إيلاف من بيروت: التقى نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، عدداً من شيوخ القبائل العربية في الأهواز جنوب غربي إيران، ووعد بتلبية مطالبهم وحل أزمة المياه التي أدت إلى انطلاق تظاهرات عمت الإقليم الواقع على الضفة الشمالية للخليج العربي.

وبحسب "إندبتدنت عربية"، عبر عدد من الحاضرين في الاجتماع عن احتجاجهم لما يجري في الإقليم بشدة. وفي مقطع فيديو نشرته وكالة فارس للأنباء خاطب أحدهم جهانغيري بقوله "اخجلوا... نحن لا نقبل أن تضحكوا علينا". وردد آخر "الشعب تعب من سماع كلامكم".

وقال جهانغيري في الاجتماع إن البلاد تشهد جفافاً سيئاً، وإنه قدم من طهران إلى الأهواز لتلبية مطالب المحتجين، معبراً عن أمله في أن يتمكن سكان الإقليم من الزراعة أفضل من الفترات السابقة.

وأعلن أنه أشرف على فتح بوابات سد الكرخة لإعادة نسبة من المياه إلى الأنهر، مخاطباً الحاضرين أن هذه المياه لكم، وهنالك قلق من احتياج هذه المياه للزراعة في فصل الخريف المقبل.

تدخلات خارجية!

وفي وقت سابق الجمعة، اتهم الناطق باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارتشي، السعودية وأميركا وبريطانيا وإسرائيل، بتحريك التظاهرات التي يشهدها إقليم الأهواز وعدد من المدن الإيرانية، احتجاجاً على أزمة شح المياه والجفاف في البلاد.

ووفقًا لـ "إندبندنت عربية"، قال شكارتشي في بيان نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، إن قوى الأمن "تسعى لقطع يد المجرمين المنتمين إلى الأعداء بقوة، وتعمل بالتعاون مع الشعب الواعي والثوري للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد".

ولم يكشف المسؤول الإيراني عن الأدلّة حول التدخل الخارجي، لكن كثيراً من المسؤولين الإيرانيين حذروا خلال الأيام الماضية مما وصفوه بالتأثير الخارجي.

يأتي ذلك في حين يؤكد المحتجون سلمية مطالبهم التي أثارتها اتهامات للسلطات بحرف مياه إقليم الأهواز لصالح الأقاليم الفارسية، ما أدى إلى أزمة شح مياه تركت تأثيراً في الحياة البيئية والزراعية والحيوانية في الإقليم الذي يضم أكبر أربعة أنهر في البلاد.

وينفي المسؤولون الإيرانيون هذه الاتهامات، ووعدوا بحل أزمة المياه في الإقليم.

احتجاجات مستمرة

وفيما تتجدد الاحتجاجات في الأهواز تتسع رقعة التظاهرات المتضامنة مع المحتجين في هذا الإقليم في عدد من المدن الإيرانية الأخرى، منها أليكودرز في محافظة لورستان المجاورة، وبوشهر على الضفة الشمالية للخليج، وكذلك مدينة يزدان شهر وسط البلاد.

وأعلن التلفزيون الرسمي، الجمعة، مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح في إطلاق نار خلال "أعمال شغب" ليل الخميس في محافظة لورستان بغرب إيران.

وأفاد الموقع الإلكتروني لتلفزيون "إيريب نيوز"، "ليل أمس، اندلعت أعمال شغب في شوارع أليكودرز (في محافظة لورستان) استمرت لساعات"، تخللها "إطلاق نار مشبوه من عناصر مجهولين"، أدى إلى مقتل شخص في العشرين من عمره وإصابة اثنين آخرين. وأشار إلى أن بعض المشاركين "زعموا أنهم نزلوا إلى الشارع على خلفية مشاكل المياه في خوزستان"، التي تشهد احتجاجات منذ الأسبوع الماضي.

وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل إعلام إيرانية عن احتجاجات أو سقوط ضحايا خارج الأهواز، منذ بدء الاحتجاجات ليل الخميس الماضي.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون مشاهد لإطلاق النار وإصابة عدد من المحتجين في أليكودرز ومعشور والأهواز. وقال أحد المحتجين إن الأمن الإيراني يطلق الرصاص الحي فيما الاحتجاجات تجري بشكل سلمي.

وتعتبر الأهواز المطلة على الخليج أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران، وإحدى أغنى المحافظات الـ31. وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا تعرضهم للتهميش.

وفي 2019 شهدت الأهواز احتجاجات مناهضة للحكومة، طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.

واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الجمعة عبر "تويتر"، أن "الشعور بالتمييز هو أكثر إيلاماً من الجفاف وشح المياه".

وأبدى المسؤول أسفه لأن سكان المحافظة لم يستفيدوا "من الشركات النفطية والوحدات الصناعية الكبرى" الموجودة فيها.