إيلاف من لندن: استنكر وزير في الحكومة البريطانية، الحملة ضد وزيرة الداخلية بشأن جهودها في مكافحة العنصرية، وقال إنها انتقادات "غير عادية" و"غريبة".

وتتعرض الوزيرة بريتي باتيل لحملة من الانتقادات على هامش بطولة أوروبا الكروية 2020، بسبب تعليقاتها عن الركوع على الركبة الذي صار رمزا لاستذكار الأميركي الأسود جورج فلويد الذي مات تحت كبة شرطي أميركي.

وأصبح وزير النقل البريطاني غرانت شابس أحدث وزير في الحكومة يدافع عن وزيرة الداخلية بعد اتهامها "بإشعال النار" قبل تعرض لاعبي إنكلترا للانتهاكات العنصرية بعد هزيمتهم النهائية في بطولة أوروبا 2020.

وكان مدافع إنكلترا تيرون مينغز اتهم الوزيرة بأنها أشعلت نار الفتنة العنصرية بتعليقاتها على ركوع اللاعبين، وجاء اتهام مينغز بعد هزيمة إنكلترا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 أمام إيطاليا وتعرض بعض لاعبي الفريق لإساءات نصرية على وسائل التواصل الاجتماعي.

لفتة رمزية
وكانت وزيرة الداخلية اعتبرت الركوع في وقت سابق للمباراة على أنه "لفتة رمزية" وقالت إن مشجعي إنكلترا لديهم "خيارا" بشأن ما إذا كانوا سيصدرون صيحات الاستهجان على اللاعبين أم لا أثناء قيامهم باحتجاجهم المناهض للعنصرية من خلال الركوع على الركبة.

وبعد المباراة أدانت باتيل الإساءات العنصرية الموجهة ضد لاعبي كرة القدم في إنكلترا بعد خسارتهم أمام إيطاليا بركلات الترجيح مساء الأحد.

وإذ ذاك، قال وزير النقل لشبكة (سكاي نيوز): "اعتقدت أن التعليقات حول بريتي باتيل كانت غير عادية وغريبة لأنها تحدثت بشكل مؤثر للغاية في مجلس العموم عن تجاربها الخاصة ومعاناتها من العنصرية".

ومن جهته، دعا النائب البارز عن حزب المحافظين ستيف بيكر حزبه إلى تغيير موقفه تجاه الأشخاص الذين يتخذون الركبة على أنها احتجاج ضد العنصرية.

انتقادات مخزية
وقال الوزير شابس إن وجهة نظره بشأن هذه القضية كانت "بسيطة للغاية"، مضيفًا: "أعتقد أننا بحاجة إلى احترام الجميع وبأي شكل يريدون إظهار أنهم ضد العنصرية أمر جيد بالنسبة لي".

وأضاف: "إنه لأمر مخز تلك الانتقادات الموجهة للاعبين، لأن هذا انتقص من الأداء الاستثنائي لفريق إنكلترا الذي اجتمع حقًا وفخر بإنكلترا. وهذا هو المكان الذي أعتقد أنه يجب علينا العمل، كل واحد منا في المجتمع، والبدء بقبول أن لا أحد يريد أن يرى العنصرية".

وأكد وزير النقل: "إذا قبلت أن الجميع يأتون من النهج الصحيح والموقف في هذا الأمر، فسنصل إلى أبعد من ذلك كدولة في التخلص من العنصرية".

وفي حين دعا النائب المحافظ أندرو روزينديل، اللاعب مينغز ولاعبي إنكلترا الآخرين إلى "التركيز على كرة القدم، وليس السياسة" بعد نهاية بطولة أوروبا 2020. قال الوزير شابس قال إن لاعبي كرة القدم، مثل مينغز "مرحب بهم" للتعليق على الأمور السياسية.

وأضاف شابس: "الشيء العظيم في العيش في ديمقراطية هو أن الجميع مرحب بهم للمشاركة في هذا، أعتقد أنه يمكن للجميع التعليق على السياسة - هذه هي روح الديمقراطية الكاملة، أليس كذلك؟ هذا هو بيت القصيد فيها. نحن متحدون تمامًا كحكومة، وآمل كدولة أيضًا، في القضاء على العنصرية".

يشار إلى أنه في مباراة نهائي كأس الأمم الأوروبية 2020، أطلق بعض المشجعين صيحات الاستهجان على اللاعبين أثناء ركوعهم بالركبة قبل انطلاق المباراة، بينما انتقد آخرون الاحتجاج بسبب ارتباطه بحركة (حياة السود مهمة Black Lives Matter).

صيحات الاستهجان
وقال عمدة لندن صادق خان إن صيحات الاستهجان التي يطلقها المشجعون على اللاعبين أثناء ركبهم أدت إلى "أسئلة حول بعض دوافعهم". ورفض مخاوف البعض بشأن ارتباط احتجاج لاعبي إنكلترا بعناصر محددة من حملة Black Lives Matter في الولايات المتحدة.

وقال خان لشبكة سكاي نيوز: "أحد أسباب دعم أمثال هاري ماغواير وهاري كين وآخرين لزملائهم عندما يتعلق الأمر بأخذ الركبة هو إظهار التضامن في كفاحهم ضد العنصرية".

وأضاف: "وأعتقد أنه عندما يستهجن الناس ذلك، ويطلقون صيحات الاستهجان على فريقهم، فإن ذلك يطرح سؤالًا حول بعض دوافعهم. وأرى أن عدم إدانة صيحات الاستهجان للاعبينا وهم يركعون على الركبة، وعدم إدانة ما أعتقد أنه لا يبشر بالخير".

وختم عمدة لندن قائلا: "ولكن أيضًا، أتعلمون، أن هاري كين ليس ماركسيًا، وهاري ماغواير لا يريد سحب أموال الشرطة، هؤلاء زملاء لعبة يظهرون تضامنهم مع زملائهم السود في الفريق."