ايلاف من لندن: أحيا العراق الثلاثاء الذكرى السابعة للابادة الجماعية التي تعرّض لها ايزيديو البلاد بيد تنظيم داعش عام 2014، حيث انطلقت دعوات لانصاف الضحايا وتهيئة عودة النازحين منهم وتحقيق أمن واستقرار مناطقهم.

وأكد الرئيس العراقي برهم صالح بهذه المناسبة على ضرورة الكشف عن مصير نحو 2700 أيزيدي مختطف احد الان معتبرا أن الإبادة الجماعية للأيزيديين جريمة نكراء لا تغتفر.
وقال صالح في تغريدة على موقع تويتر تابعتها "ايلاف "إن "الإبادة الجماعية للأيزيديين جرح كل الوطن وجريمة نكراء لا تُغتفر، والاقتصاص من مرتكبيها حق لن يسقط".. مشددا على ان "واجبنا إنصاف الضحايا وتعويضهم، وأمامنا استحقاقات ملحّة في إعادة النازحين وإعمار سنجار وإبعادها عن التجاذبات والكشف عن مصير نحو 2700 أيزيدي مختطف حتى الآن" معتبرا ذلك "مهمةٌ لا تقبل التهاون".

موطن الايزيديين

وقال قائممقام قضاء سنجار موطن الايزيديين في شمال العراق محما خليل علي آغا لمناسبة الذكرى السابعة للابادة الجماعية التي مارسها تنظيم داعش ضد الايزيديين هناك انه رغم تحرير هذه المدينة في تشرين الثاني نوفمبر عام 2015 الا ان نسبة الدمار في مركز القضاء واطرافه تصل الى 85 بالمائة منها حيث ان فيها 8105 منزلا مهدما و525 بئرا مدمرا وقطع 240 الف شجرة مثمرة ونهبب وسرقة 418 الف رأس من الاغنام والابقار.

معاناة مستمرة

واكد ان الابادة الجماعية التي مورست ضد الايزيديين ما زالت مستمرة رغم تحرير سنجار والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي فيها.. موضحا ان نسبة الضرر في مدن ناحية الشمال يفوق الـ 65 بالمائة وناحية القيروان 60 بالمائة وناحية القحطانية 70 بالمائة ليترك سنجار 450 الف نازح نتيجة هذا الدمار.
واضاف ان "الديانة الايزيدية فقدت 1293 ضحية في الايام الاولى لغزو تنظيم داعش ليخلف 1759 يتيما من الاب و407 يتيما من الام فضلا عن 220 طفلا تم اسر اباؤهم ما عدى المختطفين الذي وصل عددهم الى 6417 مختطف. واكد ان احتلال داعش لمناطق الايزيديين خلف 3530 ناجي وناجية تخلصوا من قبضة التنظيم الارهابي بواقع 1199 من الاناث و338 من الذكور، و1041 طفلة، و951 طفل ايزيدي.

تدمير المزارات

واشار المسؤول الايزيدي الى ان "المزارات الايزيدية التي فجرها التنظيم تبلغ 68 مزارا و3 كنائس للمسيحيين و3 مزارات للمسلمين الشيعة فيما بلغ عدد المقابر الجماعية 81 مقبرة جماعية للمكون الايزيدي فضلا عن الارقام الاخرى من الدمار .. مشيرا الى مجزرة قرية كوجو المنكوبة التي اباد تنظيم داعش الارهابي جميع اهلها .

دعوة لتهيئة ظروف عودة النازحين
وطالب علي آغا الحكومة العراقية بالعمل على "خلق وتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازجين واعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير بيئة اخرى لتشجيع الاستثمار واعمارها وخلق فرص العمل لاهلها والعمل بجدية بالبحث عن مصير المختطفات والمختطفين الذين ما زال مصيرهم مجهولا، ومنح الحقوق القانونية والمادية والمعنوية لعوائل الضحايا".
كما دعا الىالقضاء على خلايا داعش وملاحقة عناصره المشبوهة المتواجدة في محيط سنجار فضلا عن المجاميع الخارجة عن القانون وانهاء تواجد حزب العمال الكردستاني وفرض القانون في سنجار.. محذرا من ان تواجد هذا الحزب يمثل عدم استقرار للمدينة وعائقا ومانعا لعودة النازحين لديارهم.. منوها الى ان قيام الحكومة بهذه المهام الامنية سيصنع اجواء أجواء للتعايش والاستقرار المستدام.

