واشنطن: انتقدت الهند الجمعة باكستان في واشنطن والأمم المتحدة فيما ناشد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان العالم للعمل مع حركة طالبان الأفغانية المنتصرة.
وأثار رئيس الوزراء ناريندرا مودي مخاوف بشأن باكستان خلال محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن وكذلك خلال قمة رباعية أوسع مع زعيمي أستراليا واليابان، وفقا لمسؤولين هنود.
وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان شرينغلا للصحافيين بعد انتهاء المحادثات إنه "كان هناك شعور واضح بأنه ينبغي الإبقاء على نظرة أكثر دقةً وتدقيق وثيق ومراقبة لدور باكستان في أفغانستان، دور باكستان في مسألة الإرهاب".
وأشار خان في الخطاب الذي ألقاه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن طالبان وعدت باحترام حقوق الإنسان وتأليف حكومة شاملة منذ سيطرتها على البلاد الشهر الماضي، رغم خيبة الأمل العالمية في الحكومة الموقتة التي شكّلتها الحركة.
وقال خان "إذا قام المجتمع الدولي بتحفيزها وشجّعها على المضي قدما في هذا الحوار، سيكون الوضع مربحا للجميع".
وشدد على أنه "علينا تعزيز الحكومة الحالية وتحقيق استقرارها من أجل مصلحة الشعب الأفغاني".
كذلك، دافع خان عن موقف بلده، الداعم الرئيسي لنظام طالبان بين عامي 1996 و2001 الذي فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية وأوى تنظيم القاعدة، ما أدى إلى الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وألقى خان المنتقد الشرس للحرب الأميركية التي استمرت 20 عاما وأنهاها الرئيس جو بايدن، باللوم على الضربات الأميركية غير الدقيقة بطائرات مسيّرة في تصاعد التطرف داخل باكستان، وأشار إلى تعاون إسلام أباد مع القوات الأميركية.
قال خان في الخطاب الذي سجّل مسبقا بسبب التدابير الوقائية المرتبطة بمكافحة وباء كوفيد "هناك قلق كبير في الولايات المتحدة إزاء المترجمين الفوريين وكل الأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة. ماذا عنا نحن؟".
وتابع "على الأقل كان يجب أن تكون هناك كلمة تقدير. لكن بدلا من ذلك، تخيلوا كيف نشعر عندما يلقى باللوم علينا في تحول الأحداث في أفغانستان".
ولطالما اتهم مسؤولون أميركيون أجهزة الاستخبارات النافذة في إسلام أباد باستمرارها في دعم طالبان ما دفع الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب إلى خفض المساعدات العسكرية.
بايدن لم يتحدث إلى خان بعد وبالطبع لم يدعه إلى واشنطن، رغم أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن التقى الخميس على هامش جمعية الأمم المتحدة نظيره الباكستاني وشكره للمساعدة في إعادة المواطنين الأميركيين من أفغانستان.
وفي خطابه المشحون، اتهم خان العالم الذي لديه مطامع في الهند التي تزيد قيمة سوقها عن مليار دولار، بمنح مودي فرصة "الإفلات من العقاب".
وقال "إن أيديولوجية الهندوتفا (الشكل السائد للقومية الهندوسية في الهند) المليئة بالكراهية والتي روج لها نظام حزب بهاراتيا جاناتا-منظمة التطوع الوطنية الفاشي، أطلقت العنان لعهد من الخوف والعنف ضد المجتمع المسلم في الهند الذي يبلغ تعداده 200 مليون نسمة".
في عهد مودي، ألغت الهند الحكم شبه الذاتي في كشمير، المنطقة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، وأقرت قانون الجنسية الذي يصفه نقاد بأنه تمييزي، وشهدت تصعيدا متكررا للعنف الديني.
وفيما تتجاهل الهند في كثير من الأحيان تصريحات باكستان، ردت دبلوماسية هندية شابة من قاعة الجمعية العامة على خان.
واتّهمت السكرتيرة الأولى في البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة سنيها دوبي باكستان بإيواء أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية الخاصة في العام 2011 بغارة على مدينة أبوت آباد حيث كان يختبئ.
وقالت "ما زلنا نسمع أن باكستان ضحية للإرهاب. إنها بلاد تشعل الحرائق وتقدم نفسها على انها رجل إطفاء".
وأضافت "باكستان ترعى الإرهابيين في حديقتها الخلفية آملة بأن يلحقوا الضرر بجيرانها فقط".
وتحدثت أيضا عن العنف الذي يمارس بحق الأقليات في باكستان مشيرة إلى "الإبادة الثقافية والدينية" التي ارتكبت في العام 1971 عندما حصلت بنغلادش على استقلالها.
وقالت دوبي "بخلاف باكستان، فإن الهند ديموقراطية تعددية تضم عددا كبيرا من الأقليات الذين تولوا مناصب عليا في البلاد".
وأثار كلامها ردا من جانب الدبلوماسية الباكستانية صائمة سليم التي قالت إن كشمير التي تسيطر عليها إسلام أباد جزئيا، هي قضية داخلية للهند.
التعليقات