إيلاف من لندن: اعلن مسؤول نووي عراقي الخميس عن بدء اللجنة الوطنية للمفاعلات النووية بدراسة 20 موقعا مرشحا لاختيار اثنين منهما احدهما أصيلا والثاني احتياطا لاقامة اول مفاعل نووي في البلاد منذ ان دمرت طائرات اسرائيلية المفاعل النووي في بغداد قبل أربعة عقود.
وقال رئيس الهيئة العراقية للسـيطرة على المواد المشعة كمال حسين لطيف أن اللجنة الوطنيـة للمفاعلات النووية باشرت بدراسة 20 موقعاً تم تحديدها لإقامة مفاعل نووي في البلاد ثم المباشرة باســــتخدام طرق الاسقاطات العلمية المعتمدة عالميــــا لاختزالها إلى 5 مواقــــع بعد ذلك يتم تحديــــد اثنــــين منهمـا فقط احدهما اصيلا والآخر بديلا موضحا أن عملية الاختيار تمــــت بطريقتين علميتين دقيقتين من خلال معادلات تفاضلية وترجيحية مشيرا الى قرب الانتهاء مـن التقرير الخاص باختيار الموقع وإرساله الى مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

مراحل اختيار موقع المفاعل النووي
واضاف ان "الاختيار يعتمد على مرحلتين بالاهداف نفسها ولكــــن لكل مرحلــــة تكون الدقة اعلى لتقليص اعداد الاراضي المنتخبة وصولا لتحديد الموقع بشــــكل ادق ثم هناك مرحلــــة اخيرة وهي التقييــــم الامني.. واوضح في تصريحات لصحيفة "الصباح" الرسمية تابعتها "ايلاف" أن "المرحلــــة الأولى تشــمل الاهــــداف الفنية ومتطلبـات الاختيــــار والتقييــــم والنظر في موضوعات التوزيع الســكاني الذي يفضل أن يكون اقرب تجمع سكاني يبعد 2،5 كيلو متر من الموقع وان لا يزيد عدد الســكان في تلك المنطقة على 500 شخص في الكيلو متر المربع الواحد وان لا يزيد التجمع السـكاني على 65 الف نسمة وعلى بعد 30 كيلو مترا من الموقع".
وعن الطبيعة الزلزالية للمنطقة التي سيقام عليها المفاعل النووي والهــــزات الارضية اوضح المسؤول العراقي انه يجب ان تكون الارض خاليــــة من الصفائــــح التكتونية ولم تســــجل اي هزة ارضية اكثــــر من 2 ريختر خلال الـ 50 سنة الماضية كما يجب ان تكون ارضا منبسطة بتربة ثابتة غير منجرفة مع الســيول ولا يوجد ارتفاع او جبل او هضبة كبيــــرة او واد لمسـافة 20 كيلــــو مترا عن الموقع لان الارتفاعات مع الامطار قد تسبب انجراف سـيول عارمة من المياه على الموقع كما يفضل ان لا يزيد ارتفاع الموقع عن 350 مترا فوق مستوى سـطح البحر لحسابات غليان وتبخر مياه المفاعل.
يشار الى ان ليف كان قد كشف مؤخرا عن تفاهمات مع ثلاث دول لبناء مفاعلات نووية في العراق هي فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وذلك وفقا لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

فرنسا راغبة في التعاون النووي مع العراق
وبين ان "الجانب الفرنسي تواق للعمل مع العراق في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية "وننتظر منه حصول كامل الموافقات ليتنسنى معرفة تفاصيل التعاون حيث سيكون وفق بنود مذكرة تفاهم أيضا تشمل دعم ومساندة العراق في مجال الاستخدام الطبي وكذلك لانتاج الطاقة". واضاف ان هناك لقاءات مع المسؤولين المختصين في الجانب الاميركي حيث يجري ذلك من قبل وفد مخول وعالي المستوى من اللجنة وجهات حكومية عراقية أخرى .
وبشان الكوادر القادرة على العمل في هذه المفاعلات بين لطيف إنه "في كل برنامج نووي يجري العمل بالتزامن مع بناء المفاعل إعداد الكوادر التي يجب أن تعمل على نفس التصميم في بلد المنشأ".. مشيرا إلى إن "هذا ما معمول به في كل دول العالم وسنزج الشباب الخريجين حديثا عند توقيع العقود الخاصة بالمشروع للتدريب وإكمال دراستهم العليا لتتزامن مع فترة الافتتاح والتشغيل".
واشار الى ان "هناك برنامجا سيعرض على الحكومة بشأن المبالغ المترتبة لبناء مفاعلات نووية وفي حال المصادقة عليه سيعلن عنه أمام وسائل الإعلام".
وكانت الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة قد اوضحت في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر عام 2020 ان خمس دول مرشحة لإنشاء مفاعل نووي جديد في العراق وهي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والأرجنتين وكوريا الجنوبية وفرنسا كاشفة عن ان الكاظمي وخلال جولته الأوروبية العام الماضي قد ناقش مسألة بناء المفاعل النووي مع فرنسا حيث اشار ممثل السفارة الفرنسية في بغداد الى إن هذه المسألة أصبحت موضع اهتمام كبير لدى الحكومة الفرنسية.
يشار الى ان العراق كان قد اتفق مع فرنسا في آذار مارس عام 1975 على بنائها مفاعلين نوويين في بغداد وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جاك شيراك الى العراق حيث دعا نائب الرئيس العراقي في وقتها صدام حسين لزيارة فرنسا من اجل اتمام الاتفاق والذي جرى في ايلول سبتمبر من العام نفسه بعد ان زار صدام رفقة شيراك المفاعلين النوويين الفرنسيين في مدينة ساكليه الفرنسية ولتكتمل الصفقة.
وتم توقيع عقد بناء مفاعلي "تموز1" و"تموز2" النوويين العراقيين مع هيئة الطاقة الذرية والبديلة الفرنسية في مركزها بمدينة ساكليه في 17 تشرين الثاني نوفمبر عام 1975 وبعدها بيوم وقع العراق ملحقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان الاستخدام السلمي للمفاعلين.
وفي عام 1976 إشترى العراق مفاعل نووي فرنسي من طراز "Osiris" وكان معدا لأغراض نووية بحثية سلمية وقام الخبراء العراقيون والفرنسيون بإدامته ولكن إسرائيل شكت بدوافع العراق وقالت إنه يستخدم لصناعة أسلحة نووية فقامت في 7 حزيران يونيوعام 1981 بهجوم مفاجئ بسرب طائرات إف-16 وبمرافقة طائرات إف-15 ودمرت المفاعلين الواقعين على بعد 17 كيلومترا جنوب شرق بغداد.