معالجة الجراح

ومن جهته قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إنه "رغم مرور سبع سنوات لم نتعاف نحن وكل الإنسانية من الصدمة التي سببتها وحشية وإجرام إرهابيي داعش ضد الايزيديين داعيا الى تكثيف الجهود لحل مشاكلهم وتأمين احتياجاتهم ليتمكنوا من معالجة جراحهم وباتجاه المصالحة ومستقبل أفضل وحياة آمنة .
وشدد بارزاني في بيان بالمناسبة على ضرورة إنجاز المزيد من العمل المشترك لإنقاذ المختطفين الإيزيديين والكشف عن مصائر المغيبين منهم وحسمها.. وتحقيق الأمن والاستقرار وأن تتم حماية مناطقهم وإعادة إعمارها ليتمكنوا من العودة إليها أعزة لتعود إليهم الثقة والطمأنينة .
واكد بارزاني مواصلة التنسيق والتعاون مع الأمم المتحدة وكل الجهات المعنية والمجتمع الدولي بصورة عامة من اجل أن ينال مجرمو داعش العقاب القانوني وأن تتحقق العدالة للضحايا .
واكد رئيس حكومة كردستان دعمه لمطلب تحويل سنجار إلى محافظة، وقال انه حكومته تعمل مع الحكومة الاتحادية العراقية ومحافظة نينوى لإنجاح هذا المشروع .. داعيا الحكومة العراقية الى تعويض الضحايا وعوائلهم وذويهم وفقاً لقانون الناجين الإيزيديين الذي صادق عليه مجلس النواب العراقي مؤخرا.

أبشع جرائم داعش

وفي الثالث من آب أغسطس عام 2014 ارتكب "داعش" إحدى أبشع جرائمه في العراق حين اقتحم مئات من مسلحيه بلدة سنجار وأعدم مئات من الرجال والشباب وخطف آلاف النساء والفتيات، بينهم أطفال ما زال أكثر من 3 آلاف منهم مجهولي المصير حتى الآن.
وتسبب العنف الذي مارسه داعش على هذه الأقلية المسالمة بتشريد أكثر من 350 ألف شخص إلى مخيمات النزوح واللجوء في العراق وخارجه.
ويقدر السكان المحليون أن هناك ما يصل إلى 80 مقبرة جماعية في منطقة سنجار حيث جرى العثور على خمسة منها فقط في قرية حردان الصغيرة والتي ضمت حوالي 150 جثة.

اعادة الاعتبار
وكان مجلس النواب العراقي قد اقر في اذار مارس 2021 قانون الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش حيث اعتبر ماتعرضن له على يد التنظيم جرائم "إبادة جماعية" ونص على عدم إدراج مرتكبي "الاختطاف والأسر" ضدهن في أي "عفو عام أو خاص".
ويبلغ عدد الايزيديين الذين هاجروا خارج العراق بعد احتلال تنظيم داعش لمناطقهم في شمال العراق 100 الفا وعدد المختطفين 6417 اما أعداد الناجيات والناجين من قبضة التنظيم فقد بلغ 3530.. فيما لايزال هناك 2887 مختطفا منهم من الاناث 1308 ومن الذكور 1579 مختطفا او مغيبا.
واعتبرت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" تشريع القانون خطوة رئيسية لتلبية احتياجات الناجيات الايزيديات.. وقالت "هي خطوة رئيسية في تلبية احتياجات الناجيات من الفظائع ليشمل ذلك التعويضات وإثبات التزام #العراق بالتصدي للجرائم التي تعرضن لها".

تأهيل الايزيديات

وينص قانون الناجيات الايزيديات على عدد من إجراءات التعويض المهمة للنساء الإيزيديات اللواتي أسرهن مسلحو تنظيم داعش لدى احتلاله الموصل منتصف عام 2014 بما في ذلك التعويض وإعادة التأهيل والعلاج الطبي والفرص الاقتصادية.
ويصف القانون الناجية المستهدفة من هذا القانون "كل امرأة او فتاة تعرضت الى جرائم العنف الجنسي من خلال اختطافها واستعبادها جنسيا وبيعها في اسواق النخاسة وفصلها عن ذويها واجبارها على تغيير ديانتها او تزويجها وحملها واجهاضها قسرا او الحاق الاذى بها جسديا ونفسيا من قبل تنظيم داعش".
وتسري احكام هذا القانون على النساء من المكونات : التركماني والمسيحي والشبكي اللواتي تعرضن الى الجرائم نفسها وكذلك الناجين من هذه المكونات من عمليات القتل والتصفية الجماعية التي قام بها داعش .
ويهدف القانون الى تعويض الناجيات ماديا ومعنويا وتأهيلهن وتأمين حياة كريمة لهن واعادة تعمير البنى التحتية لمناطق الناجيات اضافة الى اعداد الوسائل الكفيلة بادماجهن في المجتمع وتأمين فرص العمل لهن.


يزيديون يتجمعون حول احد مزاراتهم في سنجار بعد اعادة تعميره اثر تهديمه من قبل داعش)

ديانة شرق أوسطية

والايزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة وجميع أبنائها هم من الأكراد ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق وهناك أيضًا مجموعات في سوريا، تركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا. ويُقدّر العدد الإجمالي لليزيديّين بحوالي 800 الف إلى مليون.
ويقول الكثير من الباحثين بأنّ اسم اليزيديّين جاء من اسم الخليفة من الأسرة الأموية يزيد الأول ابن معاوية اذ اعتُبر هذا الخليفة في نظر اليزيديّين تجسيدًا للشخصية الإلهية ويُسمّى "سلطان عازي".
وتعتبر الثقافة اليزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية "الكورمانجي" فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.