كابول: روى أفغان كانوا من ركاب قافلة حافلات رافقها عناصر من طالبان إلى مطار كابول، مشاهد محزنة لدى العبور قرب حشود الناس المتحرقين للانضمام إليهم.

يرابط عشرات آلاف الاشخاص في محيط المطار شمال العاصمة أملا في أن يوفقوا برحلة جوية خارج البلاد في وقت تستمر عملية الإجلاء التي يشرف عليها الجيش الأميركي في حالة من الفوضى.

وقضى أشخاص دهسا في التدافع، فيما أثارت صور عائلة رفعت طفلها فوق جدار وسلمته لجندي، وصور شبان متشبثين بطائرة عسكرية فيما كانت تستعد للإقلاع، صدمة في العالم.

وقال صحافي كان ضمن قافلة الحافلات التي انطلقت من أمام فندق بوسط المدينة في ساعة مبكرة الأحد لوكالة فرانس برس إن حشدا كبيرا من الناس كانوا ينتظرون عند تقاطع طرق قريب من المطار، العديد منهم نائمون في العراء.

وتجمهرت عائلات تأمل ب"أعجوبة" فرار بين سياج شائك يمثل حدودا غير رسمية لمنطقة عازلة تفصل مقاتلي طالبان عن القوات الأميركية وفلول كتيبة من القوات الخاصة الأفغانية التي تساعدهم.

ملاحقة الحافلات

وقال "ما إن رأوا موكبنا حتى نهضوا وبدأوا يركضون باتجاه الحافلات".

أضاف "كانوا يبرزون جوازات سفرهم ووثائق أخرى ... جاء رجل إلى نافذتي مع زوجته وطفله ملوحا بجواز سفره وهو يقول "لدي تأشيرة بريطانية لكن لا نستطيع الدخول. رجاء دعونا نصعد الى الحافلة".

ووردت تقارير عن قيام طالبان بمضايقة بل حتى توقيف أفغان يحاولون الفرار، لكن المراسل قال إن موكبه مر من دون حادثة تذكر.

وقال "لم يكترثوا لأمرنا".


(أفغان يجلسون على طول المدرج أملاً بمغادرة مطار كابول)

كانت الولايات المتحدة ودول أخرى تخطط هذا العام لاستقبال عشرات آلاف الأفغان في أعقاب قرار واشنطن سحب جميع قواتها من هذا البلد.

وبين الذين عرضت عليهم فرصة حياة جديدة في الخارج أفغان عملوا إلى جانب القوات الأجنبية خلال الغزو الذي استمر 20 عاما بعد الإطاحة بطالبان في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.

لكن تلك الخطط باتت في مهب الريح بعد هزيمة القوات الافغانية أمام طالبان واستعادة الحركة المتشددة الحكم نهاية الأسبوع الماضي.

وقال الصحافي لوكالة فرانس برس "الجميع لديهم سبب للمغادرة".

واضاف "بعضهم صحافيون وطالبات جامعيات ... ثم هناك الذين عملوا مع الأجانب".

وقبل انطلاق قافلة الحافلات من أمام الفندق كانت إحدى الشابات تبكي.

وقالت "يوم مجيء طالبان أدركت أن الحياة انتهت بالنسبة الي في أفغانستان".

واضافت "العيش تحت حكمهم يعني أن أدفن جميع طموحاتي".

وركاب الحافلات تلك ينتظرون الآن إجلاءهم إلى دول الغرب، عبر مخيم للحجر الصحي في قطر.

وقال حاجي حامد مع زوجته وأربعة أطفال "أطفالي يبكون لأنهم مرهقون، لكني أقول لهم أن يصبروا قليلا بعد ريثما تصل الطائرة ثم ننجو بأرواحنا".

وتابع "سيلاحقنا الموت والقمع إذا بقينا" مضيفا "أقول لهم باستمرار "يوما ما ستشكرونني"".