إيلاف من لندن: تستعد اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية لوضع توصياتها أمام العاهل الأردني في غضون الأيام القليلة المقبلة وذلك بعد اجتماعات مكثفة امتدت نحو ثلاثة أشهر.
وقال رئيس اللجنة الملكية سمير الرفاعي، إن اللجنة أنهت اجتماعاتها الفرعية، وأن الشهور الماضية شهدت توافقا وتباين للآراء واختلافات لوجهات النظر، مؤكدا أن الوطن القاعدة التي لم نحد عنها.
الرفاعي مصافحا الملك عبدالله الثاني حين شكل حكومته الأولى 2010 (صورة من أرشيف إيلاف)
ثوابت الدولة
وأضاف الرفاعي في اجتماع اللجنة الملكية الأربعاء: "استندنا في عملنا إلى ثوابت الدولة الاردنية ونحت بصدد المناقشات التي تؤثر الجهد الوطني التي تؤدي إلى تقدم بالحياة الحزبية والبرلمانية وتعزز مسيرة الأردن الديمقراطية وتعزز الشباب والمراة، ونبدأ اليوم بمناقشة مخرجات لجان المرأة الشباب والادارة المحلية".
وتابع الرفاعي: "بحمد الله أنهتْ اللجانُ الفرعيةُ أعمالها، بعدَ جلساتٍ واجتماعاتٍ امتدتْ حواليْ ثلاثةِ أشهر، وتميزتْ هذهِ الفترةُ بالعملِ الدؤوب، وبأجواءٍ ديمقراطيةٍ توافقية، أساسها الحرصُ على المصلحةِ الوطنية. لذا فأسمحوا لي، أن أتقدّمَ من كلّ زميلٍ وزميلةٍ بالشكرِ والتقدير، على الجهودِ الكبيرةِ التي بُذلت خِلالَ هذهِ الفترة، والتي عكسَتْ الحِرصَ على إنجازِ المُهمةِ الوطنية المُستندةِ إلى التكليفِ الملكيّ السامي".
الرفاعي: اللجنة الملكية استندت في عملها إلى ثوابت الدولة الأردنية #اللجنة_الملكية pic.twitter.com/Dpzl3p0Yhk
— Adham_962 (@Adham_962) September 15, 2021
اختلافات راي صحية
وأضاف: "شهدتْ الشهورُ الماضيةُ تبايناً في الآراء، وهو أمرٌ متوقعٌ وصحيٌ ومطلوب، وكانت هناك اختلافاتٌ في وجهات النظر، لكن، بحمدِ الله، كانت مصلحةُ الوطنِ هي القاعدةُ المشتركةُ التي لم نَحِدْ عنها، أهم ما ميّز عملَ اللجنةِ الموقّرةِ وأعضائها، هي حالةُ الاشتباكِ الإيجابيّ مع المجتمعِ والإعلامِ والفعالياتِ السياسيةِ والشعبية، التي تعاملتْ مع اللّجنةِ بروحِ التعاونِ والشراكة، وقدّمت طروحاتٍ ناضجة، وأفكاراً في غايةِ الأهميّة، تعكسُ نضجَ الأردنيينَ والأردنيات، وشَغَفهُمْ بالوصولِ بوطنهمْ إلى الأفضل، وشكّلت أفكارُهُم وطروحاتُهم ركناً أساسياً للتوصياتِ التي قدّمتها اللجانُ الفرعية".
وتابع "قد استدنا في عملِنا إلى ثوابتِ الدولةِ الأردنيةِ وهُويّتها العربيةِ والإسلاميةِ، ونحنُ اليومَ بصددِ المناقشاتِ التي ستؤَطرُ هذا الجهدَ الوطني، الذي نأملُ أن يُؤسسَ لمرحلةٍ متقدمةٍ من تحديثِ المنظومةِ السياسية، للوصولِ إلى حياةٍ حزبيةٍ وبرلمانيةٍ تلبي طموحاتِ الأردنيين، وتعكسُ واقعَ مسيرةِ الأردنِ الديمقراطيةِ الثرية، وتفتحُ الآفاق واسعةً لتمكينِ الشبابِ والمرأة، وتعزيزِ أدوارهم، نبدأُ اليومَ بمناقشةِ مخرجاتِ لجانِ الشبابِ والمرأةِ والإدارةِ المحلية، بهدفِ إقرارها بصورتِها النهائية، وسنناقشُ مخرجاتِ اللجانِ جميعها تباعاً خلالَ الأيامِ المُقبلة، مستندين إلى مَبدأ التوافقِ الذي حَكمَ عملَ اللجنةِ منذُ اليومِ الأول".
جلسة حوارية للإطلاع على توصيات الشباب في شبكة السفراء المتطوعين في إقليم الشمال ضمن مشروع شبابنا قوة الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID مع عضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسة المهندسة مي أبو عداد وبحضور مدير الدمج المجتمعي
شفافية ووضوح
وقال "لقد قطعنا، بفضلِ اللهِ وتضافرِ الجهود، الشوطَ الأكبرَ منْ تنفيذِ ما أوكلِ إلينا، واستطعنا أنْ نُنشِئَ نِقاشا عاماً، واسعاً وصحياً، حول أعمالِ اللجنة، وانتهجنا سياسيةَ الشفافيةِ والانفتاح، إدراكاً منا أنّ هذا هو سبيلُ الديمقراطية، خاصةً وما نقوم به سَيمسُّ كلّ أردنيٍّ وأردنية، لسنواتٍ عديدةٍ قادمة، وحقّهمْ أن يكونوا بصورةِ الحواراتِ التي تَجري، والأردنُ بقيادة جلالةِ الملكِ المُفدى يستحقُ منا الكثير، والأردنيونُ والأردنياتُ يستحقونَ ديمقراطيةً تليق بهمِ وبدولتهمِ، وما بَذلوهُ في سبيلِ بناءِ وَطنهم، وسعيهمْ للمشاركةِ الفاعلةِ في صنعِ القرار، استكمالاً لمسيرةِ الدولةِ التي تجاوزتْ مئةَ عام، وتستمرُ بقوةٍ وعنفوان، في مئويتها الثانية".
وختم الرفاعي، قائلاً: "أجددُ الشكرَ لكمْ جميعاً ولكلّ الإخوةِ والأخواتِ في الطواقمِ المساندة، في الديوانِ الملكي الهاشمي ومختلفِ المؤسسات، وأدعوكمْ لبدءِ مناقشاتكمْ على بركةِ اللهِ وبتوفيقٍ منهُ سبحانه، مذكراً نفسي وإيّاكم جميعاَ أن هذا عملٌ ديمقراطيٌ فكري، وُجِدَ ليعكسَ صورةً ديمقراطيةً مشرقةً عنا جميعاً وعن وطننا الغالي.
التعليقات