دمشق: احتشد عشرات آلاف السوريين في مناطق عدة تحت سيطرة الحكومة مساء الخميس، وفق ما أفاد الاعلام الرسمي، مع انتهاء عملية احتساب الأصوات في الانتخابات الرئاسية، التي من شأنها أن تمنح الرئيس الحالي بشار الأسد ولاية جديدة من سبع سنوات.
وأغلقت صناديق الاقتراع منتصف ليل الأربعاء-الخميس بعد يوم طويل من انتخابات هي الثانية منذ اندلاع النزاع، فيما شكّكت دول غربية عدّة في "نزاهة" الانتخابات، ووصفتها المعارضة بأنها "مسرحية".
ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل عن اللجنة القضائية العليا للانتخابات مساء الخميس "انتهاء عملية فرز الأصوات في أغلب المحافظات".
ورغم أن النتائج محسومة سلفاً لصالح الأسد (55 عاماً)، احتشد الآلاف من السوريين في ساحة الأمويين في دمشق استعداداً لاعلان النتائج في مجلس الشعب، وفي حديقة تشرين، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس.
وبث التلفزيون السوري مشاهد تظهر تجمعات حاشدة في مدن وبلدات عدّة، أبرزها مدينتا طرطوس واللاذقية الساحليتان ومدينة حلب (شمال).
ورفع المشاركون صور الأسد ولافتات حملت شعار حملته الانتخابية "الأمل بالعمل"، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة وشهد نصفهما نزاعاً مدمّراً أودى بأكثر من 388 ألف شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وخاض مرشّحان آخران غير معروفين السباق الرئاسي، هما الوزير والنائب السابق عبدالله سلوم عبدالله، والمحامي محمود مرعي من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
وندّدت دول غربية بارزة في الآونة الأخيرة باجراء الانتخابات. وقال وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا في بيان مشترك الثلاثاء أنّ الانتخابات "لن تكون حرّة ولا نزيهة".
وحضّ الوزراء المجتمع الدولي على أن "يرفض من دون لُبس هذه المحاولة من نظام الأسد ليكتسب مجدداً الشرعية من دون أن يوقف انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان ومن دون أن يشارك في شكل ملحوظ في العملية السياسية التي سهلتها الأمم المتحدة بهدف وضع حدّ للنزاع".
وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، قال المبعوث الدولي الخاص الى سوريا غير بيدرسون إنّ "الانتخابات الرئاسية ليست جزءا من العملية السياسية" لحلّ النزاع والتي "تشمل انتخابات حرة ونزيهة بدستور جديد وتدار تحت إشراف الأمم المتحدة".
ورد الأسد على الانتقادات الغربية بعد إدلائه بصوته في مدينة دوما، التي شكلت أحد أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق قبل أن تسيطر قواته عليها في العام 2018 إثر هجوم واسع بدعم روسي أعقب سنوات من الحصار.
وقال لصحافيين "أعتقد أنّ الحراك الذي رأيناه خلال الأسابيع الماضية كان الردّ الكافي والواضح وهو يقول لهم: قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار".
ولم تشمل الانتخابات مناطق سيطرة الأكراد (شمال شرق) ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة (شمال وشمال غرب). وشهدت مدينة إدلب تظاهرة تزامناً مع الانتخابات، أكد خلالها المتظاهرون "لا شرعية" الانتخابات.
وحلّ الاستحقاق الانتخابي فيما ترزح سوريا تحت أزمة اقتصادية خانقة خلّفتها سنوات الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية. وشهدت الليرة تدهوراً غير مسبوق مقابل الدولار. وبات أكثر من ثمانين في المئة من السوريين يعيشون، وفق الأمم المتحدة، تحت خطّ الفقر.
التعليقات