدعم هذا الشعب فيما نوه الكاظمي الى ان العراقيين تربوا على حب فلسطين القضية العادلة.

وقال الكاظمي، في كلمته خلال المؤتمر الدولي الأول لدعم وإسناد مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني انه يتذكر "كيف تعلمنا كعراقيين حب فلسطين وكيف تربينا على عادات القضية الفلسطينية فالعراقيون يتذكرون عملية الخالصة والعقرب في داخل فلسطين المحتلة في السبعينيات". وأضاف "أتذكر كلمات فيروز (المطربة اللبنانية) عندما تقول اليك يا مدينة الصلاة أصلي يا بهية المساكن يا قدس، هكذا تربينا في العراق على حب فلسطين القضية العادلة التي لا يختلف عليها اثنان".

وزاد قائلا "نقف اليوم في هذا التجمع لنجدد التأكيد على موقف العراق المبدئي والثابت والحاسم والمتفق عليه بين كل فئات المجتمع العراقي وبين كل الاطراف السياسية والاجتماعية والدينية في دعم القضية الفلسطينية العادلة وإدانة الجرائم المرعبة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل واعتبارها جرائم حرب ضد شعب يواجه بشجاعة تأريخية احتلالاً غاشماً تجاوز كل الاعتبارات الانسانية وانتهك الحقوق وأولها حقوق الشعب الفلسطيني في دولته العادلة وعاصمتها القدس، قدس المسجد الاقصى الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين".

وشدد بالقول "إننا في العراق شعباً وحكومة وفعاليات سياسية ووطنية وشعبية ننظر الى القضية الفلسطينية من منظار واحد وليس من منظارين ونستلهم قيم ديننا الحنيف وعروبتنا وأصالتنا وحضارتنا وتأريخنا الممتد عبر عصور التعاطي مع عادات هذه القضية وباعتبارها قضية عراقية بامتياز".

على صعيد آخر، لفت الكاظمي في كلمته التي بثتها الوكالة العراقية الرسمية للانباء إلى أن "الانتخابات العراقية المقبة يجب أن تكون فرصة مناسبة لفتح آفاق الازدهار والبناء والسلام في العراق، ونحن مطالبون جميعاً بتشجيع كل مواطن عراقي على لاستعداد للانتخابات والتعبير عن رأيه بكل حرية، وواجبنا كحكومة هو حماية الانتخابات وضمان نزاهتها وعدالتها لتقود الى إنتاج مجلس نواب وحكومة جديدة يتوليان الأمانة ويحافظان على شعبنا الذي يستحق منا أن نقف وقفة مسؤولة".
ونوه الكاظمي بالقول "لقد صبر هذا الشعب كثيراً وتحمل الكثير وآن الأوان لكي نعمل سوية".. داعياً جميع النخب والقوى الوطنية والشخصيات السياسية والشعبية إلى أن "تضع يدا بيد لنبني العراق وأن نؤسس لواقع جديد يكون فيه العراق عامل قوة لصالح شعبه والمنطقة ولصالح القضية الفلسطينية". واضاف أن "غياب العراق منذ عقود عن لعب دوره الطبيعي في المنطقة والعالم كان قد خلق وضعاً قلقاً في المنطقة، وعليه يجب أن نعمل على أن يستعيد العراق دوره الريادي لكي يخدم القضية الفلسطينية ويخدم جميع قضايا الشعوب المظلومة".

قوافل دعم عراقية للمخيمات الفلسطينية
يشار الى ان المؤتمر قد اصدر بيانا ختاميا دعا فيه الحكومة العراقية وابناء الشعب العراقي بجميع اطيافه الى اطلاق حملة تبرعات وتسيير قوافل الدعم اللوجستي للمخيمات الفلسطينية "التي تعرضت للعدوان الصهيوني الغادر والاسهام الفاعل في معالجة الجرحى والمصابين تعبيرا عن التضامن العراقي الكامل مع الشعب الفلسطيني".

كما دعا المؤتمرون الحكومة العراقية إلى اتخاذ جميع السبل القانونية في المحافل الدولية لإدانة الاحتلال الصهيوني وجرائمه المتكررة وانتهاكاته لكل القيم السماوية والاعراف والقوانين الدولية وخرقه لحقوق الانسان واغتصابه لأرض فلسطين كما يطالبون المجتمع الدولي بمحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بقتلهم الأطفال والشيوخ والنساء وتشريدهم الملايين من السكان الاصليين وهدمهم البيوت والمساجد والمستشفيات.

