أدانت الأمم المتحدة طالبان بسبب "ردها العنيف" على المعارضين لها، بعد أسابيع من سيطرة الحركة على أفغانستان.
وقالت الأمم المتحدة إن حركة طالبان قتلت أربعة أشخاص خلال الاحتجاجات الأخيرة.
ومنذ أن سقطت العاصمة كابل في يد طالبان في 15 آب/أغسطس، خرجت مظاهرات للمطالبة باحترام حقوق المرأة وبالمزيد من الحريات.
واستخدم مقاتلو الحركة العصي والسياط والذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وفق ما ورد في تقرير الأمم المتحدة.
ودعت متحدثة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان صحفي، حركة طالبان إلى "الكفّ فوراً عن استخدام العنف والاعتقال التعسفي تجاه من يمارسون حقهم في التجمع السلمي والصحفيين الذين يغطون التظاهرات".
واجتاح مقاتلو طالبان أفغانستان في آب/أغسطس، واستولوا على المراكز الإقليمية ودخلوا العاصمة كابل في أقل من أسبوعين.
وتأتي عودة حكم طالبان بعد عقدين من العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان.
وأطاحت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها بسلطة طالبان عام 2001 في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، التي تحيي الولايات المتحدة ذكراها العشرين يوم السبت.
"رد عنيف على الاحتجاجات السلمية"
أدانت المتحدثة الأممية، رافينا شامدساني، قمع طالبان للاحتجاجات في مؤتمر صحفي يوم الجمعة.
وقالت إن الاحتجاجات تتصاعد منذ 15 آب/أغسطس.
لكن طالبان حظرت التجمعات غير المرخصة، وأمرت شركات الاتصالات يوم الخميس بقطع الانترنت عن الهواتف في كابل.
وتحدثت شامدساني عن أهمية استماع طالبان إلى الرجال والنساء الأفغان في الشوارع في هذا الوقت.
وأشار البيان إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، من بينهم فتى، وعن استخدام العنف لتفريق المتظاهرين في الأسابيع الأخيرة. وانتقد العنف الممارس ضد الصحفيين.
وأفاد مراسلون لبي بي سي هذا الأسبوع، عن تعرضهم للضرب والاعتقال والجلد أثناء محاولتهم تغطية الاحتجاجات.
ويأتي تقرير الأمم المتحدة وسط تصاعد المخاوف بشأن مصير أفغانستان، بعد سيطرة طالبان.
وصدر عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة أن 93٪ من الأسر في البلاد لا تتناول ما يكفي من الطعام.
وأدى الجفاف إلى تفاقم مشاكل الإمداد، ما تسبب في فقدان نحو 40٪ من محصول القمح.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن العاملين في مجال المساعدات قلقون من وقوع جميع السكان في الفقر خلال أشهر.
وحذّرت منظمة اليونيسكو من مواجهة أجيال "كارثة على مستوى التعليم"، بعد أن عرف الأطفال وخاصة الفتيات عقدين من التقدم.
ذكرى هجمات أيلول/سبتمبر
أشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن حركة طالبان تخطط لإقامة مراسم تنصيب حكومتها الجديدة يوم السبت بعد الإعلان عن تشكيلها هذا الأسبوع.
ويتزامن ذلك مع إحياء الولايات المتحدة الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2011.
وتسببت الهجمات في مقتل 3000 شخص في ذلك اليوم.
وكانت جماعة تنظيم القاعدة العقل المدبر للهجوم بقيادة أسامة بن لادن، الذي كان يقيم حينها في أفغانستان تحت حماية طالبان.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حدد تاريخ 11 أيلول/سبتمبر موعداً لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، لكن سيطرة التنظيم على البلاد أجبرت الولايات المتحدة على تسريع انسحابها.
وقال مدير المخابرات البريطانية، كين مالكوم، لبي بي سي إن سيطرة طالبان على أفغانستان "شجعت" ما وصفهم بالإرهابيين البريطانيين.
وللمرة الأولى منذ انسحاب الأميركيين، سافر يوم الخميس أشخاص أجانب من مطار كابل.
وغادر نحو مئة شخص يحملون جنسيات أمريكية وبريطانية وكندية وهولندية، على متن الخطوط الجوية القطرية إلى الدوحة. وحطّت طائرة أخرى تابعة للخطوط القطرية في الدوحة يوم الجمعة، قادمة من كابل، تحمل 150 راكبا.
وأكدت فرنسا أن 49 من مواطنيها كانوا على متن الرحلة. كما ذكر البيت الأبيض أن 19 أميريكيا كانوا من بين الركاب.
وأضاف البيت الأبيض أن مواطنين يحملان الجنسية الأميريكية و11 شخصاً يحملون إقامات دائمة غادروا أفغانستان إلى دولة ثالثة بمساعدة واشنطن.
التعليقات