إيلاف من الرباط : قال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الاثنين بالرباط، إن المملكة المغربية شكلت دائما "الملاذ والملجأ" لحل الخلافات بين الأطراف الليبية.
وذكر الدبيبة خلال مباحثاته مع رئيس مجلس النواب المغربي ، الحبيب المالكي، أن "المملكة كانت هي الملاذ والملجأ لفض خلافاتنا وحلها"، حيث شكلت لقاءات الصخيرات المحطة الأولى، من خلال احتضانها "أصعب النقاشات السياسية بين الأطراف الليبية"، مشيدا بجهود المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، في دعم بناء المؤسسات والمساعدة على تجاوز مختلف الأزمات المطروحة.
وعبر المسؤول الليبي عن شكره وامتنانه للمملكة المغربية على كل الجهود التي تبذلها لدعم ومساندة الشعب الليبي لتحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا.
ولفت رئيس الحكومة الليبية المؤقتة إلى أنه بفضل دعم المملكة المغربية ومؤسساتها تمكن الليبيون من عقد عدة اجتماعات كانت بدايتها في الصخيرات واستمرت في مدينة بوزنيقة، قبل التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة الليبيين.

المالكي لدى استقباله الدبيبة اليوم في الرباط

من جهة أخرى، أوضح الدبيبة أن زيارته الحالية المغرب تأتي في إطار التشاور وتعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وقال " نتطلع إلى تفعيل اللجنة العليا المشتركة المغربية - الليبية في اجتماعها التاسع"، معربا عن أمله في الإسراع بعقد اللجنة القنصلية لمعالجة مشاكل التأشيرات والإقامة بين البلدين.
كما أكد المسؤول الليبي على ضرورة تفعيل اتحاد المغرب العربي الذي من شأنه تذليل كافة الصعوبات والتحديات بالمنطقة.
وعبر الدبيبة عن تطلعه في أن يقدم المغرب كافة التسهيلات والدعم لليبيا لإنجاح الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل.
من جهته،قال المالكي أن المملكة المغربية ما زالت وستظل إلى جانب الشعب الليبي ، مشددا على أن للمغرب "إرادة سياسية قوية للمساهمة في إعادة بناء ليبيا الجديدة".
وشدد على أن المغرب يعتبر أيضا أن "الحلول توجد داخل ليبيا وليس خارجها"، لذلك، يقول المالكي "دعمنا منذ البداية الحوار الليبي -الليبي، ونعتبره السبيل الوحيد الكفيل بإيجاد حل نهائي للأزمة الحالية".
وبعد أن أبرز العلاقات التاريخية التي تربط البلدين،( وحدة التاريخ والحضارة واللغة والتقاليد والدين)، ذكر بمختلف المحطات الأساسية في الحوار الليبي، سواء في الصخيرات أو طنجة أو بوزنيقة.
وثمن المالكي كل ما تقوم به ليبيا، خلال هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، للخروج من الأوضاع الحالية عبر مفتاح المصالحة الوطنية، من خلال تنظيم حوارات في إطار الملتقيات بإشراك كل فئات المجتمع.
من جهة أخرى، قال المالكي إن مجلس النواب المغربي استطاع بناء علاقات متطورة مع مجلس النواب الليبي على أساس الاحترام المتبادل، معتبرا أن الدبلوماسية البرلمانية استطاعت أن تفتح آفاقا جديدة في التعامل، قصد تجاوز بعض الأزمات، سواء كانت سياسية أو مرتبطة بالأزمة الصحية الحالية، وذلك في إطار مواكبتها ودعمها للدبلوماسية الرسمية.
من جهته ، قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية إن المغرب يتطلع لنجاح الانتخابات المقبلة في ليبيا، مؤكدا التزام المملكة المغربيةًالمتواصل "بالمساندة الإيجابية لأي حل للقضية الليبية تتفق عليه المكونات الليبية"، ويرتضيها الشعب الليبي، في إطار من "سيادة القرار الليبي".
ورحب العثماني لدى استقباله امس رئيس الحكومة الليبية المؤقتة ، عبد الحميد الدبيبة ، بزيارة الوفد الليبي للمغرب ، وقال إنها "تشكل فرصة للدفع بالعلاقات الثنائية وبالتعاون بين البلدين على جميع المستويات.
وجاء في بيان لرئاسة الحكومة المغربية، أن الجانبين ينوهان "بقوة ومتانة علاقات الصداقة العريقة التي تجمع بين البلدين وبين الشعبين"، وأكدا "رغبة الحكومتين للدفع بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات" والعمل على توفير الظروف الملائمة لتعزيز المبادلات التجارية المغربية الليبية وتوسيع آفاقها، وعبرا عن تطلعهما لعقد اللجنة العليا المشتركة المغربية- الليبية في الفترة المقبلة.
في غضون ذلك ، أجرى الدبيبة مباحثات مع رئيس مجلس المستشارين المغربي(الغرفة الاولى في البرلمان)عبد الحكيم بن شماش.
وقال الدبيبة عقب اللقاء إن الشعب الليبي " يطلب مزيدا من التعاون والدعم " من المملكة المغربية لتجاوز الأزمة وضمان الاستقرار في البلاد.
واضاف" نحن نطلب مزيدا من التعاون والدعم من أشقائنا بالمغرب لإيجاد حل للأزمة وتجاوز السنوات الصعبة " التي مرت بها ليبيا.
ودعا الدبيبة إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ، وخاصة من خلال إلغاء التأشيرة بين البلدين ، وفتح خط جوي مباشر بين المغرب وليبيا لتسهيل التنقلات بين الشعبين.
من جانبه، جدد بن شماش تأكيده على استعداد المغرب لتقديم كل الدعم الضروري وتقاسم تجربته في كافة المجالات مع الشعب الليبي من أجل استدراك الفرص الضائعة واستثمار ما يتيحه التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وتابع قائلا " نحن على ثقة أن الذكاء الجماعي لليبيين سيؤدي إلى ايجاد حلول لكل المشاكل التي تعيق تحقيق المصالحة بين مختلف مكونات الشعب الليبي ".