واشنطن: أرجئ الاجتماع الثنائي الذي كان مقرراً بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت في البيت الأبيض الخميس إلى الجمعة بعدما ألغى الرئيس الأميركي كلّ مواعيده للاهتمام بتفجيري كابول.

وقال البيت الأبيض إنّ "الاجتماع الثنائي للرئيس أرجئ إلى غد" الجمعة. وكان من المقرّر أن يلتقي بايدن وبينيت الخميس عند الساعة 11,30 بالتوقيت المحلّي (الساعة 15,30 ت غ).

ووفقاً لمصدر في الوفد المرافق لبينيت فإنّ الاجتماع سيعقد صباح الجمعة في الساعة 10:25 (15:25 ت غ).

ويأمل بينيت في إعطاء دفع جديد للعلاقات مع الإدارة الأميركية الديموقراطية بعد سنوات بنيامين نتانياهو ال12 في الحكم.

إلا أن الأزمة في أفغانستان ألقت بظلالها على الاجتماع حتى قبل التفجيرين قرب مطار كابول اللذين تسببا بسقوط عدد كبير من القتلى بينهم 12 عسكرياً أميركياً.

ظرف صعب

وقدّم بينيت تعازيه إثر الهجوم الذي نفّذه انتحاريان من تنظيم الدولة الإسلامية فجّرا حزاميهما الناسفين وسط حشد من الأفغان الذين كانوا يحاولون الدخول إلى مطار كابول للفرار من بلدهم بعد سيطرة حركة طالبان عليه، في تفجير مزدوج تلاه هجوم مسلّح ممّا أسفر عن مقتل 13 عسكرياً أميركياً وعشرات الأفغان.

وقال في بيان "بالنيابة عن مواطني إسرائيل، أودّ أن أعبّر عن حزننا العميق لمقتل أميركيين في كابول. إنّ "إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتّحدة في هذا الظرف الصعب كما وقفت الولايات المتحدة على الدوام إلى جانبنا".

ووفقاً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فقد اتّصل بايدن هاتفياً ببينيت لشكره على "تفهّمه" لسبب إرجاء الاجتماع.

ويقوم بينيت البالغ 49 عاما بأول زيارة له الى واشنطن منذ توليه منصبه في حزيران/يونيو كرئيس لتحالف منقسم عقائدياً لا يشغل حزبه المتشدّد فيه سوى عدد قليل من المقاعد.

ووعد بينيت بـ"روج تعاون جديدة" من جانب إسرائيل.

وينوي بينيت التعبير عن قلق إسرائيل من احتمال انسحاب القوات الأميركية من العراق وسوريا بسبب إمكان حصول زعزعة للاستقرار على ما أفاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى.

وقد بات لهذا الطلب ثقل أكبر الآن بعد الهجوم الدامي على مطار كابول في خضم الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

لكن أوساط بينيت قالت إنه لا ينوي إعطاء رأيه بما يحصل هناك.

وقال مصدر آخر في الوفد المرافق لبينيت "لم نأت إلى هنا للتعليق بل لنشجّع".

وأكد نفتالي بينيت أن إيران ستكون الموضوع الرئيسي لزيارته. وقال لوزير لخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي التقاه الأربعاء إنه يريد أن ينكب على "كيفية لجم سعي إيران إلى الهيمنة على المنطقة وسباقها لامتلاك السلاح النووي".

وتعارض إسرائيل بشكل قاطع محاولة بايدن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع طهران العام 2015.

إحياء الاتفاق النووي

وتجري حالياً محادثات في فيينا بين إيران وأطراف الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، تهدف إلى إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه وإعادة فرضه عقوبات على إيران.

وتسعى المحادثات إلى إبرام تفاهم يتيح رفع العقوبات، في مقابل عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها التي بدأت التراجع عنها بعد الانسحاب الأميركي، ولا سيما تلك المتعلقة بعمليات تخصيب اليورانيوم.

وأكد بلينكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي التزام الولايات المتحدة "الثابت" أمن إسرائيل.

ويختلف بينيت وبايدن حول مسائل أساسية بشأن الملف الفلسطيني. وأكد بينيت أنه لن يوقف بناء المستوطنات ويعارض قيام دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل العام 1967 وهما موقفان يتعارضان وموقف الإدارة الأميركية الحالية.

مساعدات للفلسطينيين

وقال مصدر في الوفد المرافق لبينيت إنّ "حلّ الدولتين ليس على جدول الأعمال... إنه غير موجود".

وتدعم حكومة جو بايدن حل الدولتين وعاودت تقديم مساعداتها للفلسطينيين التي تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات بعدما ألغى ترامب معظمها.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحافيين "سيكون هذا أول لقاء وجها لوجه بينهما" وسيساهم "في تعرف (الزعيمين) على بعضهما البعض".

وبالنسبة إلى دان كورتزر، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، فإن زيارة رئيس الوزراء ستعطي نفحة جديدة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية بعد عهد نتانياهو الذي استمر 12 عاما.

وأوضح دان كورتزر لوكالة فرانس برس أن "نتانياهو كان مقتنعا بأنه يعرف أكثر من الرئيس الذي يتعامل معه ما يجب على الولايات المتحدة أن تفعل".

مع بينيت من ناحية أخرى، "حتى لو كانت هناك خلافات حول السياسة التي يجب اتباعها، وستكون هناك خلافات، سينمكن الاثنان من التحاور بعيدا عن تلك النبرة من قلة الاحترام".

وألغى بينيت اجتماع مجلس الوزراء المقرّر الأحد في القدس وهو يستعدّ للبقاء في واشنطن حتى مساء السبت.