إيلاف من دبي: تزامنًا مع استمرار احتجاجات الأهواز، جنوب غربي إيران، على شح المياه وسوء الإدارة لليلة الثامنة على التوالي، وسط انقطاع للإنترنت في هذه المنطقة، اعتبر المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم الجمعة 23 يوليو (تموز) بأن السبب في مشاكل خوزستان هو عدم تنفيذ توصياته.

وتطرق المرشد الإيراني، بشكل قصير، خلال مراسيم تلقيه الجرعة الثانية من لقاح "بركت" الإيراني، إلى الاحتجاجات الأخيرة في خوزستان، ولكنه رفض الإشارة إلى قمع المحتجين.

وأعرب "خامنئي" عن أسفه إزاء "عدم مراعاة توصياته السابقة" حول مياه خوزستان والمجاري في هذه المحافظة، وأضاف أنه "لو تم تنفيذ التوصيات والاهتمام بها لما شهدنا هذه المشاكل بالتأكيد".

وكان "خامنئي" قد اقترح القيام بالزراعة في 550 ألف هكتار من أراضي خوزستان. وفي السنوات السابقة تم نشر عدة تقارير حول نقص المياه من أجل تنفيذ هذا المشروع.

كما أعرب المرشد الإيراني في كلمته، اليوم الجمعة، عن "تضامنه" مع المحتجين في خوزستان، دون الإشارة إلى قمعهم الدموي، وقال: "الناس عبّروا عن حزنهم، لكن لا أحد يستطيع الشكوى منه، لأن قضية المياه، في ظل الحرارة المرتفعة في خوزستان، ليست قضية بسيطة".

مرحلة ثورية

مع استمرار الاحتجاجات في إقليم الأهواز جنوب غربي إيران بسبب نقص المياه وسوء الأوضاع المعيشية، شدد أمين عام الجبهة الديمقراطية الإيرانية والقيادي السابق بالحركة الطلابية، حشمت طبرزدي، على أنه "لا يمكن إسقاط هذا النظام إلا بثورة ديمقراطية".

وقال المعارض البارز في طهران اليوم الجمعة: "لقد دخلنا مرحلة ثورية، ولدى ثورة خوزستان إمكانية أن تصبح ثورة وطنية".

كما أوضح أن "على المنتفضين في الجنوب والوسط استخدام تكتيك التظاهرات المفاجئة ليمتد لهيب الثورة".

ليلة ثامنة

هذا وتواصلت الاحتجاجات في إيران لليلة الثامنة في 10 مدن بخوزستان، وأليكودرز في لرستان، وشاهين شهر في أصفهان، وقد أرسلت السلطات الإيرانية الآلاف من قوات الأمن والوحدات الخاصة إلى المنطقة، وقتل متظاهر واحد على الأقل في أليكودرز، مساء الخميس، فيما أصيب عدد من المتظاهرين في مدن أليكودرز بمحافظة لرستان، وماهشهر وشاديكان والأهواز بخوزستان.

يأتي استمرار الاحتجاجات في خوزستان في الوقت الذي أرسلت فيه السلطات الإيرانية الآلاف من قوات الأمن والوحدات الخاصة إلى المنطقة، مساء الخميس، وألقت هذه القوات، الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار على المتظاهرين في خوزستان، وفي أليكودرز بمحافظة لرستان.

بالإضافة إلى ذلك ، تم قطع الإنترنت في مناطق الأهواز والمدن مثل سوسنكرد وإيذه، وفي بعض المناطق الأخرى في خوزستان.

وفي محافظة خوزستان، بالإضافة إلى الملاشية وكيان شهر في الأهواز، كانت مدن إلهايي وشادكان، وماهشهر، وطالقاني ماهشهر، وبلدة حر، وسوسنكرد، وكوت عبد الله، ودزفول، وأنديمشك، مسرحًا للمظاهرات، مساء الخميس.

هذا وقد شيعت جنازة المتظاهر هادي بهمني (17 عاما)، الذي قتل برصاص قوات الأمن خلال مظاهرة مساء الثلاثاء الماضي في مدينة إيذه، في قرية سوسن إيذه ، الخميس، وفي مدينة أليكودرز في لرستان، قُتل متظاهر آخر على الأقل، يدعى أوميد أذرخوش، برصاص قوات الأمن، خلال احتجاجات ليلة الخميس.

يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ 8 أيام من الاحتجاجات على شح المياه، التي يُقتل فيها متظاهر واحد على الأقل في محافظات إيرانية أخرى برصاص الشرطة، حيث قُتل ما لا يقل عن ستة متظاهرين آخرين في احتجاجات خوزستان على يد قوات الأمن.

وفي الوقت نفسه، قالت مصادر محلية لـ"إيران إنترناشيونال'' إن قوات الحرس الثوري اعتقلت عشرات المتظاهرين في الأهواز ومدن أخرى في خوزستان، خلال اليومين الماضيين، ونقلتهم إلى مواقع مجهولة.

أول قتيل في في لرستان

في الأثناء، نزل أهالي أليكودرز بإقليم لرستان إلى الشوارع، مساء الخميس، دعما لاحتجاجات خوزستان، حيث تعرضوا لهجوم وإطلاق نار من قبل القوات الأمنية والقوات الخاصة.

وتشير التقارير الواردة من أليكودرز إلى أن قوات الأمن وإنفاذ القانون أطلقت النار مباشرة على المتظاهرين وعلى الأشخاص العاديين منذ انطلاق المظاهرة لدعم أهالي خوزستان ضد نقص المياه.

وفي شريط فيديو حصلت عليه "إيران إنترناشيونال"، قال شاب من أليكودرز، خلال الاحتجاجات، إن "عناصر الشرطة يطلقون النار على المواطنين العاديين".

كما أفادت مصادر محلية بأن عددًا من الأشخاص أصيبوا بجروح خلال احتجاجات ليل الخميس في أليكودرز، بسبب إطلاق النار، من قبل قوات الأمن ووحدة خاصة، بالأسلحة والذخيرة الحية.

عنف مفرط

شددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" على أن السلطات في إيران استخدمت القوة المفرطة لقمع التظاهرات، وطالبت طهران بتحقيقات شفافة بشأن 3 حالات وفاة على الأقل وقعت بين المتظاهرين، ومحاسبة المسؤولين عنها، ومعالجة مشكلات الوصول إلى المياه المستمرة منذ فترة طويلة.

اعتبرت تارا سبهريفر، الباحثة في المنظمة، أن للسلطات الإيرانية سجل مقلق من الاستجابة بالرصاص للمحتجين المحبطين من الصعوبات الاقتصادية المتصاعدة وتدهور الأحوال المعيشية، مؤكدة أن على هذه السلطات ضمان حق التجمع السلمي ومنع قوات الأمن من استخدام القوة المفرطة.

وكانت وكالة "نشطاء أخبار حقوق الإنسان" قد أكدت أنها تمكنت من التعرف على 18 ناشطا محليا على الأقل اعتقلتهم السلطات.