ايلاف من لندن: فيما تجاوزت درجات الحرارة في العراق نصف الغليان وسببت تعطيل الدوام الرسمي في العاصمة ومحافظات جنوبية الخميس فقد بدأت السلطات العراقية اتصالات مع نظيرتها الايرانية لاعادة تشغيل خطوط طاقة قطعتها عن مناطق شرقية في عملية ضغط لارغام بغداد على تسديد ديونها لطهران.

واكد مصدر حكومي عراقي ان الجانب الايراني قطع خطي الطاقة عن محافظة ديالى المحاذية حدودها الى الاراضي الايراني (شرق وسط) فقد كشف عن ان اتصالات عراقية قد بدأت مع ايران لاعادة تشغيل الخطوط التي قطعتها خاصة مع تجاوز درجات الحرارة الخمسين مئوية ما ارغم السلطات على تعطيل الدوام الرسمي في العاصمة بغداد ومحافظات البلاد الجنوبية والتي تأثر عدد منها بانقطاع الكهرباء بسبب عمليات تخريب تعرضت لها ابراج نقل الطاقة في هجومات بالصواريخ والعبوات الناسفة.

ايران قطعت خطي نقل للكهرباء
من جهته، قال مصدر في وزارة الكهرباء العراقية أن "الجانب الايراني قطع خطي ديالى ـ ميرساد 400 كي في وخط خانقين ـ سربيل زهاب 150 كي في لأسباب مجهولة".. موضحا في تصريح نقلته صحيفة الصباح الرسمية اليوم ان "انقطاع الكهرباء الايرانية تسبب بانخفاض تجهيز الكهرباء لمدن محافظة ديالى".. مؤكدا أنَّ "الاتصالات مستمرة مع الجانب الايراني لاعادة خطوط الكهرباء لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة والظروف المناخية الصعبة".

واشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي ان أسباب تردي تجهيز الكهربا تعود إلى عوامل عديدة، منها انحسار إطلاقات الغاز المورد لمحطات الإنتاج اذ المحطات في الصيف تحتاج إلى 70 مليون متر مكعب من الغاز وما يتم تجهيزه الآن لا يتجاوز 30 تجهيز الكهرباء فقد اوعز وزيير النفط احسان عبد الجبار إسماعيل بزيادة حصة المولدات السكنية من مادة الغازوتجهيزها بكمية 30 لترا لكل مولدة بدلاً من 25 لترا حاليا من اجل زيادة ساعات تجهيز المواطنين بالتيار الكهربائي .

تخريب لابراج نقل الطاقة من المحافظات الشمالية الى بغداد
واليوم تعرضت ابراج نقل الطاقة الكهربائية من المحافظات الشمالية الى بغداد الى تخريب في غربي محافظة صلاح الدين. وقال مدير ناحية تلول الباج (15 كم غرب قضاء الشرقاط) شمالي صلاح الدين حاتم طلك الشمري لوكالة شفق نيوز، إن ثلاثة أبراج ضمن الخط الناقل بين بغداد والمحافظات الشمالية سقطت نتيجة عمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة ما أثر سلبا على تجهيز الكهرباء ضمن المناطق المشمول بالخط الناقل.

وتنتج وزارة الكهرباء العراقية حوالي 5000 ميغاواط بالاعتماد على الغاز الايراني بالاضافة إلى استيراد حوالي 1200 ميغاواط كهرباء من إيران.

اعتماد على الغاز الايراني
ومن جهتها ارجعت عضو لجنة الطاقة النيابية زهرة البجاري مشكلة الكهرباء إلى امور عدة بينها الاعتماد على الغاز المستورد من الجانب الإيراني واهمال المصافي واستهداف أبراج الطاقة وعدم استثمار المصادر الداخلية والاعتماد عليها.
وانتقدت البجاري في تصريحات تابعتها "ايلاف" وزارة الكهرباء لعدم وضعها خطة ستراتيجية حقيقية تعمل على تحسين الطاقة، مع عدم وجود تنسيق وتعاون بين وزارتي الكهرباء والنفط بخصوص تزويد المحطات الكهربائية بالوقود.