ورفع المؤتمرون دعوتهم الى مجلس الامن الدولي بوصفه الراعي الرسمي المكلف بحفظ الامن والسلم الدولي الى التصرف وفقاً للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة اتجاه الكيان الصهيوني لمنع اعتداءته وانتهاكاته للسلم والامن في جميع مناطق فلسطين المحتلة .

الرئيس العراقي : لا استقرار في المنطقة بدون حقوق الشعب الفلسطيني
ومن جهته أكد الرئيس برهم صالح في كلمة مماثلة خلال المؤتمر أن العراق دولةً وشعباً مع نضال وإصرار الشعب الفلسطينيي.

واضاف نجتمع هنا اليوم لتأكيد موقف العراق الثابت لمساندة الشعب الفلسطيني".. مبيناً أنه "لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".. وشدد قائلا "أن "العراق دولةً وشعباً مع النضال والإصرار الفلسطينيين".

رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قال من جانبه إن "دفاع الفلسطينيين كان مشروعاً بكل المقاييس".. مضيفا أن "المسؤوليتين التأريخية والقانونية تحتمان ضرورة مساندة الفلسطينيين". وتابع "العراق بكل أطيافه متفق على دعم القضية الفلسطينية"، كاشفا عن توجيه "رسالة الى الاتحاد البرلماني العربي لعقد جلسة طارئة لإدانة العدوان الاسرائيلي معلنا عن مشاركة البرلمان العراقي في الاجتماع الاستثنائي بطهران لدعم القضية الفلسطينية الاسبوع المقبل

اما السفير الفلسطيني في العراق احمد عقل فقد ثمن دور العراق وموقفه تجاه فلسطين قائلاً إن "الصوت الأعلى وقت الانتفاضة الفلسطينية كان في العراق"..مضيفا أن "بلادنا حُررت 4 مرات بقوات قادمة من العراق".

وزير الخارجية الفلسطيني في بغداد غدا حاملا رسالة من عباس
وجاء انعقاد المؤتمر الدولي لدعم الشعب الفلسطيني عشية وصول وزير الخارجيّة الفلسطيني رياض المالكي الى بغداد غدا الأحد حاملا رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نظيره العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وقال السفير الفلسطيني في العراق احمد عقل "سيزور المالكي العراق بصفته مبعوث الرئيس الفلسطيني حيث سيلتقي الرؤساء العراقيين الثلاثة للبلاد ولحكومتها ولبرلمانها. واشار الى ان الزيارة تهدف إلى تفعيل العمل السياسي العراقي الفلسطيني وتوقيع اتفاقية (التنسيق المشترك) لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة في مواجهة العدوان الاسرائيلي.

واليوم السبت رحبت الحكومة العراقية باتفاق وقف إطلاق النار والهجمات على المواطنين الفلسطينيين.

واليوم قالت وزارة الخارجية في بيان تابعته "ايلاف" مؤكدة " تُرَحِّبُ الحكومةُ العراقيّة بالتَوَصُّل إلى إتفاق وقفِ إطلاق النار والهجمات على المواطنين الفلسطينيين". واضافت "نُشيدُ بالمساعي العربيّة والدوليّة لتحقيق ذلك،لاسيما المساعي التي قدّمتها جمهوريةُ مِصر العربيّة وإنَّ المواقف الشجاعة للشعب الفلسطيني وهو يدافعُ عن أرضهِ ومقدّساتِه،كانت ولاتزال عنوان تضامننا ووقوفنا المبدئي تجاه القضيّة الفلسطينية".

وشددت الخارجية العراقية "على ضرورة التوصُّل لحلٍ عادلٍ وشامل لهذه القضيّة المحوريّة،نترحّمُ على أرواح الشهداء الذين قضوا في هذه المسيرة".

يشار الى ان العشرات من الشبان العراقيين الناشطين قد توجهوا في العشرين من الشهر الحالي نحو الحدود الاردنية ومنها الى حدود فلسطين تضامنا مع شعبها ومازالوا مرابطين هناك قادمين من محافظة ذي قار العراقية الجنوبية.

وكانت حشود من العراقيون قد نظمت السبت الماضي وقفات تضامنية مليونية في العاصمة وبقية المحافظات دعما ونصرة الشعب الفلسطي الذي تعرض لهجمة اسرائيلية وحشية رفعوا خلالها يافطات دعم للفلسطينيين وأعلام العراق وفلسطين وأحرقوا الاعلام الاسرائيلية والاميركية.