غادر عشرات الأجانب العاصمة الأفغانية كابل في أول رحلة جوية منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
وهبطت طائرة رحلة الخطوط الجوية القطرية في الدوحة يوم الخميس، ومن المقرر تنظيم رحلة ثانية يوم الجمعة.
وحث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، خلال زيارته مؤخرا لقطر على تقديم المساعدة في عمليات الإجلاء.
ولم يتمكن مئات المواطنين الأفغان، الذين ساعدوا الجيش الأمريكي، من مغادرة البلاد عن طريق جسر جوي أمريكي الشهر الماضي.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن 113 شخصا كانوا على متن الطائرة.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إن 13 مواطنا بريطانيا وصلوا إلى الدوحة، وأعرب عن شكره لقطر وتسهيلها الرحلة.
كما نشرت وزيرة الخارجية الهولندية، سيغريد كاغ، تغريدة أعربت فيها عن شكرها لقطر قائلة إن 13 هولنديا كانوا على متن الرحلة.
وأصدر البيت الأبيض بيانا أكد فيه أن مواطنين أمريكيين غادروا أفغانستان، وشكر أيضا قطر، قائلا إن الرحلة جاءت نتيجة "دبلوماسية ومشاركة حذرة وجادة".
وقال البيان أيضا إن طالبان تحلت بـ"العملية والمهنية" في مساعدة المواطنين الأمريكيين على مغادرة البلاد.
ووصف المبعوث القطري الخاص، مطلق بن ماجد القحطاني، في مؤتمر صحفي، مطار كابل الدولي بأنه جاهز للعمل، وقال إنه يوم تاريخي لأفغانستان.
وتعد هذه الرحلة الأولى التي تغادر البلاد منذ انتهاء عمليات الإجلاء السريعة التي قادها الجيش الأمريكي الشهر الماضي، بعد سيطرة طالبان على البلاد في 15 أغسطس/آب.
ونُقل ما يزيد على 124 ألف أجنبي وأفغاني خارج البلاد، خشية انتقام طالبان.
ويُعتقد أن نحو 100 مواطن أمريكي غادروا أفغانستان قبل الرحلة.
صحفيان يتعرضان للضرب
أظهرت صور إصابات لصحفيين اثنين كانا يسعيان إلى تغطية احتجاجات يوم الأربعاء.
وبحسب ما ورد من أنباء تعرض الاثنان للضرب المبرح بعد أن اعتقلتهما حركة طالبان في كابل.
وقال المصور نعمة الله نقدي لوكالة فرانس برس للأنباء: "وضع أحد عناصر طالبان قدمه على رأسي، وسحق وجهي فوق الخرسانة. وركلوني في رأسي ... اعتقدت أنهم سيقتلونني".
وكان نقدي يغطي تظاهرة نسائية أمام مركز للشرطة مع زميله في صحيفة إتليتروز المحلية، تقي دريابي.
- أفغانستان تحت حكم طالبان: عناصر الحركة يطلقون الرصاص في الهواء لتفريق مظاهرة في كابل
- أفغانستان تحت حكم طالبان: الحركة تتقدم للسيطرة على وادي بانشير آخر جيوب المقاومة ضدها
وحظرت طالبان تنظيم احتجاجات بدون تصريح من وزارة العدل.
وقال محتجون إن عشرات المتظاهرين هتفوا "نريد الحرية"، وتجمعوا على مقربة من السفارة الباكستانية في كابل، وفتح مسلحون من طالبان النار لتفريقهم.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن احتجاجا نسائيا آخر نُظم في مقاطعة كابيسا، شمال شرقي كابل، وقالت مصادر لموقع "أماج" الإخباري إن العديد من النساء قُبض عليهن.
وقالت حسينة من كابل لبي بي سي: "من حقنا أن نحتج الآن بعد أن عرفنا ما تعنيه طالبان من خلال حكومتهم الجديدة، سوف نحتج. ظلوا يقولون إن على النساء الانتظار حتى إعلان طالبان حكومتها الجديدة. لا توجد امرأة واحدة في الحكومة".
بيد أن الازي، من إقليم هلمند الجنوبي، دعا الدول الأخرى للاعتراف بحكومة طالبان.
وقال: "إذا حدث ذلك، ستكون حياتنا أسهل بكثير. إذا استمرت الاحتجاجات وقمع طالبان لها، فلن يعترف المجتمع الدولي بحكومة طالبان الجديدة، وهل تعرف من الذي سيعاني؟ نحن، الشعب".
- أفغانستان تحت سيطرة طالبان: معارك شرسة بين الحركة ومعارضيها في وادي بانشير وسط أنباء عن مقتل المئات
- بانشير: قصة الإقليم الذي هُزم فيه السوفييت وطالبان في أفغانستان
واحتجت عشرات النساء في كابل وإقليم بدخشان يوم الأربعاء على تشكيل حكومة طالبان المؤقتة الممثلة في الرجال فقط.
وبحسب ما ورد من أنباء تعرضت بعض النساء، اللواتي طالبن بانضمام وزيرات في الحكومة، للضرب قبل تفريق المظاهرات.
وقُتل ثلاثة أشخاص خلال مظاهرة في مدينة هرات الغربية يوم الثلاثاء. ونفت طالبان مسؤوليتها عن العنف.
كما أفادت أنباء بانقطاع خدمات الإنترنت في مناطق في كابل.
وغرد الصحفي الأفغاني، بلال الصواري، أن مصادر في قطاع الاتصالات أكدت له أن طالبان أمرت بقطع خدمة تغطية الإنترنت عبر الهاتف المحمول مؤقتا في عدة مناطق.
وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي من وادي بانشير قيل إنها تبين عملية انتهاك لضريح أحمد شاه مسعود، زعيم التحالف السابق المعارض لطالبان.
وقالت حركة طالبان يوم الثلاثاء إنها استولت على الوادي، آخر منطقة في أفغانستان كانت صامدة ضد حكمها، من جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية. وقالت جبهة الخلاص الوطني بقيادة نجل أحمد شاه مسعود، إنهم سيواصلون القتال.
التعليقات