ضغوط ايرانية حول الديون
وفي تقرير لها قالت وكالة الاسوشيتدبريس الاميركية في تقرير امس تابعته "ايلاف" أن إيران تضغط على الحكومة العراقية للإفراج عن أموالها المجمدة ودفع المتأخرات عن تزويد العراق بالغاز والطاقة الكهربائية والبالغة حوالي 4 ملايين دولار.

ويأتي هذا بينما أعلن وزير الكهرباء العراقي ماجد مهدي حنتوش عن استقالته وسط ضغوط شعبية وسياسية بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في البلاد.

واشارت الوكالة الى ان اعتماد العراق على واردات الكهرباء من إيران كان له تداعيات جيوسياسية وكان مصدر توتر مستمر بين بغداد وواشنطن التي اشترطت في منح العراق إعفاءات لاستيراد الطاقة من طهران بسعي بغداد لمزيد من الاستقلال في مجال الطاقة.

وأعلن مسؤولون عراقيون مؤخرًا عن خطط لبناء 8 محطات للطاقة النووية بحلول عام 2030 لتقليل الاعتماد على واردات الكهرباء.

الكاظمي : أزمة الكهرباء نتاج سوء التخطيط
في تصريحات له قبيل مغادرته بغداد الى بروكسل الثلاثاء الماضي فقد اشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى ان العراق يواجه نقصاً موسمياً في تجهيز الطاقة الكهربائية تشعر به الحكومة وسوف تتخذ الاجراءات لمعالجته "علماً اننا افتتحنا 4 محطات طاقة كهربائية كبرى هذا العام ونتطلع الى افتتاح المزيد من المحطات خلال الشهور المقبلة".

واضاف أن إنتاج الطاقة الكهربائية وصل حاليا الى اعلى مستوى له طوال العقود الماضية "إلا أن التحديات مازالت كبيرة ومازلنا بحاجة الى المزيد من العمل الجاد للارتقاء الى مستوى استحقاق شعبنا وحقوقه المشروعة ومنها توفير الطاقة".

واوضح أن أزمة الكهرباء هي نتاج لسوء التخطيط في هذا المجال، والهدر في الأموال والطاقات لسنوات طويلة ماضية من دون أن تكون هناك منهجية واضحة لحل طويل الأمد.

واشتكى الكاظمي من ان حكومته التي تشكلت في الثامن من ايار عام 2020 قد ورثت إرثاً من سوء التخطيط في مجال الطاقة لكنها عملت جادة خلال العام الماضي على التوسع في الاستثمارات في الطاقة الكهربائية بالاضافة الى تفعيل استثمار الغاز العراقي وهو العامل الحاسم في تشغيل محطاتنا الكهربائية ومعظمها يعمل على الغازمايعكس سوء التخطيط السابق وعدم وجود خطط ستراتيجية في هذا المجال.

الشبكة الكهربائية تعرضت الى 35 عملية تخريب
ومن جهته اشار المجلس العراقي الوزاري للامن الوطني ان القوات الأمنية تبذل جهوداً كبيرة لحماية أبراج الطاقة الكهربائية، حيث تحتوي الشبكة الوطنية على 46 ألف برج، وإن كلفة إصلاح كل برج متضرر تصل الى 30 مليون دينار.

واوضح ان الشبكة الكهربائية عانت من أكثر من 35 هجوماً تخريبياً فقط في عام 2021، اضافة الى العديد من التعرضات والهجمات الاخرى وآخرها الاعتداء على محطة صلاح الدين الحرارية بالصواريخ يوم أمس.
يشار الى انه بعد انفاق العراق حوالي 80 مليار دولار منذ سقوط النظام السابق عام 2003 يقضي العراقيون شتاء بارداً وصيفاً لاهباً وسط اتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية بالفساد الذي يغلف عقود وزارة الكهرباء.